أوكرانيا... بعثة الأمم المتحدة توثق حالات تعذيب وانتهاكات

أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، على تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا في ظل الحرب الدائرة في البلاد.

مركز الأخبار ـ وثقت بعثة الأمم المتحدة حالات تعذيب وسوء معاملة بين أسرى الحرب المحتجزين.

في مؤتمر صحفي عقد أمس الجمعة 9أيلول/سبتمبر، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة ماتيلدا بوغنر، أنها تستلم بشكل يومي تقارير تفديد بأن عدد الضحايا الذين يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان في سياق النزاع المسلح تصاعدت في أعقاب الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وأوضحت أن "البعثة منحت حق الوصول دون عوائق إلى أماكن الاعتقال والاحتجاز في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، إلا أن الاتحاد الروسي لم يسمح لها بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين على أراضيه أو في الأراضي التي يحتلها، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة والجماعات المسلحة التابعة لها"، مطالبةً روسيا بالنظر في الإفراج الفوري عن عدد من أسيرات الحرب الحوامل المحتجزات في أماكن تسيطر عليها لأسباب إنسانية.

وأشارت إلى أنه "قمنا بتوثيق حالات التعذيب وسوء المعاملة لأسرى الحرب عادة عند القبض عليهم أثناء الاستجواب الأول أو نقلهم إلى معسكرات الاعتقال، بينما لم تحظ جزيرة القرم التي يحتلها الاتحاد الروسي منذ 2014، باهتمام كبير في الأشهر الأخيرة"، مبينةً أن المنطقة شهدت تدهوراً كبيراً في حقوق الإنسان هناك.

ولفتت إلى أنه من بين الانتهاكات الممارسة "القيود المفروضة على ممارسة الحريات الأساسية، والتعذيب، وسوء المعاملة، والاختفاء القسري، والاعتقالات التعسفية، وانتهاكات الحق في محاكمة عادلة، فضلاً عن عدم المساءلة عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان"، معربة عن قلقها من "أن تتكرر أنماط انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في شبه جزيرة القرم منذ عام 2014".

وتابعت ماتيلدا بوغنر "المعلمون في القرم الذين رفضوا تأييد ما يسمى بـ "العملية العسكرية الخاصة"، يواجهون عمليات انتقام وعقوبات، وتم اعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان ومحاكمتهم بسبب عملهم، وتعرض محامو الدفاع للترهيب".

كما وثقت البعثة أيضاً اعتقالات تعسفية وتعذيب للأشخاص الذين تم القبض عليهم في منطقة خيرسون الواقعة تحت سيطرة روسيا ونقلهم إلى شبه جزيرة القرم، كما أوضحت رئيسة بعثة الأمم المتحدة ماتيلدا بوغنر.

وأضافت "يخضع الرجال الذين يعبرون خط الحدود الإدارية من أوكرانيا القارية إلى شبه جزيرة القرم لما يسمى "الفرز" من قبل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عند نقاط التفتيش، ووفقاً لتقارير موثوقة تلقتها بعثتنا، فإن هذا يعرضهم لخطر الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة".

كما أشارت إلى أن "سكان القرم ما زالوا يواجهون الترهيب، والمضايقة، ومداهمات الشرطة، وتفتيش المنازل، والمقاضاة في قضايا الإرهاب، والجرائم المتعلقة بالتطرف، والتي غالباً ما لا تفي بمعايير حقوق الإنسان، علاوة على ذلك يستمر ترحيل محتجزي سكان القرم إلى مناطق نائية من الاتحاد الروسي لقضاء مدة عقوبتهم".

وأكدت ماتيلدا بوغنر أن "بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا ستواصل التوثيق والإبلاغ عن الحقائق على الأرض، لإيصال أصوات الضحايا"، وشددت على أن هذا يعتبر جزءاً أساسياً من الجهود لمنع المزيد من الانتهاكات ومحاسبة أولئك الذين ارتكبوا الانتهاكات بالفعل، وسيتم إدراج المزيد من النتائج التي توصلت إليها البعثة بشأن تأثير الهجوم الروسي المسلح على حقوق الإنسان في أوكرانيا في التقرير المقبل المقرر إصداره في 27 أيلول/سبتمبر.