'بالوحدة النسائية سنحقق المساواة الفعلية والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية'

أكدت النساء المشاركات في الاحتفال الذي نظمه مؤتمر ستار في العاصمة اللبنانية بيروت، على أن جهود المرأة مستمرة في العالم العربي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام، نظم مؤتمر ستار احتفالاً في بيروت ضم عدداً من الجمعيات والمنظمات النسائية وبحضور حشد جماهيري كبير. تخلل الحفل كلمات لعدد من الجمعيات التي تمنت للمرأة في عيدها الحرية والسعادة وتحقيق الذات.

كارولين بزي

بيروت ـ أكدت النساء المشاركات في الاحتفال الذي نظمه مؤتمر ستار في العاصمة اللبنانية بيروت، على أن جهود المرأة مستمرة في العالم العربي، وأنه بالوحدة النسائية سيحققن المساواة الفعلية والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، مستنكرات الحروب التي تودي بحياة الأبرياء ولاسيما النساء، مشددات على أهمية تنظيم الصفوف للوصول إلى حرية المرأة.

تنظيم الصفوف للوصول إلى حرية المرأة

خلال كلمة لها هنأت رئيسة رابطة نوروز الثقافية حنان عثمان المرأة في عيدها، وقالت "نبارك هذا اليوم على كل امرأة تقاوم وتناضل وترفع الصوت ضد الاستغلال والاحتلال والدمار والاستعباد والهيمنة الذكورية في كافة أنحاء العالم".

وأضافت "نستذكر بحنين وحب عشرات الآلاف من المناضلات الشهيدات والطليعيات في نضال حركة المرأة الكردستانية، مثل ساكينة جانسيز، شيرين ألامهولي، شيلان كوباني، آرين ميركان وبارين وغيرهن... كما نستذكر النساء اللواتي تركن بصماتهن على النضال العالمي للحرية، مثل روزا لوكسمبرغ، كلارا زيتكين، هايدي سانتا ماريا وغيرهن...".

كما استذكرت النساء الكادحات اللواتي ناضلن وقضيّن لأجل المساواة، واللواتي يرجع إليهن الفضل في إعلان يوم الثامن من آذار/مارس يوماً عالمياً للمرأة الكادحة، وشددت في كلمتها على أهمية تنظيم النضال النسوي لإبراز القدرة على التغيير، ولفتت إلى أن المبدأ الأول في نضال المرأة هو تنظيم الصفوف.

جهود المرأة مستمرة في العالم العربي

وقالت باسم التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشرى علي "إننا وباسم تحالف "ندى" نؤكد على أننا متشبثات بالنضال بعزيمة لا تلين، على الرغم من كل ما شهدناه من ازدياد ملحوظ للانتهاكات الجسيمة بحق النساء في مختلف بلداننا، لاسيما في البلدان التي تتعرض لظاهرة الاحتلال والحروب الجنونية التي دارت رحاها في الكثير من البلدان، بالإضافة إلى تداعيات الفوضى العمياء التي يسعى النظام الرأسمالي إلى نشرها وتعميمها، بهدف النفاذ من الأزمة البنيوية التي يعاني منها من جهة، ولخلط الأوراق وإعادة ترتيبها وفق مصالحه وإطالة عمره في المنطقة من جهة ثانية". مؤكدة على أنه "بالوحدة النسائية سنحقق المساواة الفعلية والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية".

"الشهيدات قدوة لنا"

وفي حديث لوكالتنا تقول ممثلة مؤتمر ستار في لبنان نتوي غمكين "نهنئ جميع النساء في الشرق الأوسط والعالم وخاصة في كردستان بمناسبة يوم المرأة العالمي. كما نهنئ القائد عبد الله أوجلان الذي ساهم بوصولنا للاحتفال باليوم العالمي للمرأة"، وأشارت إلى أن معظم المنظمات النسائية انضمت إلى الحفل الذي أقيم في بيروت برعاية مؤتمر ستار.

وتضيف "نتمنى في هذا الحفل أن يعم السلام والحرية والديمقراطية، ونتمنى في هذا اليوم أن تنكفئ الحروب المندلعة في الشرق الأوسط"، واستنكرت جميع الحروب التي تودي بحياة الأبرياء ولاسيما النساء.

