دمشق... تعديل المناهج يثير جدلاً واسعاً وسط مخاوف من تسييس التعليم

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، طوت صفحة سوداء من تاريخ سوريا لتبدأ رحلتها في التغيير والتطوير، إلا أن التعديلات الأخيرة التي أطلقتها الحكومة الانتقالية على بعض المواد التعليمية والتي أثارت جدلاً واسعاً.

راما خلف

دمشق ـ بعد سقوط نظام السوري شهدت المناهج الدراسية السورية تعديلات أثارت جدلاً واسعاً بين مختلف فئات المجتمع، خاصة في الأوساط التربوية والحقوقية، وبينما رأى البعض أن التغييرات ضرورية لإزالة رموز النظام السابق، اعتبرها آخرون خطوة متسرعة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على مستقبل التعليم في سوريا.

هناك مخاوف من تسييس التعليم وتغيير الهوية الوطنية، حيث شملت التعديلات حذف العديد من الصور والعبارات والمواضيع، وإلغاء كتاب التربية الوطنية بالكامل، وهو ما اعتبره كثيرون تجاوزاً غير مبرر، إذ كان من الممكن الاكتفاء بحذف الدروس المتعلقة بعائلة الأسد فقط.

وحول التعديلات قالت المحامية آلاء الحايك "لقد أثار هذا التغيير ضجة كبيرة بين الأوساط الشعبية، وشهدنا تغييرات عديدة لم يكن لها من داعٍ، والواقع الذي حدث يتجاوز توقعاتنا بكثير، مما يهدد مستقبل جيل كامل".

وأوضحت أنه "تم حذف العديد من الصور والعبارات والمواضيع، كما تم إلغاء كتاب التربية الوطنية حيث كان من الممكن الاقتصار على حذف الدروس المتعلقة بعائلة الأسد فقط، لكن إلغاء كتاب كامل يتناول تاريخ سوريا العريق بماضيه وحاضره يُعد أمراً غير مقبول".

وأشارت أن "التعديلات على مادة اللغة العربية شملت حذف الأناشيد والمواضيع، وتمت إعادة صياغة عبارات وطنية لتصبح شبه دينية، مثل تحويل عبارة (في سبيل الوطن) إلى (في سبيل الله)، إلى جانب حذف نشيد (حماة الديار) بهذه الطريقة نحن ابتعدنا تماماً عن العمل على تحسين المنهاج، بل نتجه نحو مجالات خطيرة تؤثر سلباً على جيل كامل".

وأكدت أنه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد يجب الفصل بين المواضيع الدينية والمواضيع السياسية "ليس من المقبول أن تؤثر الأمور المتعلقة بعائلة الأسد والنظام السابق على مستقبل جيل بأسره".

 

تأثير التعديلات على دور المرأة في المناهج

وبينت أنه إلى جانب المخاوف المتعلقة بتسييس التعليم، أثار حذف شخصية زنوبيا، الملكة التاريخية التي تعد رمزاً لقوة المرأة في سوريا، غضباً واسعاً بين الناشطات والحقوقيات، حيث اعتبرن هذه الخطوة مؤشراً على توجه قد يؤدي إلى تقليص دور المرأة في السردية التعليمية "الاحتجاجات التي خرجت تنديداً بحذف زنوبيا تعكس قلقاً أكبر حول مستقبل التمثيل النسوي في المناهج، خصوصاً بعد قرارات غير رسمية في بعض المناطق حدّت من حرية النساء في اللباس والتنقل".