"بنات حوا" مبادرة تسلط الضوء على حق النساء والفتيات في التعليم وحرية الاختيار

أكدت المشاركات في العمل المسرحي الذي جاء ضمن مبادرة "بنات حوا"، أن الأعراف الثقافية المتمثلة في النظرة الأبوية هي السبب الرئيسي في انعدام الحياة الطبيعية للنساء والفتيات حيث تكرسن حياتهن لخدمة الأسرة فقط.

نغم كراجة

غزة ـ تسعى مبادرة "بنات حوا" إلى المساهمة في الحد من العنف الموجه ضد النساء والقتل بذريعة "الشرف"، من خلال عمل مسرحي يساهم في رفع الوعي المجتمعي تجاه تلك الأحداث.

أوضحت إحدى المشاركات في مبادرة "بنات حوا" غادة النواعجة أن "أحداث المسرحية تدور حول القانون الفلسطيني الذي حاول مراراً وتكراراً تقييد ونبذ جرائم قتل النساء على خلفية "الشرف".

وجسدت غادة النواعجة دور البطلة "ميسون" الفتاة المتفوقة التي تعنفت وقتلت على يد شقيقها بدم بارد بسبب إصرارها على التعليم ودراسة تخصص معين، ومن المتعارف عليها في بعض الأسر الفلسطينية أن الفتيات تنهين فترة دراسية معينة ومن ثم يتم تزويجهن دون إعطائهن حرية الاختيار والرفض، مشيرةً إلى النساء والفتيات بشكل عام تواجهن عدة تحديات حال حصولهن على حقوقهن.

ويعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي كفلتها جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية؛ وقد وردت في ذلك عدة مواد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ومن أبرز المواثيق الدولية المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتوصية ضد التمييز العنصري في التعليم التي تبناها المؤتمر العام لليونسكو عام 1966.

وأشارت غادة النواعجة إلى أن سوء الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية أثر بشكل كبير على تعليم الفتيات من عدة جوانب، ولا سيما تحصيل حقهن في التعليم الذي يعد من أهم الحقوق المشروعة لهن؛ من أجل الرقي بواقعهن والنهوض بمستقبل المجتمع ككل، وتتمكن من الوصول إلى مراكز صنع القرار، وكذلك تحقيق مفهوم التنمية المجتمعية المبنية على المساواة والعدالة.

 

 

من جانبها قالت المشاركة في المسرحية أريج القريناوي "كانت تجربة صعبة ومميزة في نفس الوقت، حيث أننا لأول نخوض هذا الحدث نظراً لأن الرسالة تحمل في طياتها عدة قضايا مضطهدة للمرأة، لكننا تخطينا الصعوبات ونجحنا في توصيل الرسالة للجمهور"، لافتةً إلى أنه لأول مرة يتم إنتاج عرض مسرحي بواسطة الدمى المتحركة تحمل مثل هذه الرسالة.

وبينت أنها جسدت دور شخصيتين في العرض المسرحي إحداهما تتعارض والثانية تتوافق مع الأوامر والأحكام "اكتشفت أن الأعراف الثقافية المتمثلة في النظرة الأبوية هي السبب الرئيسي في انعدام الحياة الطبيعية للنساء والفتيات حيث تكرسن حياتهن لخدمة الأسرة فقط وإن خرجت عن ذلك تعاقب مباشرةً، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر في المجتمع الفلسطيني ألحق الضرر الأول بالنساء وتحرمن من حقوقهن الأساسية كالتعليم والعلاج والحياة الكريمة، وتحمل عبء المسؤولية على عاتقها".

 

 

وبدورها قالت حنين الخضري أن تدخلات المجتمع المجاور والمحيط في خلافات الأسرة تشكل ضغط وتحدي آخر، وهذا ما بينته خلال الدور الذي جسدته أثناء جلوسها في مقهى تستمع إلى الأشخاص الذين يضغطون على شقيق "ميسون" بتزويجها والخلاص منها والتخفيف من عبء المصاريف، مشيرةً إلى أن المجتمع الفلسطيني يسوده الشخصيات المعارضة لحقوق المرأة تبعاً لثقافتهم ومعتقداتهم الموروثة عبر الأجيال.

 

 

ونوهت إلى أن تعليم الفتيات هو مؤشر قوي على الرقي والنهوض بالأسرة والمجتمع، وخلق بيئة مبنية على أسس ومعايير صحيحة والتقليل من وتيرة الجهل، وكذلك ممارسة المرأة حقها في التعليم هو دلالة واضحة على التقدم.