إيران... دعوات لتظاهرات حاشدة اليوم وغداً

تستمر الاحتجاجات بعد ما يقارب من شهر من بدأها في جميع أنحاء البلاد، وسط تداول مقاطع فيديو دامية على مواقع التواصل تظهر قمع المتظاهرين بالقوة.

مركز الأخبار ـ على الرغم من كافة أساليب العنف التي واجهت بها القوى الأمنية المحتجين في إيران، والترهيب القضائي، وجه ناشطون في مدينة الأهواز دعوات لتظاهرات حاشدة.

دعا عشرات الناشطين/ات و"شباب أحياء طهران" إلى تجمعات احتجاجية اليوم الجمعة 14 تشرين الأول/أكتوبر، وغداً السبت بجميع مدن خوزستان، والانضمام إلى حركة الاحتجاج العامة في البلاد.

واستمرت الاحتجاجات الليلية في طهران، وبالإضافة إلى ترديد الشعارات من خلف النوافذ وإطلاق أبواق السیارات للاحتجاج في الشوارع، تجمع المتظاهرون في منطقة "شهرزيبا" ورددوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني.

وقالت مجموعة "شباب أحياء طهران" أن "وجودنا في الشارع قرابة الشهر علامة على البداية ومقدمة لتحرير إيران والعالم من براثن هذا النظام الفاشي. ورغم كل الضغوط والقمع، ما زلنا نضحي في الميدان، ونؤكد للجميع أنه مهما كان هذا الطريق صعباً وطويلاً، فسنقف معاً ونحن على يقين من أن هذا الجيل سيرى حرية إيران".

وكانت قد سارت طالبات أمس الخميس 13 تشرين الأول/أكتوبر، من دون حجاب في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران، وهن تهتفن "الموت للديكتاتور"، بحسب مقطع فيديو تم تداوله على وسائل الإعلام.

وقد أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لمحامين يرددون شعار "Jin Jiyan Azad"، وتُظهر مقاطع فيديو انتشرت على وسائل الإعلام، أن المتظاهرين نظموا مسيرات احتجاجية في مدن مختلفة بما في ذلك العاصمة طهران، وكرج، وشيراز، وسقز، وبوكان، وأراك، وشاهين شهر وساري وبوشهر ومشهد وأصفهان وقم وسوهانك وكرمان ورشت ولاهيجان ومهاباد.

 

ارتفاع عدد الضحايا والمعتقلين

وقالت منظمة "هنغاو" الحقوقية ومقرها النرويج، أن المحتجين في 10 مدن "واجهوا عنفاً كبيراً من قبل قوات الأمن" مساء الأربعاء 12 تشرين الأول/أكتوبر، وطالب مدير المنظمة محمود عامري مقدم "المجتمع الدولي بمنع وقوع المزيد من جرائم القتل في شرق كردستان".

وأتت تلك الأرقام بالتزامن مع حملة اعتقالات واسعة شنتها القوى الأمنية ضد تلاميذ المدارس، بالإضافة إلى طلاب الجامعات، فبحسب ما تم تداوله فقد فتشت شرطة مكافحة الشغب المنازل واعتقلت عشرات الشباب في مدينة سنه، واصفين الوضع بـ "المتوتر مع وجود مئات من ضباط الشرطة في شوارع المدينة".

وأدانت نقابة المعلمين الإيرانية نقل طلاب المدارس المعتقلين إلی مرکز الإصلاح والتربية وكتبت "الطالب الذي لم تتمكنوا من تربیته في المدارس بالطريقة التي ترغبونها، تريدون الآن توجيهه وتحذيره في معتقلات الإصلاح والتربية؟!".

وذكرت "الجمعية الإيرانية لحماية حقوق الطفل" أن 28 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم وسقط معظمهم في محافظة سيستان بلوشستان خلال قمع التظاهرات.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إنها قلقة جداً من معلومات تتحدث عن "مصرع وجرح واعتقال أطفال ومراهقين".

ويذكر أنه منذ 16 أيلول/سبتمبر الماضي تشهد البلاد احتجاجات إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.

 

مزيد من العقوبات

وأعلنت كندا، أمس الخميس، فرض مزيد من العقوبات على إيران على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد، وتطال العقوبات ثلاثة كيانات إيرانية و17 من الأفراد، من بينهم المدعي في محكمة الثورة الإيرانية سعيد مرتضوي، ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف ومسؤولون كبار في وسائل إعلام رسمية ووزير دفاع سابق.

وتحظر العقوبات الكندية التعامل مع الأشخاص والكيانات المستهدفة وتجمد أي أصول لهم في كندا، وتمنع الأشخاص الـ17 من دخول البلاد.

وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي أن "أفعال النظام الإيراني تتحدث عن نفسها، العالم شاهد لسنوات وهو يطبق أجندة عنف وخوف ودعاية".

وكانت كندا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستمنع نهائياً دخول أكثر من 10 آلاف من أفراد النظام الإيراني ومن بينهم أفراد الحرس الثوري الذي تتهمه أوتاوا بارتكاب أعمال "شائنة" ضد الشعب الإيراني، وفي المجموع فرضت كندا عقوبات على 83 إيرانياً و173 كياناً أسوة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة.