بأساليب فنية وإبداعية تجسد المرأة احتفالاتها بيومها العالمي
ارتقت النساء في شمال وشرق سوريا بفكرهن الحر وإرادتهن, مما حولهن إلى أهداف لكل القوى المهيمنة التي تسعى لكبت حرية المرأة
مركز الأخبار ـ , إلا أن هذا لم يمنعهن من المقاومة والاحتفال بيومهن العالمي مجتمعات, والتعبير عن ثقافتهن وتراثهن بهذا اليوم, بأساليب فنية وإبداعية جذابة.
في شمال وشرق سوريا, والتي تحولت مناطقها إلى ساحة للاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، كانت كل من قامشلو وكوباني والشهباء إحدى المحطات التي احتفلت فيها المرأة من مختلف المكونات بهذا اليوم، فبرزت المرأة من كافة المكونات مزينة بزيها الفلكلوري الملون والذي يعبر عن تراثها وثقافتها, فغنت, ودبكت, ورقصت على أنغام الموسيقى التراثية لتعبر عن سعادتها وفخرها بهذا اليوم.
المرأة في قامشلو تدعو لتحويل كل يوم إلى يوم عالمي للمرأة
على هامش الاحتفالية في صالة سيران بمدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا, باركت الإدارية في مؤتمر ستار بمدينة قامشلو منيجة حيدر اليوم العالمي للمرأة على جميع النساء في العالم ونساء شمال وشرق سوريا بشكل خاص, وعلى جميع الشهيدات والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوصول إلى حرية المرأة.
عملت المرأة في مؤتمر ستار ليس فقط في قامشلو بل في مناطق شمال وشرق سوريا على وجه العموم, على تنظيم العديد من الفعاليات للاحتفال بيوم المرأة العالمي, وشاركن في العديد من الفعاليات الأخرى التي قامت بها المؤسسة, انطلاقاً من أن المؤتمر حركة نسائية تعنى بقضايا المرأة وتتبنى حلها.
وعن اليوم العالمي للمرأة بينت منيجة حيدر بأن التحضيرات لهذا اليوم بدأت منذ فترة, إذ أن هذا اليوم جعل النساء يزددن إرادة وإصرار وقوة أكثر من ذي قبل, معبرة عن أن يوم المرأة العالمي وليد نضال ومقاومة المرأة الحرة على مدى عقود وأيام طويلة "نحن النساء عملنا على زيادة وعينا وتطورنا وإثبات مكانتنا في المجتمع", مؤكدةً على أن كل يوم من أيام السنة يجب أن يكون يوم عالمي للمرأة.
وحول المرأة الكردية، أوضحت منيجة حيدر بأن المرأة الكردية كانت ولا تزال أبزر مثال للمرأة الشجاعة المقاتلة التي تقف في وجه الأعداء، وتواجه جميع القوة التي تحاول أن تتطاول عليها "المرأة بإرادتها الحرة حطمت جميع المساعي والمحاولات لكسرها".
وتقول منيجة حيدر أنه كان هناك سعي بشكل دائم لكسر إرادة المرأة, وذلك لأنها صاحبة الفكر الحر الذي استمدته من القائد عبد الله أوجلان "سارت المرأة في شمال وشرق سوريا في طريق الأمة الديمقراطية, ولهذا عجزت جميع القوى عن الوقوف في وجهها".
تعرضت المرأة في شمال وشرق سوريا للقتل, الاغتصاب, الاعتقالات, الاغتيالات وللعنف النفسي والجسدي بكافة أشكاله, وحتى اليوم لا تزال تتعرض في المناطق المحتلة لهذا النوع من التهميش, إلا أنها لا تزال تفتتح المؤسسات وتدعم الحركات النسوية, من أجل تحرير كافة النساء.
رقصات فنية تراثية تصورها أمهات كوباني
وخلال الاحتفالية التي أقيمت في مدينة كوباني, أشارت الفنانة ليلى أحمد إلى جمالية اللوحات الفنية للأمهات المشاركات خلال الاحتفالية, قائلة أن الأمهات شاركن في الرقص, بغية الإشارة إلى ضرورة الحفاظ على التراث والثقافة, شاكرة حركة الهلال الذهبي للثقافة والفن على مساهمتها في تدريب الأمهات للمشاركة خلال الاحتفالية.
وأوضحت ليلى أحمد أن الفقرة التي قدمتها الأمهات من مقاطعة كوباني, تعبر عن الطقوس الفنية والتراثية الأصيلة "بدأنا بتدريب الأمهات منذ ما يقارب الـ7 أيام".
وعن اختيار الأمهات لتقديم هذه اللوحة الفنية الجميلة, أشارت إلى أن هذا الاختيار جاء بناءً على أن الأمهات هن المحافظات على عراقة التاريخ وجمالية العادات والتقاليد "نسعى من خلال هذه الخطوة تعريف الأجيال الحديثة العهد، بهذا التراث المقدس بالنسبة لنا".
وباسم فرقة الأمهات في مقاطعة كوباني هنأت ليلى أحمد جميع نساء العالم بيوم المرأة العالمي, وخصت بالذكر النساء المناضلات والمقاومات, واللواتي يقاتلن في الجبهات الأمامية, والقائد عبد الله أوجلان الذي عبر عن حرية المرأة من خلال فكره الحر.
في إحدى زوايا احتفالية الشهباء... لوحات فنية تجسد واقع المرأة
في الشهباء جسدت ثلاث رسامات لون وكفاح المرأة من جميع جوانب الحياة, وذلك عبر رسم وعرض لوحات فنية، تبرز مقاومة وتضحيات المرأة, وكانت عضوات مجموعة الرسم تعملن على تحضير ورسم هذه اللوحات منذ ما يقارب الـ 20 يوم, وبروح جماعية وإرادة قوية استطعن إكمال لوحاتهن في الوقت المناسب، وعرضن اللوحات اليوم 8 آذار/مارس خلال احتفالية يوم المرأة العالمي.
وأوضحت لمراسلتنا الإدارية في كومين الرسم والمشاركة في نقش اللوحات صباح علي بأنهن سعين لإبراز نظرتهن لهذا اليوم من خلال الألوان التي زينت الـ11 لوحة التي شاركن فيها "يعتبر يوم المرأة العالمي يوماً مميزاً ومقدس بالنسبة لنا، وكل لوحة نقشناها وعرضناها في الاحتفالية تحمل رسالة سامية ومختلفة".
وعن مضمون اللوحات ذكرت صباح علي "يوجد لوحات تتحدث عن معاناة الأطفال الذين يواجهون المحن في ظل الظروف الراهنة، وأخرى تطرقت إلى أن المرأة كالربيع بألوانه الزاهية, كما أننا رسمنا لوحة شعار الهلال الذهبي وأهديناها لحركة الهلال الذهبي خلال الاحتفالية، بالإضافة للوحة معبرة تتحدث عن الأم، ولوحة تتطرق إلى الانتهاكات والممارسات التي ترتكب بحق المرأة كقتل النساء".
وأكدت صباح علي في ختام حديثها إلى أنهن يباركن هذا اليوم المقدس على جميع النساء, ويؤكدن على استمرار النضال والمقاومة حتى آخر رمق من دمائهم وتحقيق حرية المرأة في المجتمع.