إيزديو عفرين يحتفلون بعيد "بي خوين" بمراسم مميزة

إيزديو مقاطعة عفرين في الشهباء يحتفلون بعيد خضر إلياس (بي خوين)، تحت شعار "بإرادة الشعب الإيزيدي سنحطم الخيانة ونحقق حرية الشعوب"، بطقوس ومراسم مميزة دالة على عراقة وأصالة الإيزيديين

الشهباء ـ .
بمراسم واستعدادات مختلفة وغنية ومن خلال عادات وتقاليد متميزة يُحيي الإيزيديون كل عام عيد خضر إلياس "بي خوين" الذي يعود تاريخه إلى ما يقارب 4000 عام قبل الميلاد، والتي يُحرم فيها نحر القرابين والأضاحي، كما ويُمنع الصيد وغيرها من العادات دليلاً على مدى ارتباطهم الوثيق بالزراعة وتقديسهم للطبيعة.
وبحسب الميثولوجيا الإيزيدية فإن خضر إلياس ملاك ينزل إلى الأرض كل سنة بصفة إنسان لرعاية المزروعات في قلعة مدينة ماردين في شمال كردستان، وخضر إلياس هي صفة إلهية مقدسة لدى الإيزيديين. 
ويُقام عيد خضر إلياس خلال يومي الخميس والجمعة الأولين من شهر شباط/فبراير حسب التوقيت الشرقي، أي في الخميس الأول بعد يوم 14 شباط/فبراير وفقاً للتوقيت الميلادي الذي يعتمده الإيزيديون في كل من شنكال والمناطق الأخرى، أما عن إيزيديو مقاطعة عفرين فهم يحتفلون في الأول من شهر شباط/فبراير حسب التقويم الشرقي.
وأما طقوسه فتبدأ بالصوم ثلاثة أيام متواصلة أي أيام "الاثنين، الثلاثاء والأربعاء" متضمنة التمنُع عن المأكل والمشرب، ومع غروب اليوم الثالث من الصيام يفطر الإيزيديون على قطعة من الخبز المالح المُعد خصيصاً لهذه المناسبة.
وبقدوم هذه العيد احتفل اليوم الخميس 18 شباط/فبراير2021، إيزديو مقاطعة عفرين بعيدهم، وذلك في صالة الاجتماعات بمخيم العصر في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا.
ويُحتفل بهذا العيد طلباً لتحقيق الأماني ودعاءً للسلام، وتمارس خلاله طقوس خاصة كإحضار مادة تسمى (بي خوين) وإيقاد الشموع، ويتبادل الإيزيديين فيما بينهم التهاني وتوزيع الحلويات وتزداد المحبة والألفة بينهم.
وبدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت، تلاها تلاوة صلوات إيزيدية من قبل الفرقة الدينية للاتحاد، ثم ألقيت كلمة من قبل الرئيس المشترك لاتحاد الإيزيديين مصطفى نبو، أشار خلالها إلى تاريخ الإيزيديين العريق وسبب تسمية عيد خضر إلياس بهذا الاسم، مبيناً أن الخضر يدل على أن هذا الشهر شهر الخضار والمزروعات. 
وأردف أنه في هذا العيد يتم تحضير (بي خوين) الخالي من أي مكونات حيوانية تحتوي فقط على أنواع من البقوليات وما يتم حصاده من الأرض، وأنه في هذا الشهر طلباً للسلام يُمنع سفك الدماء بتاتاً.
وتخللت الاحتفالية تأدية فرقة معلمات الدين للأقوال الإيزيدية.
وفيما بعد هنأت الإدارية في اتحاد المرأة الإيزيدية عيشة سيدو حلول العيد على كافة الشعب الإيزيدي، وأفادت أن الدين الإيزيدي متواجد في التاريخ وعريق القدم، وطالما حاولت الأنظمة والمعتقدات الأخرى محوه من الوجود إلا أن الإيزيديين تمكنوا من التمسك والحفاظ عليه بمقاومتهم في كل أرجاء كردستان.
كما ألقيت كلمة من قبل عضو الاتحاد الإيزيدي لالش إيزيدي شدد فيها على أهمية التكاتف والترابط بين الشعب الكردي وخاصة بين الإيزيديين "بهدف حماية المجتمع الإيزيدي من الإبادة الجماعية".
وأكد على أن مخططات ومؤامرات العدو على الشعب الإيزيدي مستمرة ويستوجب من الإيزيديين تكثيف ترابطهم وتعلقهم بديانتهم ونشرها بين الأجيال القادمة.
من ثم تحدث الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم عفرين سليمان جعفر مستذكراً الأنظمة السابقة التي حكمت المجتمع الإيزيدي وسعت إلى تهميش دورهم، إلا أن الوحيد الذي استذكر الكرد الإيزيديين هو القائد عبد الله أوجلان الذي من خلال فكره أشاد بأهمية الوحدة والتصدي للمخططات التي تعمل على استهداف الإيزيديين كما هو الحال في شنكال. مشيراً إلى أن القائد أوجلان قال إن لم يقف المجتمع الإيزيدي أمام المخططات التي تستهدفه ويعمل على تنظيم نفسه فسيتعرض لإبادة حتمية يصعب النجاة منها "بفضل فكر القائد نحن مجتمعون ومتواجدون سوياً اليوم".
وعلى هامش الاحتفالية التقت وكالتنا وكالة أنباء المرأة مع عضوة اتحاد المرأة الإيزيدية كولي جعفر التي قالت "نحن ككرد إيزيديين نحتفل بعيد بي خوين، ونهنئ به الشعب الإيزيدي بشكل خاص، الذي يعرف أن هذا العيد يحرم فيه سفك الدماء، ويشير إلى الخضار والطبيعة". مبينة أن عمر هذا العيد موجود قبل الميلاد ويحتفل به.
وأردفت كولي جعفر أن الكرد الإيزيديين في كل عام يحيون هذا العيد ويستخدمون جميع مواد الطبيعة ويحتفظون بها، وفي المساء يضعونها أمامهم ويوقدون الشموع بجانبها، ويمارسون طقوسهم ويصومون 3 أيام وفي يوم الخميس يكون العيد.
وأكدت أن بي خوين بالنسبة لهم من أقدس وأثمن الأشياء لكونه يتكون من المواد الطبيعية، "نأمل أن يكون عيداً للسلام والأمان والعودة إلى أرضنا عفرين وأن تكون محررة من الاحتلال التركي ومرتزقته".
يذكر أنه وبعد الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين حُرم الإيزيديون في المنطقة من ممارسة طقوسهم الدينية، كما أن الاحتلال التركي دمر المزارات والأماكن المقدسة لهم، وفرض الديانة الإسلامية على جميع مكونات وشرائح المقاطعة سعياً لإمحاء ديانتهم من الوجود.