بجهود فردية... فنانة تقيم معرضها الثاني متحدية كافة المعوقات

بجهود ذاتية وبالرغم من الصعوبات العديدة التي واجهتها الفنانة التشكيلية باسكال الهمداني إلا أنها اصرت أن تقيم معرضها الفني الفردي وسط مدينة تعز الواقعة جنوب اليمن.

رانيا عبد الله
 اليمن ـ
 ترى الفنانة التشكيلية باسكال الهمداني أنه على الإنسان مواجهة كافة التحديات والعوائق، والسعي والاستمرار في النضال، مؤكدة أنه "لكل مجتهد نصيب".


خطوة البداية
في بيئة محطمة في ظل استمرار الحرب وعدم اهتمام الجهات المعنية بالفنانين/ات لم تستلم باسكال الهمداني للصعوبات بل أقامت معرضها الثاني والذي انطلق في الـ 17 أيار/مايو ويستمر حتى الـ 20 من الشهر ذاته بجهود فردية، تقول "اجتهدت ذاتياً من أجل إقامة هذ المعرض، ولم أنتظر جهة معينة أو شخص يدعمني، فقررت أن ابدأ بالاعتماد على نفسي وأخطو خطوة البداية وأتوفق، وبالرغم من الصعوبات والظروف المحيطة بنا إلا أني نجحت في ذلك".
تتجول باسكال الهمداني في المعرض بين لوحاتها ومستقبلها المشرق، تشرح للزائرين والزائرات لوحاتها، كما ابدا الجميع اندهاشه وإعجابه باللوحات، وزاد اعجاب الحاضرين إصرار باسكال أن تكون موجودة، وأكدت "سعيدة جداً بإقامة هذا المعرض فقد كان الحضور كبير، برغم بساطته وتواضعه لكن بالنسبة لي إنجاز عظيم كوني اجتهدت وسعيت من أجل إنجاح هذا المعرض". 

 

 

فن ورسالة
الفن رسالة سامية لا تقل أهمية عن باقي العلوم الإنسانية، هذا ما تأكده باسكال الهمداني "لفن ليس عبثي كما يقال وإنما هو حياة، والحياة هي الفن، ولكن فن الحياة هو أن تحيا حياتك بفن، حاولت أظهر نفسي وأظهر ثمار تعبي وأكون القدوة للكثير من الفنانين ليخطوا مثل هذه الخطوة في إقامة مثل هذه المعارض وأيضاً لأظهر مدينتي بشكل عام بأكمل وجه".
لم يكن هذا المعرض مشاركتها الأولى، فقد كان لها مشاركات أخرى فقد كان لها معرض رسوم خاص بها وبجهودها الفردية أيضاً، كما لديها مشاركات خارجية، حيث شاركت في القاهرة في مركز التعليم المدني وكانت مشاركتها في معرض دولي مع جميع الفنانين على مستوى العالم، كما كان لها مشاركة في أمسية فنية شعرية خاصة بدار الأوبرا المصرية، ومشاركة في برنامج المواهب العربي التابع لقناة mpc1 عرب، وشاركت في 100 مهرجان في مجال التقديم والالقاء والمعارض.
وترى أن التحديات والعوائق ترافق الأشخاص سواءً ذكور أو اناث، لكنها تؤكد أن المهم ألا يقف الإنسان عند موقف معين أو محطة معينة، بل يكافح ويستمر ويسعى برغم الحصار والمعاناة وأوضاع البلاد الصعبة "لكل مجتهد نصيب" كما تقول. 
شذى الرعيني رسامة ومبدعة في الرسم، كانت أحد الزائرين للمعرض، هي الأخرى لديها أعمال فنية جميلة، تصفها بأنها ثمرة روحها، بدأت منذ أن كانت في المدرسة، ثم عادت للرسم فترة، تعاني كباسكال وغيرهن من الفنانات من غياب الدعم والاهتمام من الجهات المعنية، تقول "بسبب تكاليف أدوات الرسم المرتفعة وعدم توفر أجهزة حديثة تساعدني في عملي وقلة الطلبات بسبب الوضع الاقتصادي في البلاد، والتي تعتبر جميعها من المحبطات للاستمرار، لكني أحاول أن استمر وأحقق ذاتي".
شذى الرعيني لم تلتحق بكلية الفنون الجميلة، لكن الموهبة قد تغلغلت في روحها حتى ترجمتها بشكل لوحات فنية، رغم قلة الدعم أو انعدامه "لا يوجد دعم للفنانات والفنانين والفرص قليلة ونادرة"، وتتمنى أن تهتم الدول والجهات المعنية بالفن والفنان ومواهبهم.