'بدلاً من أن نلعن الظلام دعونا نشعل شمعة'

تقول وريشة مرادي "سأستمر في النضال حتى النهاية ضد أي اضطهاد للمرأة، من كردستان إلى بلوشستان، ومن إيران إلى أفغانستان، حتى تحقيق فلسفة Jin Jiyan Azadî وعلى جميع الباحثين عن الحرية مواصلة طريقهم".

شهلا محمدي

مركز الأخبار - وريشة مرادي، سجينة سياسية كردية وناشطة في مجال حقوق المرأة وعضو في جمعية المرأة الحرة لشرق كردستان (KJAR)، ومنذ 10 تشرين الأول/أكتوبر من هذا الشهر، وبالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، بدأت إضراباً عن الطعام لأجل غير مسمى احتجاجاً على صدور وتنفيذ حكم الإعدام في السجون الإيرانية.

منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر ترفض وريشة مرادي تناول الدواء، رغم تأكيد أطباء السجن أن مواصلتها للإضراب أمر خطير جداً على حياتها، وبحسب التقارير التي نشرتها منظمات حقوق الإنسان الكردستانية فإنها فقدت 7 كغ من وزنها خلال هذه الفترة وحالتها الصحية حرجة بسبب انخفاض ضغط الدم والصداع النصفي وآلام المفاصل والظهر.

وبدأ المنبر النسائي الديمقراطي وهو منصة ديمقراطية عابرة للحدود الوطنية لدعم المرأة بحملة لدعم السجينة السياسية وريشة مرادي، ودعم خلالها الناشطون السياسيون والمدنيون ومنظمات حقوق الإنسان وجميع شرائح المجتمع وريشة مرادي ومطالبها من خلال مقاطع الفيديو التي يرسلونها لهذه الحملة.

حول الوضع الحالي لوريشة مرادي، وكذلك الحملة التي يقوم بها المنبر الديمقراطي العابر للحدود الوطنية لدعم المرأة، عبرت الناشطة السياسية وعضو المنصة الديمقراطية العابرة للحدود الوطنية للنساء إلهة الصدر، التي عبرت عن قلقها إزاء استمرار إضراب وريشة مرادي عن الطعام وتعريض حياتها للخطر.

وقالت إلهة الصدر "جميعنا قلقون للغاية ولا نعرف ماذا سيحدث، فآخر الأخبار التي وصلت إلينا هو أن ضغط دمها أقل من 5 والذين يعملون في المجالات الطبية يقولون إن هذا خبر سيء ومحزن للغاية وقد سبب الكثير من المتاعب للجميع".

وأشارت إلى رسالة وريشة مرادي الأخيرة "تحدثت في رسالتها الأخيرة عن نار الحرب التي اشتعلت في الشرق الأوسط وانتشرت في كل مكان، وقالت إن نار الحرب هذه تهدف إلى إقامة دولة، فالنظام الجديد لا يتقدم إلا بالحرب ولا سلام فيه، بل يهدف فقط لتوحيد وتجانس الشرق الأوسط على أساس تدمير تاريخ وثقافة هذا المجتمع، مثل ما يحدث في فلسطين، وتشير أيضاً إلى أنه من ناحية، تعمل الحكومات الغربية على جعل نار الحرب هذه أوسع نطاقاً كل يوم من أجل مصالحها الخاصة، ومن ناحية أخرى، تعمل الدول المحافظة والديكتاتورية في المنطقة على تكثيف النزعة القومية والتدين والتمييز الجنسي ونيران الحرب تزداد انتشاراً كل يوم، وهذا يؤدي إلى تنامي الفاشية في المنطقة وفي العالم أجمع كل يوم، وبالطبع فإن ضحايا هذه الحروب هم النساء والأطفال، وهو ما أشارت إليه وريشة مرادي أيضاً وقالت إننا نرى أن السياسات الداخلية والخارجية للسلطات الإيرانية قد فشلت في هذه الأثناء، ونشهد فقراً منتشراً في عموم إيران، ومن ناحية أخرى، تنتهك جميع معايير حقوق الإنسان في البلاد، حيث يتم إنكار الهويات وغربلتها، ويتم إزالة هذه الهويات الأخرى كل يوم، وإنكار الآخر".

