بين المنتجات والخدمات "بازار غزة" يستمر لليوم الثالث على التوالي

اختتمت فعاليات بازار غزة أمس الثلاثاء 15 شباط/فبراير، بعد انعقاده لثلاثة أيام متتالية في أرض الشاليهات بقطاع غزة

رفيف اسليم
غزة ـ ، وسط حضور واسع من الجمهور الداعم للرياديات الفلسطينيات من النساء والشابات اللواتي ما زلن يدرسن بالجامعة أو الخريجات اللواتي لم يجدن فرص عمل بعد فبدأن مشاريعهن الخاصة.    
والقائمة على "بازار غزة" أماني زريخ تشير إلى أن فكرة البازار تقوم على عمل حدث تسويقي كبداية لانطلاق شركتها في السوق المحلي المختصة بالإعلان والتسويق، من خلال المعرض الداعم للنساء الفلسطينيات الرياديات مع مراعاة تنوع الزوايا المشاركة، مضيفةً أن هناك منتجات يدوية وأخرى مستوردة وخدمات وشركات ومواهب وحرف بالإضافة لأخصائيات التغذية وعيادات من التخصصات المختلفة للتواصل مع زوار المعرض.  
وأوضحت أنه من المفترض أن تكون الزوايا المشاركة من 120 إلى 130 كحد أقصى لكن الإقبال على المشاركة في المعرض كانت كبيرة ليرتفع عدد الزوايا لـ 150 زاوية، لافتةً إلى أن المعرض كان تجربتها الأولى في التنظيم والتنسيق، لكنه لاقى قبول ونجاح واسع بشهادة الزوار وصاحبات الزوايا المشاركات، بالرغم من المعيقات التي ظهرت في إعطاء كل زاوية مساحتها الملائمة لإرضاء الجميع.
وأضافت جوري أبو بكر التي تبلغ من العمر 8 أعوام، أصغر الرياديات المشاركات في المعرض أن مشاركتها في "بازار غزة" جاءت لعرض منتجاتها من الحلي المصنوعة من قبلها، بدعم من والدتها التي رغبت بأن تستفيد الطفلة من وقتها، لافتةً إلى أن جميع زوار المعرض أبدوا سعادتهم بمشاركتها كونها الأصغر سناً والأكثر قدرة على التواصل مع الجمهور بين أبناء جيلها.
 
 
فيما أكدت ديما صهيون صاحبة فكرة زاوية unicorn land"" أن المؤسسة تُعنى بتهيئة الأطفال ليصبحوا ريادين قادرين على بدء مشاريعهم الخاصة في وقت مبكر، وتعتبر جوري أبو بكر نموذج حي لأولئك الأطفال، مشيرةً إلى أن مشاركتها في المعرض جاءت للإعلان عن فكرة المؤسسة التي تضم فريق متخصص، يعمل على إلغاء محو الأمية المالية، من خلال منتجات الأطفال المتنوعة بين حلي، وأطعمة، والمطويات التي تحتوي على قصص قصيرة.
ومن جهتها قالت منال أبو جهل صاحبة مشروع "كعك ومعمول ستي" أنها شاركت في المعرض لتسويق منتجاتها المصنوعة بحب، وبمكونات جميعها من المنزل كالعجوة التي تستخلص من التمر المطحون، والسميد الذي يتم عجنه للحصول على قطعة هشة من الحلوى تسعد الصغار وترضي بمذاقها الكبار، مبينةً أن مشروعها الذي افتتحته منذ سنة ونصف يلاقي قبولاً واسعاً بسبب أسعارها المناسبة للجميع. 
وأشارت إلى أن المرأة كيان مستقل بذاته وهذا ما يجب أن تظهره للجميع من خلال الاستفادة من امكانياتها المادية والجسدية والعقلية، لإثبات قدرتها على تحقيق استقلالها المادي بنفسها، مضيفةً أن عمل المرأة له دور كبير في تحسين نفسيتها، من خلال تفريغ الطاقة السلبية وتنمية مهاراتها عبر التجربة والخطأ كما أنها تمثل فلسطين من خلال مشروعها سواء على نطاق قطاع غزة أو البلدان العربية.
وأوضحت مرح أبو صبرة أنها افتتحت مشروعها الخاص منذ أن كان عمرها 16 عاماً فقط، والمختص في بيع الهدايا والمنتجات اليدوية، أما اليوم فهي طالبة جامعة تدرس تخصص التمريض، وتوازن ما بين دراستها ومشروعها، منوهةً أن سبب تفكيرها في إنشاء عمل خاص هو ارتفاع ثمن رسوم التخصص الجامعي الذي كانت تريد دراسته، فانشغالها بمستقبلها دفعها لتساعد بتوفير مبلغ منه قبل دخولها الجامعة.
وتضيف أنه من الجيد تعليم الطفل كيف يكون ريادي بدلاً من أن ينقم على واقعه الاقتصادي، وكيفية التعامل مع الزبائن من مختلف الشخصيات، مشيرةً إلى أنه كان لديها محل خاص وتعرض للحريق مما أدى لتلف المنتجات بالكامل لكنها استطاعت أن تبدأ من جديد، وأن تواصل تحقيق حلمها من خلال بيع منتجات يدوية تجعلها مختلفة عمن سواها عبر لمساتها الفنية الخاصة، وجودة المواد الخام المستخدمة.
 
ومن جهتها تشير رغد يوسف التي ما تزال أيضاً طالبة في إحدى الجامعات الفلسطينية، إلى أن شغفها بالمنتجات الطبيعية التجميلية هو ما دفعها للبدء بمشروعها الخاص، فقررت أن تحول الهواية إلى مصدر رزق، إلى جانب توفيقها مع الدراسة فتنقطع عن العمل فترة الامتحانات ثم تستأنف، مضيفةً أن أكثر العقبات التي تواجهها هو عدم توفر المواد الخام ذات الجودة العالية وارتفاع ثمنها في الأسواق فتضطر أن تبيع منتجاتها بخسارة كيلا تفقد الزبون الذي اعتاد على سعر معين. 
وقد اختارت مرح أحمد أن يكون مشروعها هو الصلصال لنحت الأشكال والمجسمات المختلفة التي توضع على الكؤوس وبعض التحف الفنية، مشيرةً إلى أنها تعلمته من خلال الإنترنت، وقد طبقته بالرغم من معيقاته المتمثلة بدرجات الحرارة، وصعوبة تشكيل العجينة، لكنها وجدت به طريقة ليصبح لديها دخل مادي خاص بها.