باحثة جزائرية تطلق دليلاً حول مكافحة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات
بعد عمل بحثي دام لمدة عام أطلقت الباحثة الجزائرية كوثر فاسمي بالتعاون والتنسيق مع منصة سلامات ديزاد، دليلاً عملياً لمكافحة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات في الجزائر.
نجوى راهم
الجزائر ـ أكدت الباحثة الجزائرية كوثرفاسمي أن المجتمع الجزائري لا يشجع النساء على ثقافة التبليغ ضد المتحرشين ولا يسهل على المرأة التقدم بإيداع شكاوى لدى المصالح، لذلك أطلقت دليلاً لمساعدة للنساء اللواتي تتعرضن للعنف الرقمي.
أطلقت الباحثة الجزائرية كوثر فاسمي بالتعاون والتنسيق مع منصة سلامات ديزاد، دليلاً عملياً حول مكافحة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات في الجزائر.
وقالت الباحثة في الدراسات النسوية والسياسات العمومية في أفريقيا والشرق الأوسط كوثر فاسمي "قمنا بإطلاق دليل لمكافحة العنف الرقمي ضد النساء في الجزائر من إنتاج برنامج منصة السلامة الرقمية"، مشيرةً إلى أن هذا العمل هو خلاصة تجربة شخصية خاضتها مع الكثير من النساء المعنفات في الفضاء الرقمي في الجزائر واللواتي تعرضن للعنف والتحرش الإلكتروني والذم الإلكتروني والتشهير "لاحظت أن هناك أنواع كثيرة من العنف الرقمي التي تم التطرق إليها خلال هذا الدليل".
وأكدت أن هذا الدليل موجه للجزائريات اللواتي تنشطن في الفضاء الرقمي وللجهات المساعدة مثل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية التي تعمل على مساعدة النساء ومرافقتهن من أجل تحقيق العدالة خاصة بعد وقوعهن كضحية للعنف الرقمي أو ما يسمى بالجرائم السيبرانية أو الرقمية.
وحول مضمون الدليل لفتت إلى أن هذا الدليل خلاصة عمل بحثي قامت به لمدة عام كامل حول الإطار القانوني والمؤسساتي للعنف الرقمي في الجزائر.
وترى أن هذا العمل أداة مساعدة للنساء اللواتي تتعرضن لمثل هذا النوع من الاعتداءات الرقمية ولا تعرفن كيفية التعامل والإجراءات الواجب اتباعها من أجل ملاحقة الجاني والقبض عليه، مضيفةً أن هذه الجرائم خطيرة جداً مما يستدعي أخذ الاحتياطات بسبب ما تخلفه من أضرار جسيمة سواءً على الجانب النفسي، أو الجانب الاجتماعي، أو الجانب المهني أو العائلي، مشددةً على ضرورة إتباع خطوات السلامة الرقمية وكيفية حماية أنفسهن من هذا النوع من الجرائم الرقمية.
وأشارت إلى أن هناك معطيات وأرقام عن واقع العنف الرقمي في الجزائر التي سجلتها المصالح الأمنية حسب أخر إحصائيات شهر آب، والتي قدرت بـ 464 ضحية من النساء اللواتي تعرضن لكافة أنواع الجرائم الرقمية، مؤكدة أن هذه الأرقام هي نتاج لعدد النساء اللواتي بلغن عن الاعتداءات التي تعرضن لها وليس العدد الإجمالي للفتيات اللواتي تتعرضن لمثل هذه الجرائم.
وأكدت كوثر فاسمي أن المجتمع الجزائري لا يشجع النساء على ثقافة التبليغ ضد المتحرشين ولا يسهل على المرأة التقدم بإيداع شكاوى لدى المصالح الأمنية خاصة الجرائم التي تتعلق بالشرف أو سمعة العائلة أو الكرامة.
وقالت إن الدليل سيكون متاحاً على كافة منصات التواصل الاجتماعي من أجل مساعدة النساء ضحايا الجرائم الإلكترونية، كما سيتم نشره والترويج له عبر منصات مختلفة، مضيفةً أنها تأمل أن يصل هذا الدليل لكافة شرائح المجتمع لأن هذه الجرائم الرقمية لا تخص النساء الراشدات وحدهن بل القاصرات والمراهقات وكل مستخدمي الفضاء الرقمي.