"بفلسفة المرأة الحياة الحرية احمي نفسكِ" شعار محاضرة في مقاطعة الرقة
سلطت محاضرة في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا الضوء على أسباب العنف وأشكاله وتداعياته السلبية ضد المرأة.
الرقة ـ أكدت نساء مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا أن الجهل الثقافي والعادات والتقاليد الخاطئة وأسس التربية العنيفة، كلها أسباب أساسية للعنف ضد المرأة مما يهمش دورها في المجتمع.
فرض القيود
نظم تجمع نساء زنوبيا اليوم الأربعاء 13 تشرين الثاني/نوفمبر محاضرة في مقاطعة الرقة تحت شعار "بفلسفة المرأة الحياة الحرية احمي نفسكِ"، تضمنت محورين الأول تطرق لمناهضة العنف ضد المرأة وجاء فيه "استطاعت الإلهة الأم وبجدارة أن تدير المجتمع وتقوده في جميع نواحي الحياة بمبدأ (الكل أو اللاشيء) في جو من التعايش السلمي والحب والمساواة بين جميع أفراد الكلان دون حقد أو تمييز، وبالرغم من مقاومتها للحفاظ على مجتمعها وعدم ضياعه إلا أن الرجل استطاع بدهائه ومكره أن يسلبها ألوهيتها ومكانتها المقدسة تدريجياً ويفرض عليها قيود كثيرة، لذا بدأ باللجوء لأساليب العنف في التعامل مع المرأة بأشكال متعددة من السلوك والأفعال الفردية والجماعية".
صمت المرأة يدفع الرجل للتمادي
وعن أسباب العنف ضد المرأة أشار المحور الأول إلى أن "المرأة نفسها تعتبر أحد العوامل الرئيسية لبعض أشكال العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له والتسامح والخضوع أو السكوت عنه، مما يجعل الآخر يأخذ في التمادي أكثر فأكثر، كما أن للرجل نظرة دونية خاطئة والتي لا ترى المرأة كإنسانة كاملة وهذا ما يؤسس لحياة تقوم على التهميش والإهانة للمرأة".
ولفت المحور إلى أن أحد الأسباب للنظرة الدونية للمرأة ثقافية كـ "الجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه مما يعتبر عاملاً أساسياً لممارسة العنف، وهذا الجهل قد يكون من الطرفين فجهل المرأة بحقوقها وواجباتها من طرف، وجهل الآخر بهذه الحقوق من طرف ثاني يؤدي الى التجاوز وتعدي الحدود بالإضافة إلى تدني المستوى الثقافي واختلافه الكبير بين الزوجين".
وكذلك من أسباب النظرة الدونية التربية "قد تكون أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف إذ تجعله ضحية له فتشكل لديه شخصية ضعيفة وتائهة غير واثقة وهذا يؤدي إلى العنف في المستقبل، والعادات والتقاليد الخاطئة لها دور كبير والتي تحول دون تنامي دور المرأة وإبداعها حيث هناك عادات وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر عن الانثى، مما يؤدي إلى تصغير دور الأنثى وفي المقابل تعظيم دور الذكر حيث يعطى الحق دائماً في المجتمع الذكوري في الهيمنة والسلطة وممارسة العنف على الأنثى".
العنف ليس الضرب فقط
وتطرقت المحاضرة إلى أشكال العنف ضد المرأة والتأكيد أنه "لا يقتصر على الأذى الجسدي فقط بل يتعداه إلى كل فعل أو قول أو إيماء قد يسيء لها، كالإساءة الجسدية والعاطفية والاعتداء الجنسي، والعنف الروحي، والإساءة الثقافية، والعنف اللفظي والصحي، كم لهذا العنف آثار سلبية نفسية مما تسبب بفقدان المرأة لثقتها بنفسها وشعورها بالمهانة والذل، منها الآثار الاجتماعية وتعد هذه الآثار من أشد ما يتركه العنف على المرأة كالتفكك الأسري والطلاق وتسرب الأبناء من المدارس".
25 نوفمبر
وتناول المحور الثاني سبب تخصيص الأمم المتحدة ليوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، كما تطرق إلى ثورة المرأة التي انطلقت بفكر القائد عبد الله أوجلان بخصوص القضايا الاجتماعية للمرأة "طرح القائد عبد الله أوجلان الكثير من التوجيهات التي فتحت الطريق أمام المرأة وفكرها وحريتها والعمل على تجاوز أسس الرجولة التقليدية التي تقوم على مبدأ قتل واضطهاد المرأة والانتهاكات بحقها".
واختتم المحور بالتنويه إلى ممارسات داعش على الأطفال والمرأة "تعرضت المرأة إلى كل أصناف الظلم والعنف خلال سيطرة داعش على المنطقة كالخطف والاغتصاب والتجارة بجسدها والسبي والبيع في أسواق النخاسة إذ جُعل منها جسد بلا روح، وتم تعذيب النساء جسدياً ونفسياً إضافة إلى فرض ملابس معينة وتقييد حرية التنقل".