برنامج الأغذية العالمي يحذر من ارتفاع عدد الجياع هذا العام

يواجه الصومال خطر المجاعة، ونصف مليون كيني على بُعد خطوة واحدة من المستويات الكارثية للجوع، وفي إثيوبيا تتجاوز معدلات سوء التغذية بكثير عتبات الطوارئ.

مركز الأخبار ـ حذر برنامج الأغذية العالمي من أنه مع شح الأمطار والموارد، فإن الملايين من العائلات في جميع أنحاء القرن الأفريقي "تقترب كل يوم من الكارثة" ويتفاقم وضعها بسبب تداعيات الصراع في أوكرانيا، حيث ارتفعت تكلفة الغذاء والوقود إلى مستويات غير مسبوقة.

أصدر برنامج الأغذية العالمي أمس الثلاثاء 19نيسان/أبريل، بيان جاء فيه "أن عدد الجياع بسبب الجفاف قد يرتفع من 14 مليون شخص إلى 20 مليون شخص خلال عام 2022، وذلك مع ندرة الأمطار التي تشتد الحاجة إليها عبر القرن الأفريقي، إلى جانب ركود، وحتى انخفاض المساعدات الإنسانية".

وأوضح البيان أنه في أثيوبيا يستيقظ ما يُقدّر بنحو 7.2 مليون شخص جوعى كل يوم في جنوب وجنوب شرق إثيوبيا حيث تكافح البلاد مع أشد موجة جفاف منذ عام 1981.

كما أشار البيان إلى أنه في كينيا، ارتفع عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة بأكثر من أربعة أضعاف في أقل من عامين. وفقاً "لتقييم الأمطار القصيرة" ترك الجفاف المتصاعد بسرعة 3.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك نصف مليون كيني يواجهون مستويات طارئة من الجوع.

أما في الصومال، أكد البيان أن حوالي ستة ملايين شخص (40 في المائة من السكان) يواجهون انعدام أمن غذائي حاد وبشكل مثير للقلق، هناك خطر حقيقي للغاية بحدوث مجاعة في الأشهر المقبلة إذا لم تهطل الأمطار ولم يتم تلقي المساعدة الإنسانية.

 

آثار الصراع في أوكرانيا

وأوضح البيان أنه من المرجح أن تكون البلدان المتضررة من الجفاف في منطقة القرن الأفريقي هي الأكثر تضرراً من آثار الصراع في أوكرانيا، فقد ارتفعت تكلفة سلة الغذاء بالفعل، لا سيّما في إثيوبيا (66 في المائة) والصومال (36 في المائة) وتعتمد الدولتان بشكل كبير على القمح من دول حوض البحر الأسود، كما أن تعطّل الواردات يهدد الأمن الغذائي بشكل أكبر.

وذكر البيان أنه خلال جفاف عام 2016/2017 في القرن الأفريقي، تم تجنب الكارثة عبر العمل المبكر. وقد رُفع نطاق المساعدة الإنسانية قبل انتشار الجوع، وأنقِذت الأرواح، وتم تجنب مجاعة مدمّرة، لكن في 2022، وبسبب النقص الحاد في الموارد، ثمّة مخاوف متزايدة من أنه لن يكون من الممكن منع الكارثة التي تلوح في الأفق، وسيعاني الملايين نتيجة ذلك.

وأوضح البيان أنه على مدى الأشهر الستة المقبلة، سيحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 473 مليون دولار أميركي لتوسيع نطاق المساعدة وإنقاذ الأرواح في جميع أنحاء البلدان الثلاثة، إثيوبيا وكينيا والصومال.

ففي إثيوبيا، يعمل برنامج الأغذية العالمي في الميدان بهدف دعم 3.5 مليون شخص بالمساعدات الغذائية والطارئة وبرامج التغذية المدرسية بالإضافة إلى أنشطة التكيّف مع تغيّر المناخ وبناء القدرة على الصمود.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 239 مليون دولار أميركي على مدى الأشهر الستة المقبلة للاستجابة للجفاف في جنوب إثيوبيا.

أما في كينيا، فيحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 42 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لتلبية احتياجات المجتمعات الأكثر تضرراً في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد.

وفي الصومال أطلق برنامج الأغذية العالمي أكبر تدخل استباقي له حتى الآن في أفريقيا، حيث قام بتزويد الأسر الصومالية الضعيفة في المناطق الساخنة للجفاف بتحويلات نقدية إضافية وحملة إعلامية عامة لمساعدتهم على تحمّل تأثير الاحتجاب المحتمل للأمطار للموسم الرابع على التوالي.

وأوضح البيان أن برنامج الأغذية العالمي يواصل أيضاً برامج سبل كسب العيش والقدرة على الصمود والنظم الغذائية لحماية مكاسب التنمية الأخيرة ودعم الصوماليين الضعفاء في مواجهة حالات الجفاف والأزمات الأخرى على المدى الطويل.