بعد زلزال أفغانستان 37 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية

أعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية في تقرير لها أن نحو 37 ألف طفل دون سن الخامسة و10 آلاف امرأة حامل ومرضعة في المناطق المتضررة بالزلزال في أفغانستان يواجهون سوء التغذية الحاد.

مركز الأخبار ـ يواجه السكان في أفغانستان بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في نهاية أب/أغسطس الفائت أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد المنكوب، وانعدام الأمن الغذائي وانتشار البطالة، والقيود الاجتماعية.

أصدرت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية أمس الثلاثاء التاسع من أيلول/سبتمبر تقريراً أفاد فيه بأن أكثر من 91 ألف شخص في المناطق المتضررة من الزلزال يحتاجون إلى الدعم الغذائي، ومن بينهم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الأكثر عرضة للخطر.

وأشار التقرير إلى أن نحو 37 ألف طفل دون سن الخامسة و10 آلاف امرأة حامل ومرضعة في المناطق المتضررة من الزلزال في أفغانستان يواجهون سوء التغذية الحاد، كما أدى خفض الميزانيات الدولية هذا العام إلى إغلاق نحو 80 مركزاً صحياً وفرقاً متنقلة في شرق أفغانستان، مما أدى إلى قصر الخدمات على نحو 564 ألف شخص.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً جاء فيه أن 498.130 شخصاً من بينهم 11ألف و600 امرأة حامل بحاجة إلى خدمات صحية عاجلة في المناطق التي ضربها الزلزال في شرق أفغانستان.

ووفقاً للتقرير، ستواجه 15% من هؤلاء النساء مضاعفات أثناء الولادة بسبب انقطاع خدمات الصحة الإنجابية ومع اقتراب فصل الشتاء، ستزداد المخاطر الصحية، وستواجه الأسر التي تعيش في ملاجئ مؤقتة ومزدحمة خطراً متزايداً للإصابة بالأمراض المُعدية مثل الحصبة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال المائي الحاد.

وبعد عودة طالبان إلى السلطة وانهيار النظام السياسي السابق، واجهت أفغانستان أزمات واسعة النطاق، أدى الانخفاض الهائل في المساعدات الدولية وانسحاب العديد من منظمات ومؤسسات المساعدة الأجنبية إلى هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد المنكوب، تسببت هذه الظروف بمعاناة ملايين المواطنين الأفغان من انعدام الأمن الغذائي وانتشار البطالة، والقيود الاجتماعية، وأزمة إنسانية.

ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن 23.7 مليون أفغاني يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويعيش ٤٨٪ من السكان الأفغان حالياً تحت خط الفقر، ويعاني 12.4% منهم من انعدام الأمن الغذائي.

وفي عام ٢٠٢٢ اتخذت حركة طالبان قراراً مثيراً للجدل بمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، قوبلت هذه الخطوة باستجابة قوية وواسعة النطاق من المجتمع الدولي ووكالات الإغاثة، وتحت ضغط دولي، اضطرت طالبان إلى إصدار بعض الاستثناءات في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم.

بالإضافة إلى هذه الأزمات السياسية والاجتماعية، أثّرت الكوارث الطبيعية بشدة على حياة الناس، ففي نهاية آب/أغسطس الفائت ضرب زلزال بقوة 6.2 درجة شرق أفغانستان، متسبباً بكارثة إنسانية كبرى، فقد ما لا يقل عن 2200 شخص حياتهم، وأصيب أكثر من 3600 آخرين، كما أدى إلى تشريد آلاف العائلات وفقد منازلها.

في أعقاب الكارثة، عادت مسألة القيود المفروضة على عاملات الإغاثة إلى الواجهة، ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى حركة طالبان إلى رفع هذه القيود لتمكين عاملات الإغاثة من التنقل بحرية وتقديم المساعدة لضحايا الزلزال دون الحاجة إلى محرم. وتؤمن هذه المنظمات بأن لمشاركة المرأة في عملية الإغاثة دورًا حيوياً لا غنى عنه، لا سيما في المجتمعات التي تكون فيها النساء والأطفال أكثر عرضة للخطر.