اتحاد المرأة الشابة يفتتح دورة تدريبية لتمكين الشابات

في خطوة جديدة نحو تمكين المرأة وتنمية المهارات الحرفية لدى الشابات، افتتح اتحاد المرأة الشابة في مدينة هجين بمقاطعة دير الزور دورة تدريبية متخصصة في مجال الخياطة.

زينب خليف

دير الزور ـ ضمن مشروع تنموي يهدف إلى تأهيل النساء والفتيات لدخول سوق العمل، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة افتتح اتحاد المرأة الشابة في مدينة هجين بمقاطعة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا دورة تدريبية متخصصة في مجال الخياطة.

تأتي هذه المبادرة لدعم الأيدي العاملة المحلية وتعزيز فرص العمل لدى الشباب والشابات في المنطقة، ومن المقرر أن تحصل المتدرّبات اللاتي يُنهين البرنامج التدريبي بنجاح، على شهادات موثّقة من اتحاد المرأة الشابة ومعترف بها محلياً، مما يعزز فرصهن في الحصول على عمل أو بدء مشاريعهن الخاصة.

وشهد اليوم الأول من افتتاح الدورة إقبالاً ملحوظاً من المتدربات، وسط أجواء من الحماسة والرغبة الجادة في التعلم، وتخضع المشاركات لتدريبات مكثفة تجمع بين الجوانب النظرية والتطبيق العملي، تغطي أساسيات الخياطة، القص، تصميم الملابس، وتنسيق الأقمشة.

وأكدت المشرفة على الدورة بشاير العلي أن هذه الدورة تأتي كجزء من سلسلة مبادرات موجهة نحو بناء قدرات الشابات في المنطقة، عبر تمكينهن من امتلاك مهارات مهنية يمكن استثمارها في سوق العمل المحلي أو في إنشاء مشاريع صغيرة خاصة بهن.

وأشارت إلى أن البرنامج التدريبي يمتد لـ 20 يوم، وستُمنح المتدربات الناجحات شهادات موثقة ومعترف بها محلياً، ما يعزز فرصهن في إيجاد فرص عمل أو بدء مشاريع منزلية خاصة، وهو ما يتماشى مع هدف الاتحاد في تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم الأيدي العاملة النسوية.

ولفتت إلى أن الدورة انطلقت منذ الخامس عشر من حزيران/يونيو، وتضم عشرين طالبة، تتلقين تدريباً عملياً ممنهجاً يبدأ بأساسيات الخياطة، ثم ينتقل إلى المهارات المتقدمة "بدأنا مع المتدربات من الصفر، من تعليم القص وأخذ المقاسات، وهي خطوات أساسية في الخياطة. ثم ننتقل إلى تركيب الأزرار، واستخدام ماكينات الخياطة، بالإضافة إلى حياكة "الشام"، وهي من الزخارف المعروفة محلياً".

وأوضحت أن "الوضع الاقتصادي دفع الكثير من النساء إلى البحث عن فرص بديلة للدخل، ونحن هنا نحاول تعليم الفتيات والنساء اللواتي لا تمتلكن أي خبرة، وكل يوم نلاحظ تطور في مستواهن، وهذا يدل على مدى الفائدة. عدد من المشاركات أبدين رغبة فعلية في فتح مشاريع خياطة خاصة بهن بعد انتهاء الدورة".

وأكدت بشاير العلي على أن أهمية الدورة تتعدى الجانب المهني، بل تشمل التأهيل الاجتماعي والنفسي أيضاً، لما توفره من بيئة تعليمية آمنة ومحفزة "أتمنى أن يكون هذا المشروع بوابة لدورات إضافية، ليس فقط في الخياطة، بل في مجالات ضرورية مثل محو الأمية، التمريض، والحاسوب، فهذه المهارات تفتح أبواباً حقيقية لمستقبل الفتيات في المنطقة".

وأوضحت أن هذه المبادرة جزء من رؤية استراتيجية طويلة المدى، تهدف إلى تقديم برامج تدريبية مستدامة تشمل مجالات مختلفة، مثل الإدارة المكتبية، الإسعافات الأولية، والمهارات الرقمية، بما يعزز الاعتماد على الذات لدى النساء ويخلق بيئة اقتصادية أكثر توازناً في مجتمع هجين.

وتُعَد هذه الدورة نموذجاً ناجحاً لمبادرات المجتمع المدني، التي تنسجم مع الواقع المحلي وتسهم في تقديم حلول عملية تتناسب مع احتياجات النساء في المناطق المتأثرة اقتصادياً. فهي لا تمنحهن فقط حرفة، بل تمنحهن فرصة لبناء مستقبل مستقل عبر أدوات واقعية قابلة للتحقيق.