دلفين مينوي تروي قصة الذين طالبوا بالديمقراطية

تروي دلفين مينوي قصة أولئك الذين أمنوا وطالبوا بالديمقراطية في بلدٍ يسوده الاضطراب، من خلال كتابتها الرواية القوية والمؤثرة والواقعية بشكلٍ مذهل "ابجدية الصمت"، وهذا الكتاب السابع للكاتبة الحائزة على جائزة ألبرت لندرس.

مركز الأخبار ـ روت دلفين مينوي قصة، الذين وجدوا أنفسهم تحت رحمة دولة لم يشهد لعنفها مثيل، لأنهم فقط تجرأوا على طلب الديمقراطية والتوقف عن قتل المدنيين بسبب انتمائهم العرقي.

أعلنت دار نوفل للنشر في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، عن إصدار رواية "أبجدية الصمت" قريباً، للكاتبة والصحفية الفرنسية من أصول إيرانية دلفين مينوي، تذكرنا من خلالها بأن الديمقراطية قد تتحول بسهولة إلى ديموقراطية استبدادية، ثم إلى دكتاتورية، وأن الحرية التي نعتبرها أمراً مفروغاً منه، لا يلزمها الكثير لكي تتحول فجأة إلى نواة معركة.

وأشارت إلى أن رواية "أبجدية الصمت" تتكلم عن ثلاث أشخاص رئيسيين "الزوج غوكتاي، الزوجة آيلا، والابنة".

ووصفت دلفين مينوي الزوج غوكتاي، بالزوج المُحبّ والوالد الحنون والأكاديمي المجتهد باللغة والتاريخ، والذي تم القاء القبض عليه، لأنه فقط وقع على عريضة تُطالب بعدم قتل المدنيين بسبب انتمائهم العرقي.

وآيلا زوجة غوكتاي، أستاذة جامعية وهي الصوت الذي تستعيره مينوي في الرواية، التي تقع في 240 صفحة، من أجل تحليل ما آلت إليه الأوضاع السياسية في إسطنبول، ولتنشر عباراتها بتلك الرغبة المتأصلة في نفوس المعلمين، الذين يؤمنون بأن الكلمات قادرة على إضاءة العالم.

وتأخذنا الرواية التي تم نقلها إلى العربية من قبل المترجم اللبناني أدونيس سالم، إلى قلب تركيا، إلى إسطنبول المتخبطة بين نزعة الحريات وقيود الواقع، إلى عاصمة يلتقي فيها الجميع، مشيراً إلى أن التجمعات فيها ممنوعة، ففي رحلتها السردية تتحدث دلفين مينوي عن مواطنين صدرت أصواتهم فرسموا طريقهم نحو الحرية، وتتحدث الرواية عن الحب أيضاً بقولها "الحب هو ذلك الذي يربطك بأرضِ العيش فيها مستحيل والعيش خارجها أكثر استحالة وذلك الذي يجمع بين زوجين فرقتهما سلطة البلد سيظلان يحاربان من أجله حتى آخر رمق"، متابعةً "ففي قضايا الحقّ، التّنازلات ممنوعة. قد تتمكّن السّلطات من إسكات المعارضين، لكن كيف عساها تخفض دويّ معاركهم الصامتة؟".

وأقتطف ملخص تعريفي لكتاب "أبجدية الصمت"، الذي يبدأ بسؤال الأبنة "أين بابا؟" والأم آيلا لا تعلم كيف تخبر أبنتها بأن والدها في السجن، وكيف ستفسر لها أنه أعتقل فقط لأنه وقع على عريضة يطالب بها بعدم قتل المدنيين بسبب انتمائهم العرقي، لتجيبها "إنّه في السّجن... السّجن هو المكان الذي يوضع فيه الأشخاص اللّطفاء... الذين يُتّهمون بأنّهم أشرار، ويُمنعون من الخروج منه".

والجدير بالذكر أن "دلفين مينوي" كاتبة وصحفية فرنسية من أصول إيرانية حائزة على عدة جوائز، مارست مهنتها لسنوات بدءاً من إيران ثم بيروت والقاهرة، قبل أن تنتقل إلى إسطنبول حيث تعمل اليوم مراسلةً خاصة لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إضافةً إلى أن في رصيدها الكثير من الكتب، بعضها ترجم إلى أكثر من ثلاثين لغة ضمنها اللغة العربية.