المغرب ـ في إطار الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، أكد ائتلاف "دنيا" في المغرب أن تزويج القاصرات شكلاً صارخاً من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، والذي لا يزال مسموحاً به بموجب القانون المغربي، إذ تحْرِم هذه الممارسة الآلاف من الفتيات من حقوقهن الأساسية وتمثل انتهاكاً غير مقبول لكرامتهن واستقلاليتهن، ومستقبلهن.

وفقاً للإحصائيات الرسمية لعام 2023، تم تسجيل 14,197 طلباً لتزويج القاصرات في المغرب، رُفض منها 5,240 طلباً، بينما تمت الموافقة على 8,452 طلباً، ورغم الانخفاض الطفيف في عدد الطلبات، فإن هذه الأرقام لا تعكس الواقع بشكل كامل، لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار الزيجات التي تتم بالفاتحة، والتي لا تخضع لأي رقابة قانونية.

وأكد ائتلاف "دنيا" في بيان أصدره اليوم الثلاثاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، أن المغرب قد قبل في إطار الاستعراض الدوري الشامل التوصيات الدولية التي تدعو إلى القضاء على زواج الأطفال، ومن ثم، لا يمكن أن يقتصر التزام الحكومة على تقليل عدد هذه الزيجات فقط، بل يجب أن يستهدف منعها الكلي والنهائي.

وأضاف البيان "لأن تزويج القاصرات يحرمهن من طفولتهن، ويمنعهن من مواصلة تعليمهن، ويعرضهن لمخاطر متزايدة من العنف، الفقر، والتهميش، وتقتضي المصلحة الفضلى لهؤلاء الفتيات، كما أقرتها الاتفاقيات الدولية والدستور المغربي، أن تحصلن على تعليم جيد وفرص تمكنهن من أن تصبحن مواطنات مستقلات، لذلك، يجب حمايتهن من الممارسات التي تتم باسم التقاليد، الدين، أو الاعتبارات الاقتصادية".

ولفت البيان إلى أن "ائتلاف دنيا يجدد دعوته إلى إلغاء المادتين 20 و21 من مدونة الأسرة، اللتين تسمحان باستمرار الاستثناءات التي تتيح تزويج القاصرات، كما يحث الحكومة المغربية على اعتماد وتنفيذ سياسات عمومية شاملة لمعالجة الأسباب الهيكلية لهذه الظاهرة، مثل الفقر، الهدر المدرسي، والهشاشة الاقتصادية، وتعزيز آليات حماية الطفولة لضمان حصول جميع الفتيات دون استثناء على حقوقهن الأساسية، بما في ذلك التعليم، الصحة، والحماية من جميع أشكال العنف".

ونوه البيان إلى أن "ائتلاف دنيا يرى أن المغرب يمتلك فرصة فريدة لبناء مستقبل تُحترم فيه حقوق الفتيات بشكل كامل، ويدعو إلى التزام قوي وعاجل للقضاء على هذه الظاهرة، لقد حان الوقت لتحويل الوعود إلى أفعال ملموسة لضمان مستقبل كريم ومتكافئ لكل فتاة".

وفي ختام البيان أعلن ائتلاف دنيا عن إطلاق المرحلة الثالثة من حملته الرقمية تحت شعار "عندي ـ أمل" عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتهدف هذه المبادرة إلى التوعية بالآثار الوخيمة لتزويج القاصرات من خلال شهادات حية للضحايا، والتحفيز لخلق نقاش وطني شامل من خلال إشراك المجتمع المدني، المؤسسات، والمواطنين.