وأضافت "وريشة مرادي كشخص حاولت دائماً أن تجعل الحياة ذات معنى وكانت دائماً تتألم وتتضامن مع النساء والشعب والأمة، وتسعى لإثارة الوضع الحالي والقمع الذي تتعرض له النساء وطالبي الحرية، وليس هدفها تحقيق مكاسب شخصية، ودائماً ما تقول نحن ضد الحرب ونصرخ لا للحرب، ويجب أن نرى السياسات الداخلية لإيران ونرى عمليات القتل والإعدام التي تحدث كل يوم في السجون وعدم السماح للسلطات باستغلال هذا الوضع، وهذه الحروب العابرة للحدود والضجة العالمية التي حدثت بسبب هذه الحروب، لقد تمت هذه الاضطرابات فعلاً والعالم كله ضدها، لكن السلطات الإيرانية تستغل ذلك وتضطهد طالبي الحرية في الداخل وتعدمهم في السجون أكثر فأكثر كل يوم. نفس الشيء الذي حدث في الستينيات أثناء الحرب مع العراق وشهدنا كيف يتم أخذ المناضلين من أجل الحرية إلى المشنقة، ونتيجة لذلك، كتبت وريشة مرداي أنني سأدخل في إضراب عن الطعام، حتى تنجح حملات لا للإعدام فجهود جميع المنظمات الدولية التي تعمل على وقف الإعدام، لن تصبح أنشطتها نافذة المفعول إن لم أواصل إضرابي عن الطعام إلى أجل غير مسمى".

 

"العديد من النساء والباحثين عن الحرية أبدوا تضامنهم مع وريشة مرادي"

بصفتها عضواً في حملة المنصة الديمقراطية العابرة للحدود الوطنية للنساء تحدثت عن كيفية إطلاق الحملة "منذ عدة سنوات ونحن نعمل في إطار البرنامج الديمقراطي العابر للحدود الوطنية لدعم المرأة، وخاصة منذ انتفاضة " Jin Jiyan Azadî"، التي أصبحت نشطة للغاية في إيران، هذه المنصة تعمل ونحن نساء من جنسيات مختلفة نعمل معاً وكتبنا عدة بيانات، ولكن هذه المرة شعرنا أنه لا ينبغي لنا أن نتكاتف بسبب إضراب وريشة مرادي عن الطعام فقط بل علينا أن نفعل شيئاً، وكتابة بيان لا يكفي، وضمن الحملة قمنا بإنشاء فيديو حتى يتمكن كل شخص من صنع فيديو بصوته وصورته، وإظهار تضامنه مع إرادة وريشة مرادي أي لا للإعدام، والإفراج غير المشروط عن السجناء السياسيين".

وأكدت أنه "لاقت هذه الحملة استحسانا كبيراً، فالعديد من النساء، والباحثين عن الحرية، والناشطين السياسيين، وربات المنزل وحتى أساتذة الجامعات والمشهورات، تنشطن في هذه الحملة وتظهرن تضامنهن مع وريشة مرادي وتحاولن دفع المجتمع لتحقيق ما يريده، أي أنه إذا كانت رغبته لا للإعدام، فإن الجميع يحاول تحويل هذا الرفض إلى مطلب جماعي وسياسي، لأن إلغاء عقوبة الإعدام كان دائماً مطلب الشعب، إن هذا العمل الجماعي للوقوف بشكل موحد عند هذا المطلب ورفع الصوت وإعلام العالم بمطلبهم لم يحدث من قبل، وانتشر هذا الشعار وصرخة "لا للإعدام" في إيران، وفي طهران هتف الناس في الشارع "لا للإعدام" و"لا تعدموا"، وهذا إنجاز يُسجل باسم وريشة مرادي".

 

"كردستان لها تاريخ طويل في النضال ضد الإعدام"

وقدمت إلهة الصدر توضيحات بشأن الحملات المناهضة للإعدامات في إيران، وأكدت على أن تاريخ كردستان طويل في هذه الحملات "العائلات الأولى التي صرخت ضد الإعدام كانت عائلات السجناء الجنائيين الذين كانوا يتجمعون بانتظام أمام السجن، وليس السجناء السياسيين. بالطبع، دعونا نتجاوز كردستان، التي لها تاريخ طويل جداً في هذه القضية".

