ضحت بجزء من جسدها من أجل وجود شعبها

منذ بداية ثورة روج آفا، قاتلت دجلة تربسبيه ضد داعش ومرتزقة الاحتلال التركي، لكنها تعرضت للإصابة ما أدى إلى بتر ساقيها ورغم ذلك لا تزال تواصل دعم قضيتها.

عبير محمد

قامشلو ـ دجلة تربسبيه مقاتلة في وحدات حماية المرأة من مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، فمنذ نهاية عام 2012، عندما هاجمت "جبهة النصرة" مقاطعة الجزيرة، تشكلت مجموعات للحماية، وشاركت دجلة تربسبيه في تلك المجموعات ثم شاركت رسمياً في عمليات القضاء على داعش، لكن لن تسلم من هجمات الاحتلال التركي حيث استهدفها ما أدى إلى فقدانها جزءاً من جسدها.

تقول دجلة تربسبيه إن المجتمع الذكوري دائماً ما ينظر إلى المرأة بأنها لا تستطيع فعل أي شيء، وكانت تسأل نفسها "عما إذا كنا قادرات على الوقوف ضد داعش وحماية بلدنا أم لا؟"، لكن دعم عائلتها لها جعلها أكثر قوة وشجاعة، مضيفةً "عندما يكون هناك هجوم على بلدنا، فإن الشيء الأكثر شرفاً هو الدفاع عنه".

ولفتت إلى أنها تعلمت الكثير في صفوف وحدات حماية المرأة وتاريخ المرأة وقضاياها وحقوقها "هذا سمح لقوتنا وإرادتنا بالمضي قدماً، وبهذه الروح انضممنا إلى العمليات. لم يتم تأسيس وحدات حماية المرأة بسهولة، فقد أثبتت النساء أنفسهن ورفعن أصواتهن في جميع أنحاء العالم، وكان ذلك بسبب العمل الجاد والنضال الذي قامت به وحدات حماية المرأة. أخذت آلاف النساء من جميع أنحاء العالم مكانهن فيه. لقد أرادت دول العالم أن تبني تجربتنا في مدنها أيضاً".

وذكر دجلة تربسبيه أن حماية المرأة والشعب هما نقطتان أساسيتان "لقد أنقذنا الأهالي من أيدي داعش، كما عبرنا إلى شنكال وشاركنا في عمليات إنقاذ الإيزيديين، ورغم الصعوبات واستشهاد الكثير من أصدقائنا، إلا أن روح الانتقام نمت داخلنا ولم نتراجع خطوة إلى الوراء لأن أهدافنا كانت واضحة. الشعب دعمنا، كل فئات المجتمع أرادت التحرر من القمع والإرهاب، كان لديها أمل فينا ولم نكسر أملها".

في 30 أيار/مايو 2022، تم استهداف دجلة تربسبيه وآخرين بطائرة بدون طيار تابعة للاحتلال التركي في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، مما أدى إلى فقدان دجلة تربسبيه لساقيها، وفقد بعض أصدقائها حياتهم وأصيب آخرون.

وعن ذلك تقول إنه عندما تعرضت للإصابة، كانت تفكر دائماً في أصدقائها واكتشفت في المشفى أنها بترت ساقيَّها، موجهة رسالة إلى نساء العالم "يجب بناء وحدتهن وتعزيز قوتهن، فلا تقبلن أبداً العبودية على أنفسهن. يجب علينا دعم قوتنا النسائية، سواء كانت وحدات حماية المرأة أو أي جيش نسائي آخر".