إيران تجبر الأهالي على المشاركة في ذكرى ثورة 1979

أكد المعلمين/ات والطلاب والطالبات في مدن شرق كردستان أنهم لن يستسلموا لإرادة الحكومة الإيرانية رغم التهديدات التي يتعرضون لها من أجل المشاركة في إحياء ذكرى ثورة 1979.

لارا جوهري

مهاباد ـ يصادف 11 شباط/فبراير يوم انتصار ثورة 1979 الإيرانية، في هذا اليوم يخرج المؤيدين للجمهورية الإسلامية إلى الشوارع في مسيرة كل عام.

الهدف الأول ضحايا سلاح التهديد للجمهورية الإسلامية هم الطلاب والمعلمين، الذين أُجبروا على المشاركة في هذا الحفل الوهمي كل عام من خلال خلق عقوبات مختلفة، لكن الانتفاضة الشعبية لعام 2022 لم تسبب تخوف أحد من تهديدات الحكومة بعد الآن وهذا الموضوع في تعامل الطلاب والمعلمين مع هذا الأمر واضح جداً.

 

إجبار الأهالي على المشاركة في المسيرة

دريا شريفي وهو اسم مستعار لمعلمة طلاب الابتدائية في إحدى مدارس مدينة مهاباد تقول "في العاشر من شباط تلقينا رسالة من مدير المدرسة تفيد بأنه إذا لم نشارك في مسيرة 11 شباط لإحياء ذكرى ثورة 1979، سيمنعوننا من العمل لمدة أسبوع أي إجازة إجبارية غير مدفوعة الأجر، لكن لا أنا ولا زميلاتي وزملائي على استعداد للمشاركة في هذا الحدث".

وأضافت "لا نؤمن بهذه الحكومة، وإذا كنت قد شاركت في هذا الحدث من قبل فقد كان ذلك بالقوة، لكنني لم أشارك فيه منذ عدة سنوات، ولم أشارك هذا العام أيضاً، بالإضافة إلى المعتقدات التي تمنعني من المشاركة في هذه المسيرة. لم أعد أخاف من أي تهديد. كما أننا لا نشعر بالأمان أيضاً لأنه ربما بعد مغادرتنا المسيرة ستطلق قوات الأمن النار علينا جميعاً واحداً تلو الآخر بذريعة هجوم العدو".

بدورها تحدثت المعلمة شهره أميني عن إجبارها على المشاركة في هذا الحدث "لم أرد على رسالة مدير المدرسة، فقد قال في مجموعة الزملاء إن المشاركة في المسيرة إلزامية. اتصل بي مباشرة وطلب مني المشاركة في المسيرة، فقلت له لا أستطيع المشاركة لأنني مشغولة ولدي الكثير من العمل لأقوم به، لكنه قال لي أن أذهب وأوقع على ورقة الحضور ويلتقطون لي مجموعة من الصور خلال مشاركتي بالمسيرة ومن ثم يمكنني المغادرة".

 

"لسنا خائفين من شيء حتى لو فصلونا"

وتختلف الظروف قليلاً بالنسبة للأطفال فعندما يرفضون المشاركة بالمسيرة لا تستطيع المدرسة إجبارهم على ذلك لأن آباء الطلاب والطالبات لا يسمحون بذلك أيضاً.

وعن ذلك تقول الطالبة مارتيا أحمدي "أخبرونا بأن نشارك في مراسم إحياء ذكرى ثورة 1979 وهددونا في حال لم نحضر سيطردوننا، لكن أنا وصديقاتي في المدرسة لم نشارك ولم نعد نخاف من أي شيء حتى لو فصلونا من الدوام".

من جانبها قالت الطالبة جوان قادري إن "المعلم الديني أجبرنا على المشاركة في المسيرة، وقال لنا أنه سيمنحنا علامات لمن يحضر، ومن لم يشارك سينقص من علاماته، لكن لم يكن أحداً على استعداد للمشاركة".

تتعرض المدارس وخاصة المعلمين لضغوط أكبر هذا العام، لكن مقاومتهم أصبحت أحد أسباب فشل مشروع الجمهورية الإسلامية في إظهار القوة والشرعية. مقارنةً بالسنوات السابقة، كان هناك أقل عدد من الأشخاص في مسيرة هذا العام، بينما سعت الجمهورية الإسلامية لإظهار قوتها بالإكراه والتهديد.