ضحايا الزلزال: البستان منطقة منسية

لخصت نورتن كولمز الناجية من الزلزال المدمر الذي كان مركزه في منطقة البستان شمال كردستان، الأيام الخمسة الماضية بعبارة "البستان منطقة منسية".

مدينة مامد أوغلو

مرعش ـ في منطقة البستان دُمرت خمس مبان فقط عندما ضرب الزلزال الأول، بينما تسبب الزلزال الثاني الذي كان بقوة 7.6 درجات على مقياس ريختر، بدمار كبير في المنطقة.

سكان منطقة البستان الذين فسروا الزلزال بعبارة "مر من هنا وأخذ معه كل شيء"، ينتظرون تحت الأنقاض في درجة حرارة تحت الصفر، في حين المواطنين/ات الذين لم يملكوا حتى وقت للحداد على من فقدوهم في الزلزال، ينتظرون بأمل العثور على أقاربهم الذين تركوا تحت الركام.

 

"لم تتم أعمال الإنقاذ في اليومين الأولين للزلزال"

قالت نورتن كولمز إحدى الناجيات من الزلزال والتي عانت من العديد من المشاكل بعد الزلزال، إن الناس كانوا يتضورون جوعاً في اليوم الأول للزلزال وهم الآن يتعرضون لأمراض وبائية "لقد تم نسيان منطقة البستان، وتُرك الناس يواجهون الموت تحت الأنقاض عن قصد".

وأضافت "لقد حصرنا بزلزالين، كنا في الشوارع حتى الصباح، وفي الزلزال الثاني تدمر منزلنا في القرية. في تلك الليلة اضطررت أنا وعائلتي للنوم بين الأغنام، لم نر أحداً في اليومين الأولين للزلزال، لم نر مشاركة موظف واحد في أي من أعمال الإنقاذ، لذلك حاولت العائلات إنقاذ أسرهم بجهودهم الخاصة ومنهم من أحضر فرق قادمة من الخارج، فقد أحضر أحد أقربائي فريق إنقاذ إسباني مع مترجم للقيام بالإنقاذ".

 

"الدولة لم ترسل أي مساعدات إلى المنطقة"

ولفتت نورتن كولمز إلى أن الناس في المنطقة تركوا ليموتوا "الوصول بعد ثلاثة أيام يعني أنه يريدون إخراجنا ميتون لا يمكن أن يكون هناك أي تفسير آخر لهذا، ولا تزال الجثث تنتظر إخراجها من تحت الأنقاض، كذلك الأمر في منطقة غولباشي لم يتلقى الأهالي أي مساعدة بأي شكل من الأشكال، كما أرسلنا لهم بعض المساعدات التي أتت إلى منطقتنا".

وأكدت على أن "الدولة لم تقدم لهم أي مساعدة بأي شكل من الأشكال، كل المساعدات التي تأتي إلى منطقتنا هي مساعدة الأهالي أنفسهم، حتى إدارة الكوارث والطوارئ التي نصبت بعض الخيام في المنطقة، إلا أنها لم تقدم أي مساعدة".

 

"الجثث تدفن دون أن تُغسل"

وأشارت نورتن كولمز إلى أنه بسبب عدم وجود ماء، تم دفن جثمان الضحايا دون أن تُغسل وكانوا يواجهون وباء لأنهم لا يستطيعون استخدام الحمامات "تم توصيل الكهرباء للقرى قبل يومين، لكن لم يتم توفير الماء أو الكهرباء في مركز البستان، لا يستطيع الناس الذهاب إلى الحمامات، كبار السن هنا أوضاعهم سيئة للغاية، والناس بائسون جداً".

وأوضحت أن "الجثث لا تزال في المشرحة، ونظراً لعدم وجود ماء، كثيراً ما يتم القيام بدفن الجثث دون غسلها، وإذا أردنا القيام بالدفن لا يوجد أدوات لحفر القبور، ففي اليوم الماضي أردنا دفن جثة، لكن نظراً لعدم وجود مجرفة، كسر الشباب مترين من الثلج المجمد باستخدام الفؤوس وقاموا بحفر القبر. يتم دفن الناس بشكل جماعي، لقد تم نسيان هذا المكان بشكل عميق، ولم يسمع صوت أي أحد في المنطقة".