وأضافت "أتحدث عن إيران، وبعدها بدأ أهالي السجناء السياسيين، مع أهالي السجناء المحكوم عليهم بتهم جنائية، يهتفون "لا للإعدام" ومن الداخل، ففي سجن إيفين، كل يوم سبت يضربون عن الطعام ويحتجون ولا يعودون إلى زنازينهم، وانتشر هذا التدفق تدريجياً، كما احتج مئة شخص من كردستان بشكل رمزي بالإضراب عن الطعام، وبنفس الطريقة قامت أمهات السلام بمظاهرات وهذه هي إنجازات المناضلين الذين احتجوا في الجغرافيا السياسية لإيران، من جميع الجنسيات، وقد شاركت عائلات 4 سجناء سياسيين محكوم عليهم بالإعدام، وكل يوم نغرد بخبر إعدام السجناء السياسيين العرب ونطلب من الجميع أن يكونوا صوتهم ويجب ألا نسمح بإعدامهم ويجب أن نفرض ذلك على النظام لوقف هذه الإعدامات".

 

"تقول وريشة مرادي إنه كان ينبغي عليّ إما قبول هويتي أو العثور على حقيقة وجودي"

وقالت إلهة الصدر عن صمت المنظمات والمؤسسات والحملات المحلية والأجنبية حول إضراب وريشة مرادي عن الطعام "منذ مئة عام، كانت لدينا سلطات تنشر القومية والتدين والهوية الإيرانية واللغة الفارسية والديانة الواحدة والمذهب الشيعي والعلم الواحد، وتم مأسستها في أذهان الكثير من الناس إذا تحدث أحد عن هويته، ولهذا السبب نسمع باستمرار بالانفصاليين ولا نسمع هذا فقط من اليمينيين والملكيين ولكن اليساريين يتحدثون عن الانفصالية، وبمجرد أن يكون هناك خوف، عندما يتحدث شخص ما وينتمي إلى اتجاه ما، فإنهم يتراجعون خوفاً من القتل سواء كانوا من اليسار أو من الحركة النسوية، وللأسف هذا هو وضعنا الحالي. صحيح أنه مع الصعود الثوري لـ "Jin Jiyan Azadî"، في الجغرافيا السياسية لإيران، حدثت طفرة عقلية وثورة، لكن للأسف، لم تحدث هذه الثورة العقلية في جميع شرائح المجتمع".

وأكدت على كلام وريشة مرادي عندما قالت إنه "يجب أن نعرف أنها عملية وعلينا أن نمر بعملية طويلة للوصول إلى هدفنا، وإنه كان يجب علي إما أن أتقبل شخصيتي وأتحمل هذه الحياة المليئة بالقمع، أو يجب أن أستسلم ولا أعترض، أو كان يجب أن أجد حقيقة وجودي، وهو ما فعلته. لقد وجدت حقيقة وجودي وبدلاً من أن أقبل بالظلام أشعلت شمعة، ومن واجب كل واحد منا أن يوقد شمعة ويحاول أن ينظر إلى هذا ونستطيع أن نغير آراء ضيقي الأفق والأحاديين بالتسامح، أما أصحاب اليمين والملكية فيمكننا أن نقف أمامهم بكل صراحة وشفافية ونقاومهم".

 

"سأواصل النضال حتى نهاية كل اضطهاد ضد المرأة"

واختتمت عضو المنصة الديمقراطية العابرة للحدود الوطنية للنساء إلهة الصدر حديثها بالتأكيد على ضرورة دعم إضراب وريشة مرادي حتى إلغاء حكم الإعدام بحقها مستشهدة بما قالته "سأواصل النضال حتى النهاية ضد أي اضطهاد للمرأة، من كردستان إلى بلوشستان، ومن إيران إلى أفغانستان، حتى تحقيق فلسفة "Jin Jiyan Azadî"، وأريد من جميع النساء والباحثين عن الحرية وكل من يناضلون ويضحون بحياتهم من أجل الحرية والمساواة مواصلة طريقهم".