بالمعرفة والوعي والارتباط بالأرض تتمكن المرأة من حماية تاريخها وذاتها

تزج الدولة التركية وحزب الديمقراطي الكردستاني المرأة في حربهم الخاصة ضد إقليم شمال وشرق سوريا، إذ يستخدمون أجساد النساء كسلعة لتنفيذ أجندتهم في المنطقة.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ أكدت الإدارية في المجالس المدنية بإقليم شمال وشرق سوريا عزيمة دنيز، أنه عندما تسعى أي دولة لتنفيذ أجندتها تستهدف أقوى حلقة في المجتمع أو الحلقة التي تطور من حياة المجتمع وهي المرأة، لأن تحرير المجتمعات يقاس بمستوى تحرير نسائها.

يستخدم الاحتلال التركي وحزب الديمقراطي الكردستاني أساليب خاصة لتنفيذ أجندتهما في المنطقة، ويعتمدا على جسد النساء كوسيلة أساسية في ذلك، لتشويه حقيقة المجتمع والمرأة وضرب الفلسفة التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، وتعملان أيضاً على استهداف النساء القياديات، من خلال شبكة العملاء التابعة للاستخبارات التركية، الذين يقومون بتقديم إحداثيات ليتم بعد ذلك استهداف المنشآت الحيوية، ويتسببوا في اغتيال العديد من الأشخاص مقابل مبالغ مالية.

قالت الإدارية في المجالس المدنية بإقليم شمال وشرق سوريا عزيمة دنيز، إن استخدام جسد المرأة كوسيلة لتنفيذ مآرب السلطات ليست بظاهرة جديدة، فقد ظهرت مع ظهور الدولة، ومع تطوير نظام الطبقات، جردوا المرأة من جوهرها، لينظر لها كجسد بيولوجي أي كجنس فقط مجردة من الإرادة والكينونة وتعامل كعبدة وسلعة تباع وتشترى، ولا تزال هذه الأساليب تجاه المرأة مستمرة من قبل الدول المهيمنة حتى الآن.

وأوضحت أنه عندما تسعى أي دولة لتنفيذ أجندتها تستهدف أقوى حلقة في المجتمع أو الحلقة التي تطور من حياة المجتمع وهي المرأة، فالقائد عبد الله أوجلان قال "المرأة هي الحياة فعندما تسعى للوصول لحياة حرة ومجتمع حر عليك بتحرير المرأة أولاً"، لذلك يتم قياس تحرير المجتمعات بمستوى تحرير نسائها والعكس أيضاً، لافتةً إلى أنه عندما تضعف أي سلطة مقابل إرادة المجتمع يتم استهدف المرأة التي تمثل الحياة.

وأكدت أن الدولة التركية لا تحصر حربها في إقليم شمال وشرق وسوريا فقط، بل تستهدف كردستان بأجزائها الأربعة بهذه الأساليب وحتى إيران تتبع الأسلوب ذاته وهي وسيلة تستخدمها جميع السلطات "على المرأة أن تكون واعية لهذه الأساليب التي تتعبها السلطات، وألا تُخدع بذلك، لذا يجب أن تكون حذرة بعلاقاتها وصداقاتها وأن تميز الصديق من العدو".

وقالت عزيمة دنيز "هناك الكثير من الشخصيات المعرضة لمثل هذه الحالات، فهذا الأمر ليس له علاقة بالوعي، لأن كل فرد له مستوى وعي ويتفاوت من شخص لآخر، كما أن الأمر يتعلق بإدراك الفرد لكرامته، وثقافته وتاريخه، لأن الشرف والكرامة لا يقاسا ببيولوجية الفرد بل يقاسا بارتباطه بأرضه وتاريخه وثقافته وقيمه الأخلاقية والأشخاص الذين يفتقدون لهذه المقاييس يكونوا فريسة تتبعها السلطات، لأنهم ببساطة يمكن أن يستخدموا كسلعة، لأنهم لا يعيرون المعنى لما يعزز وجودهم وكيانهم وجوهرهم".

وأكدت أن السلطات تسعى لرسم إطار وشكل معين للمرأة كي لا تبلغ حريتها ولا تساهم في النهوض بمجتمعها، بل تعمل وفق أجندتها دون العودة لثقافتها وتاريخها، ولكن المرأة المدركة لذلك لا يمكن أن تكون فريسة لهذه الأجندات مهما كلفها الأمر.

وأشارت إلى أن القائد عبد الله أوجلان هو أول من طرح مفهوم حرية المرأة عبر التاريخ "كان هناك فلاسفة يتحدثون عن حرية المرأة، ولكن القائد أوجلان طرح وطبق مفهومه على أرض الواقع وفتح الطريق أمام حرية المرأة، واستطاعت نساء إقليم شمال وشرق سوريا تنظيم أنفسهن وفق هذه الفلسفة ووضعن بصمة تاريخية بنضالهن، لذا نرى أن هذه الحرب الخاصة هي ضد الفلسفة التي طرحها القائد أوجلان، لذلك تسعى الدول لضرب هذه الفلسفة كي لا يصل المجتمع لحريته ولا يحافظ على قيمه التاريخية".

ولفتت إلى أنه حتى النساء اللواتي تتمردن على الإطار الذي رسمته السلطة والدولة تصبحن هدف للاحتلال التركي الذي يسعى دائماً لتشويه حقيقة المجتمع والمرأة تحت مسمى القانون، ولكي تشرعن ما تقوم به ليعاقب كل من يخرج عن إطار قانونهم "يولي القائد عبد الله أوجلان الأهمية إلى الاخلاق وليس للقانون فالمجتمعات التي تتمتع بالأخلاق تكون منضبطة ولا تحتاج قوانين لتنظيمها".

وشددت عزيمة دنيز في نهاية حديثها، أنه على المرأة ألا تقبل بأن تكون أجندة ويتم استخدامها كسلعة، وعليها أن تكون ذا أثر عظيم وألا تقبل أن يتم الإتجار بجسدها وأرضها، وهذا يأتي بالمعرفة والوعي والارتباط بالمكان الذي نشأت فيه وحماية تاريخها ونفسها.