إيران... السلطات القضائية تتوعد بملاحقة النساء غير المحجبات

استمراراً للضغط على النساء ومعارضات الحجاب الإلزامي، اعتقلت عدة نساء من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة للسلطات الإيرانية، لعدم ارتدائهن الحجاب.

مركز الأخبار ـ بالرغم من القيود المفروضة على النساء والخطر المحدق بهن كالاحتجاز بتهمة مخالفة قواعد اللباس الإلزامية، إلا أنهن تظهرن بدون حجاب في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في أنحاء البلاد.

انتشرت خلال الأيام الأخيرة مقاطع مصورة لخلع فتيات في إيران وشرق كردستان الحجاب والاحتفال على مرأى ومسمع الناس في الشوارع، فضلاً عن انتشار مقاطع حول اشتباكات بالأيدي بين نساء من دون حجاب وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتعرضت امرأتان للاعتداء وتم اعتقال عدد من الأشخاص إثر هجوم شرطة الأخلاق على معارضي الحجاب الإلزامي، وبحسب الصور المنشورة في متجر بمدينة شانديز، فإن أعضاء هيئة الأمر بالمعروف بعد مشادة مع الامرأتين قاموا بصب دلو من اللبن عليهما، كما اعتقل خمسة من مناهضات الحجاب الإلزامي في مدينة ورزنه، بعد تدخل عدة أشخاص في نوع لباسهن ووقوع مشادة بينهم.

وقوبل ذلك برد فعل غاضب من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء المدنيين والسياسيين، ودعوا إلى معاقبة المسؤولين عن إهانة النساء.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم السبت الأول من نيسان/أبريل، أنه في ظل تزايد عدد النساء المتحديات لقواعد اللباس الإلزامية في إيران، هدد رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إجئي بملاحقة من تظهرن في الأماكن العامة غير محجبات "دون رأفة"، دون أن يحدد العقوبة.

وقال أن رجال إنفاذ القانون "ملزمون بإحالة الجرائم الواضحة وأي نوع من الإخلال بالقانون الديني في الأماكن العامة إلى السلطات القضائية".

وجاء التحذير في أعقاب نشر وزارة الداخلية الإيرانية الخميس 30 آذار/مارس الفائت، بياناً دعم قانون الحجاب الإلزامي للحكومة، ووصف الحجاب بأنه "من ركائز حضارة الشعب الإيراني" و"أحد المبادئ العملية لجمهورية إيران الإسلامية"، وإنه لن يكون هناك "تراجع أو تسامح" في هذا الشأن.

واتهمت الداخلية الإيرانية في بيانها "أجهزة أمن (أجنبية) بقيادة أناس" ووصفتهم بأنهم "فاسدو العقيدة في الخارج"، بتدبير "مشاريع مخطط لها" ضد الحجاب في إيران.

وعلق إمام جمعة طهران محمد حسن أبوترابي فرد المعين من قبل خامنئي، على رفض النساء ارتداء الحجاب قائلاً "إن الرجال والنساء المصلين لن يتركوا غير المحجبات دون حساب"، وهو ما يؤكد استمرار مضايقات السلطات لمن ترفضن قوانين النظام في موضوع الحجاب.

وخلع عدد كبير من النساء في إيران وشرق كردستان الحجاب الإلزامي بعد مقتل الشابة جينا أميني من قبل شرطة الأخلاق في أيلول/سبتمبر الماضي، بذريعة عدم ارتدائها الحجاب بشكل جيد، وعلى إثرها اندلعت احتجاجات شعبية انتشرت في كافة أنحاء البلاد والتي لا تزال مستمرة.