بازار موسمي في مهاباد… إبداع نسائي يواجه الظروف الاقتصادية

في مدينة مهاباد يُقام بازار موسمي احتفاءً بالشتاء وليلة يلدا، حيث يبرز فيه مشاركة لافتة للنساء اللواتي يعرضن مشغولات يدوية ومنتجات منزلية، ما أضفى على هذه الدورة طابعاً مميزاً يختلف عن الأعوام السابقة.

نيان راد

مهاباد ـ في البازار الموسمي الذي يُقام عادةً مع نهاية كل فصل في مدن شرق كردستان، يجتمع عدد كبير من العارضين القادمين من مختلف المدن ومن أنحاء إيران، غير أن بازار هذا العام تميز بخصوصية لافتة، إذ كان أغلب المشاركين من أبناء المنطقة أنفسهم، حيث قدّموا منتجاتهم المحلية للبيع، مما أضفى على السوق طابعاً أكثر محلية وأقرب إلى روح المجتمع.

افتتح بازار المشغولات اليدوية في السادس من كانون الأول/ديسمبر الجاري، ويستمر حتى 25 من الشهر ذاته، في مدينة مهاباد بشرق كردستان.

في هذا البازار الموسمي، يبرز الدور الحيوي للنساء في إدارة الأكشاك وعرض منتجاتهن، استمراراً لما كان عليه الحال في الأعوام السابقة، وتتنوع المعروضات بين الحرف اليدوية والمنتجات المنزلية، مثل الصابون المصنوع يدوياً، المخللات، والمشروبات التقليدية، إضافةً إلى الخبز الكردي، والمجوهرات، والأدوية العشبية والتوابل، وغيرها من الأصناف التي تعكس مهارة النساء وإبداعهن في تحويل البازار إلى مساحة نابضة بالحياة.

وعلى الرغم من انخفاض عدد الزيارات والمشتريات من هذا البازار بشكل كبير بسبب المشاكل الاقتصادية، إلا أن بعض المنتجات جذبت العديد من الزبائن.

 

منتجات طبيعية تجذب الزوار

يُعتبر جناح الصابون اليدوي من أبرز الأجنحة وأكثرها جذباً للزوار، حيث تديره منيرة معروفي التي تمتلك خبرة تمتد لأكثر من عشرين عاماً في هذا المجال، وقد تم اختيارها هذا العام كرائدة أعمال نموذجية.

وعن منتجاتها ومبيعاتها، تقول "نقدم في هذا البازار 46 نوعاً مختلفاً من الصابون، صُممت لمعالجة مشكلات جلدية متعددة، مثل الصابون المضاد لحب الشباب، المجدد للبشرة، المضاد للأكزيما، إضافةً إلى أنواع خاصة لعلاج تساقط الشعر وتقويته، فضلاً عن منتجات أخرى تستهدف مشاكل جلدية متنوعة".

وأشارت منيرة معروفي إلى أنه "في الأيام الأخيرة لم تكن المبيعات كبيرة لكنها مقبولة، إذ ما زال هناك زبائن يقبلون على منتجاتنا. ويُلفت جمال وأناقة الصابون اليدوي الأنظار إلى حد أنني أجد نفسي مضطرة للتوضيح مراراً أن هذه المعروضات ليست كعكات أو شموعاً كما يظن البعض، بل هي صابون طبيعي مصنوع بعناية".

تظهر بعض الأكشاك، كأكشاك الأطعمة المحلية أو المنتجات الاستهلاكية مثل التوابل، أكثر ازدحاماً مقارنة بغيرها. ومع ذلك، فإن الأسعار، رغم كونها أوفر من تلك الموجودة في الأسواق الأخرى، قد تدفع بعض الزبائن إلى الاكتفاء بشراء كميات محدودة أو حتى التراجع عن الشراء كلياً.

رغم التحديات الراهنة، يبقى بازار مهاباد بارقة أمل للبائعين، ولا سيما النساء اللواتي يسعين إلى إبراز فنونهن ومنتجاتهن في هذا البازار الشتوي. وفي الوقت ذاته، يشكّل فرصة قيّمة للمشترين، إذ يتيح لهم اقتناء منتجات وحرف يدوية محلية بأسعار أكثر ملاءمة.