دلبرين كوباني: أوامر نساء الحسبة تأتي من تركيا

تستمر حملة الإنسانية والأمن التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، بمساندة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية، في مخيم الهول في يومها الـ 22.

سوركول شيخو

الحسكة  ـ قيمت القيادية في وحدات حماية المرأة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا دلبرين كوباني، حملة الإنسانية والأمن في مخيم الهول، مؤكدةً على أن أكبر إنجاز للحملة إنقاذ شابتين إيزيديتين و3 نساء عربيات كن مقيدات بالسلاسل.

منذ بداية عام 2022 قُتل 44 شخصاً بينهم 14 امرأة وطفلين في مخيم الهول. وللقضاء على خلايا مرتزقة داعش وتحقيق الأمن والاستقرار، أطلقت قوى الأمن الداخلي بدعم من وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في الـ 25 آب/أغسطس الماضي، المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن.

وفي لقاء مع وكالتنا تحدثت القيادية في وحدات حماية المرأة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا ومنسقة المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن دلبرين كوباني، عن الحملة المستمرة في يومها الـ 22.

وعن دور حملة الإنسانية والأمن في تفكيك منظمة "الحسبة النسائية" الذراع الأيمن لمرتزقة داعش تقول دلبرين كوباني "تم تأسيس وتنظيم نساء الحسبة في مخيم الهول، وقد رأينا أنه يشكل خطراً كبير على جميع النساء. كنا نتابع هذا الموضوع عن كثب ووجدنا أن هذا النظام المنتشر داخل مخيم الهول سينتشر خارج المخيم أيضاً، وهذا يشكل خطراً عاماً. خلال الحملة وجدنا مدارس الحسبة النسائية حيث كان يتم تثقيف الفتيات من سن 7 سنوات على الأفكار المتطرفة. تم إلقاء القبض على المعلمة التي كانت تدير المدرسة وكانت تحاول توعية هؤلاء الأطفال والشباب على نهج داعش. إذا انتشر هذا النظام فإنه سيؤثر بالتأكيد على العالم كله".

 

"الأطفال الذين تربوا من قبل نساء الحسبة يقمن بالمهام"

وكشفت دلبرين كوباني أن نساء "الحسبة" يقمن بتسليم المهام للأطفال المتعلمين "في حملتنا ضد هؤلاء النساء، كان من الواضح أنهم كانوا يعلمون الأطفال في خيام خاصة ويغسلون أدمغتهم. كما استخدموا الخيمة كمدارس. ستستمر عملياتنا حتى نصل إلى الخلايا الأساسية المتبقية التي تشكل تهديداً كبيراً. الأطفال الذين يتم تعليمهم على أيديولوجية داعش، في نفس الوقت يتم توظيفهم. فكل طفل لديه مهمة مختلفة حيث يجمعون معلومات عن الأشخاص الذين يحاولون الابتعاد والتخلي عن نهج داعش ويعطون هذه المعلومات لنساء الحسبة اللواتي يقمن فيما بعد باعتقال وتعذيب هؤلاء الأشخاص ثم يضعونهم في السجون الخاصة التي بنوها، وتقتل النساء على أيدي النساء. نحن لا نقبل هذا النظام في مناطقنا فحسب بل لا نقبله في أي مكان أو بلد آخر أيضاً. ليس فقط في مخيم الهول، ولكن أينما كان نحن كوحدات حماية المرأة نعتبر أنفسنا مسؤولين".

وأوضحت دلبرين كوباني أن تركيا طلبت من النساء الالتحاق بمرتزقة داعش وتشكيل (الحسبة) "يوجد قطاع في مخيم الهول يتكون من المهاجرين، هذا القسم مكون فقط من النساء الأجنبيات اللواتي تعود جنسياتهن إلى 65 دولة أجنبية. وقالت امرأة من تلك القطاع لم ترغب في الكشف عن اسمها، أن تركيا طلبت منهم الانضمام إلى داعش ومنحتهم مشاريع منظمة "الحسبة" لتطويرها في مخيم الهول. الأوامر التي تأتي إلى مخيم الهول ترد من تركيا. الكل يعرف حقيقة الدولة التركية وكيف تستغل أطفال الدول العربية وتستخدمهم كمرتزقة ضد بعضهم البعض. تم خداع النساء الأجنبيات وإحضارهن إلى هنا لتدمير استقرار هذا البلد ومجتمعنا. مثل هذه المشاريع التركية مخططة ليس فقط لمنطقتنا ولكن للعديد من الدول، ومن لا يلتزم بشروط نساء الحسبة يتعرض للتعذيب، وإذا لم يستسلموا يقتلون أيضاً. وكأنهم يزرعون المتفجرات في المجتمع لتدميره من جذوره، نعم إنهم يشكلون مثل هذا الخطر. لكنهم لم يصلوا إلى مبتغاهم. سوف تستمر عمليات البحث التي نقوم بها ضد نظامهم".

 

إنقاذ شابتين إيزيديتين و3 نساء عربيات تم تقييدهن بالسلاسل

قالت دلبرين كوباني إن إنقاذ شابتين إيزيديتين و3 نساء عربيات فخر كبير "إن إنقاذ امرأتين إيزيديتين مصدر فخر ونجاح لنا بصفتنا وحدات حماية المرأة، لأننا كنا قد عاهدنا على تخليصهن من ذلك الظلم. وضد الفرمان الذي تعرضت له النساء الإيزيديات وبيعهن في الأسواق، وعدنا بأننا سننقذ هؤلاء النساء أينما كن. إن وحشية وعقلية داعش لا تستخدم فقط ضد الإيزيديات بل ضد جميع النساء. فقد تم العثور على 3 نساء مقيدات بالسلاسل في المخيم، وهؤلاء النساء كن من المكون العربي. بالطبع قمنا بإنقاذ تلك النسوة اللواتي رأيناهم في تلك الحالة من تلك القسوة والوحشية. قصة هؤلاء النساء كانت مؤلمة جداً. كن مكبلات بالسلاسل ليلاً ونهاراً، والعلامات على أجسادهن كشفت عن وحشية داعش. في البداية، عندما يريدون تعذيب هؤلاء النساء، يطفئون كل الأنوار وهي حرب نفسية، ثم يقومون بتعذيبهن بالشكل الذي يرغبون. بصوت أقدامهم وأحذيتهم عند دخول المرتزقة إلى الخيمة وهم يصرخون بأعلى أصواتهم يمارسون عليهم ضغوط نفسية. لا يمكن للضمير أن يتحمل كل هذا".

واختمت دلبرين كوباني حديثها بالقول "لن نسكت في وجه الخطر الحالي ولم نحدد موعد انتهاء حملة الإنسانية والأمن، ولن نتوقف أبداً عن مثل هذه الحملات حتى ينتهي هذا الخطر".