'بسواعد الشباب سنبني سوريا ديمقراطية تضم كافة مكوناتها'

في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها السوريون، اجتمع المئات من الشابات والشبان من مختلف المكونات في مقاطعة الرقة في المؤتمر الثالث لمجلس شباب سوريا الديمقراطية، ليؤكدوا أن مستقبل سوريا سيُبنى بإرادة الشباب ووحدتهم.

براءة جالي

الرقة ـ انعقد في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا المؤتمر الثالث لمجلس شباب سوريا الديمقراطية، بمشاركة واسعة من مختلف المكونات السورية ومن الداخل والخارج، ليؤكد الشباب السوري أن دورهم اليوم ليس هامشياً، بل هو طليعي وريادي في صياغة مستقبل البلاد.

شدد المتحدثين في المؤتمر الثالث لمجلس شباب سوريا الديمقراطية الذي انعقد أمس الاثنين الأول من أيلول/سبتمبر، على أن سوريا الجديدة يجب أن تُبنى بسواعد شبابها وشاباتها، بعيداً عن الطائفية والإقصاء والتدخلات الخارجية، وبهوية وطنية جامعة تحترم كل المكونات.

وأجمع الحضور على أن المؤتمر يشكل خطوة مهمة لترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية واللامركزية، وأن الشباب والمرأة الشابة معاً هم القوة القادرة على حماية الوطن وصياغة دستور عادل يؤسس لسوريا حرة تسع جميع أبنائها.

 

رؤية الشباب تنطلق من مبدأ الوحدة الوطنية

قالت بريتان روج، الناطقة باسم اتحاد المرأة الشابة، إن المؤتمر تضمن عرضاً سنفزيونياً يوثق أنشطة مجلس شباب سوريا الديمقراطية خلال السنوات الماضية، تلاه نقاش معمق حول الأوضاع السياسية والتنظيمية الراهنة، وفي ختام المؤتمر، تم التوصل إلى مجموعة من المخرجات وخطوط العمل للفترة المقبلة، وذلك في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها البلاد "هذه الخطوة تُعد بالغة الأهمية وتشكل انطلاقة نحو تعزيز وحدة الشباب والشابات السوريات وتفعيل دورهم في بناء المستقبل".

أكدت أن لا وجود لأي تمييز بين مكونات الشعب السوري، مشددة على أن رؤية الشباب والشابات السوريين تنطلق من مبدأ الوحدة الوطنية، بغض النظر عن الانتماء القومي أو الديني، سواء كانوا كرداً أو عرباً، سنة أو علويين، فالجميع ينتمون إلى وطن واحد وهويتهم هي هوية سوريا.

كما أشارت إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، موضحة أن سوريا شهدت مؤخراً هجمات استهدفت مناطق الساحل السوري، تحت ذرائع طائفية ومذهبية، وأسفرت عن سقوط ضحايا من مختلف الأعمار، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوري في ظل هذه الانقسامات.

وأكدت "نحن اليوم نقف صفاً واحداً في هذه المرحلة الحساسة، مؤكدين على أهمية توحيد جهودنا لبناء سوريا ديمقراطية، تعددية، ولا مركزية، خالية من الطائفية والحقد وخطاب الكراهية الذي بات يطغى على العلاقات بين مكونات المجتمع. إن إعادة بناء سوريا يجب أن تتم بسواعد شبابها من جميع الطوائف والمذاهب، لأننا لا نعيش كمكون واحد، بل كنسيج متنوع يضم أطيافاً متعددة من الثقافات والهويات. ومن هذا المنطلق، نؤكد أن لكل مكون الحق في أن يعيش بحرية، مع الحفاظ على ثقافته، لغته، وهويته، لهذا السبب نكرر دعوتنا إلى تأسيس سوريا جديدة، ديمقراطية وتعددية، تُحتضن فيها جميع المكونات والطوائف دون استثناء".

 

"نضال من أجل وطن يحتضن الجميع"

من جانبها، أكدت لوسناك كافوريان، الرئيسة المشتركة لحركة شباب الأرمني الديمقراطي، أن مؤتمر مجلس شباب سوريا الديمقراطية المنعقد في مقاطعة الرقة ليس مجرد مؤتمر اعتيادي، بل يمثل محطة مفصلية لمناقشة قضايا الشباب السوري، والبحث عن حلول واقعية للتحديات التي يواجهونها، سواء من قبل السلطات أو نتيجة التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تهميشهم وسلبهم حقوقهم ومكتسباتهم.

وشددت على دور الشباب والشابات السوريين "يقع على عاتقنا بناء وحماية وطننا من الإرهاب، كما أننا نستحق أن نعيش ونناضل من أجل تطلعاتنا فالشباب السوري قادر أن يكون في مكانه الصحيح، فزمن النظام البائد الذي دام لخمسون عاماً عاش على تهميش الشباب، ولكن اليوم نحن كفئة شابة قادرين أن نقوم بمليون ثورة من أجل حقوقنا أو مكتسباتنا".

وأكدت أن سوريا ستكون حرة وتبنى بأيدي الفئة الشابة التي ترسم ملامح سوريا الجديدة "المرأة الشابة قائدة ثورة عظيمة وتستطيع أن تقاتل على جميع الجبهات".