ولفتت إلى أنه "على الرغم من أنه تم الاعتراف بيوم المرأة العالمي في عام 1910، ولكن جدد هذا اليوم الشهيدات اللواتي زينت صورهن الاحتفال، وهي صور السياسية هفرين خلف التي استشهدت على يد مرتزقة داعش، لقد قاموا بقتلها كيلا تنتصر الحرية والسلام والديمقراطية. والشهيدة آرين ميركان التي كانت ممثلة المرأة الحرة في كوباني، بالإضافة إلى العشرات من الشهيدات اللواتي ضحين بأنفسهن لكي نستطيع أن نحتفل بهذا اليوم... هؤلاء الشهيدات هن قدوة لنا". 

وتضيف "استطاعت النساء في الشرق الأوسط وخاصة في شمال وشرق سوريا على محاربة داعش ولغاية اليوم تحارب على جبهات القتال، ولا تزال تضحي بنفسها من أجل تحرير المرأة وبلادها".

"لتتحلى المرأة بالقوة والإرادة لتحقق أهدافها"

من جانبها قالت عضوة مؤتمر ستار ميرفت حمو "نهنئ كل النساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي، ونقول لهن بأن المرأة ستحقق حريتها يوماً وتنال كامل حقوقها. استطاعت المرأة أن تصل لبعض من حقوقها ولكن نتمنى أن تحصل على حقوقها في المجال السياسي وفي كافة مجالات الحياة"، مشددةً على أهمية أن تتحلى المرأة بالقوة والإرادة والإصرار لكي تصل إلى أهدافها وطموحاتها.

ورداً على سؤال حول أهمية مشاركة الرجل المرأة في عيدها، تقول "نحتفل بيوم المرأة العالمي والرجل يشاركنا بهذا اليوم، وذلك بعدما ساهم القائد عبد الله أوجلان بجعل الرجل يعترف بحقوق وحرية المرأة، ونشكره ونبارك له في هذا اليوم ونشكر كل رجل يدعم المرأة ويساندها في الحصول على حريتها وحقوقها، ونتمنى من كل الرجال أن يقفوا إلى جانب المرأة ويقدموا الدعم لها".

"المرأة صانعة السلام"

رئيسة ملتقى السلام للمرأة السورية، والعضوة التنفيذية بمجلس المرأة في الشمال السوري وعضوة هيئة المبادرة النسائية من أجل السلام وإبادة النساء إيمان فتيح تقول "يوم المرأة هو يوم عالمي ويرمز للسلام، لأن المرأة فعلياً هي صانعة السلام، وبرأيي أن الكون خُلق للمرأة ولولا المرأة لكانت الحروب متتالية دائماً وأبداً ولكن تدخل النساء ومحاولة إحلال السلام في هذه الأرض تلعب فيه المرأة دوراً كبيراً. أتمنى أن يعم السلام في جميع أنحاء العالم، وأن يكون دور المرأة فعالاً ولاسيما في مراكز صنع القرار وهذا يعود لقدرة تحملها على المواجهة ولاسيما في الحروب".

وتوجهت للنساء برسالة تقول فيها "أقول لكل نساء العالم كن أقوياء، الكون خُلق لكن. أتمنى أن تكن الأقوى ومن يصنعن السلام... شكراً لكل نساء العالم".

"نناضل لتحويل أموال السلاح إلى التنمية"

بالإضافة إلى الكلمات المذكورة آنفاً، كان هناك كلمات لرابطة جين النسائية، ولجمعية "مساواة- وردة بطرس" التي ألقتها رئيستها الدكتورة ماري الدبس، وقالت "كل سنة في يوم المرأة نتذكر الشهيدات اللواتي سقطن في مقاومة العدوان، إن كان في جنوب لبنان في مواجهة العدوان الصهيوني أم في كردستان حيث واجهن ببسالة مرتزقة داعش والاحتلال التركي. نحن كنساء نريد المساواة، نحن نهب الحياة فيجب أن تكون هذه الحياة ملكاً لنا ولأبنائنا. نناضل من أجل المساواة والوصول إلى مجتمعات متطورة، نناضل من أجل التنمية والسلام في العالم وتحويل أموال السلاح المدمر إلى التنمية والرقي".

وتخلل الحفل فقرات فنية غنائية لفرقة ولاتين روجيه، كما قدمت الدبكة فرقة "الشهيدة روجيندا"، وشاركت في الحفل أيضاً فرقة الأطفال "كوليلكين ولاتي روجيه".