اتحاد إعلام المرأة يستعد لعقد كونفرانسه الرابع

أكدت الناطقة باسم (YRJ) آرين سويد، على أن ثورة 19 تموز مهّدت لتأسيس إعلام نسوي منظم، مشيرةً إلى أن كونفرانس اتحاد إعلام المرأة (YRJ) الذي سيعقد قريباً، يمثل محطة مفصلية لتقييم الأداء وتطوير النظام الداخلي.

نغم جاجان

قامشلو ـ يستعد اتحاد إعلام المرأة (YRJ) في إقليم شمال وشرق سوريا، لعقد كونفرانسه الرابع، المقرر تنظيمه في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وسط تطلعات لتعزيز دور المرأة في الإعلام وتطوير الخطاب الديمقراطي.

يسعى اتحاد إعلام المرأة (YRJ) من خلال كونفرانسه الرابع إلى ترسيخ بنية تنظيمية مؤثرة تُبرز أهمية المرحلة الراهنة التي تواجه فيها المرأة تحديات إعلامية في المنطقة، وتشمل التحضيرات تنظيم جلسات حوارية لتقييم واقع الإعلام من منظور نسوي، واستقبال الصحفيات والناشطات المشاركات من مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، بما يعكس تنوع التجارب ويعزز النقاش حول تطوير الخطاب الإعلامي النسوي.

 

اتحاد إعلام المرأة مسيرة نضال وتأسيس

وأكدت الناطقة باسم اتحاد إعلام المرأة (YRJ) آرين سويد، على أهمية هذه الخطوة في تعزيز حضور المرأة في المشهد الإعلامي وتطوير الخطاب الديمقراطي من منظور نسوي.

وأشارت إلى غياب أي إطار تنظيمي يجمع الصحفيات خلال فترة حكم النظام السوري السابق، موضحةً أن انطلاق الأزمة السورية شكّل نقطة تحول، حيث وجدت الصحفيات أنفسهن في قلب الأحداث، يواجهن التحديات بشكل مباشر ويتعرضن لضغوط كبيرة.

وأضافت أن الصحفيات خلال تلك المرحلة واجهن صعوبات جمّة في ممارسة العمل الإعلامي، في ظل غياب الدعم والتنظيم الذي يضمن لهن الاستمرار والمشاركة الفاعلة، موضحةً أن دراسة الصحافة في تلك الفترة كانت محصورة على المنتمين أو المؤيدين للنظام السوري السابق، حيث لم يكن يُسمح لغيرهم بالالتحاق بكلية الإعلام أو الحصول على فرصة تعليمية في هذا المجال.

وأكدت أن البيئة السياسية والاجتماعية آنذاك كانت تُقيّد المرأة بشكل كبير، وتحول دون تحقيق طموحاتها في أن تصبح صحفية مستقلة، مشيرةً إلى أن عدد من اختاروا دراسة الصحافة في تلك الفترة كان محدوداً جداً، نتيجة هذه القيود والتمييز الممنهج.

ولفتت إلى أن الصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا بذلن جهوداً كبيرة لترسيخ إعلام نسوي يعكس واقع المرأة وتطلعاتها "انطلاقة ثورة 19 تموز في هذه المناطق وفّرت أرضية إعلامية قوية، مستندة إلى إرث نضالي طويل، حيث استلهمت الصحفيات من تجارب رائدات مثل غربتلي أرسوز ونوجيان أرهان، وصولاً إلى رفيقات اليوم اللواتي يواصلن مسيرة المقاومة".

وأضافت أن هذه التجارب دفعت الصحفيات إلى تأسيس بنية تنظيمية تحمي حقوق المرأة، وتُحدث تغييراً في لغة النشر، وتُنتج سياسات إعلامية خاصة تعبّر عن قضايا المرأة من منظور تحرري.

 

تجارب رائدات تلهم الصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا

خلال الكونفرانس الثالث لاتحاد إعلام المرأة (YRJ) الذي عُقد عام 2020، تم الإعلان رسمياً عن تأسيس الاتحاد تحت هذا الاسم، بحسب آرين سويد، مضيفةً أن التنظيم الإعلامي للصحفيات كان موجوداً قبل ذلك، لكن الكونفرانس شكّل نقطة تحول مهمة في مسيرة الاتحاد.

وأكدت أن التحضيرات للكونفرانس الرابع تستند إلى هذا الإرث النضالي، مشيرةً إلى أن الكونفرانس يمثل محطة مفصلية في تطور العمل الإعلامي النسوي، وجاء ثمرة لجهود كبيرة ومسارات مقاومة خاضتها العديد من الصحفيات للوصول إلى المستوى الذي يشهده الاتحاد اليوم.

وأوضحت آرين سويد أن كونفرانس اتحاد إعلام المرأة (YRJ) شهد تشكيل لجان تنظيمية، وأن عدد الصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا تجاوز 500 صحفية "هذا الحضور الواسع يمنحنا دفعة معنوية كبيرة ويجدد عهدنا لرفيقاتنا الشهيدات بمواصلة الطريق"، لافتةً إلى أنه "تم تأسيس ثلاث لجان تحضيرية تتولى تنظيم الكونفرانس، وتعمل على تطوير النظام الداخلي للاتحاد بما يواكب تطلعاتنا ويعزز دور المرأة في الإعلام".

 

تحولات إعلامية نسوية

وأشارت آرين سويد إلى ضرورة إجراء تعديلات على النظام الداخلي لاتحاد إعلام المرأة (YRJ)، موضحةً أن التطورات التي شهدتها الساحة السورية منذ عام 2020 وحتى اليوم تفرض مراجعة بعض البنود وإعادة تقييمها.

وأضافت أن الهدف الأساسي من الكونفرانس مراجعة منشورات الاتحاد خلال السنوات الماضية، وتقييم أداء الهيئات القيادية مثل الهيئة الإدارية، مجلس الاتحاد، والممثلين، من حيث طبيعة عملهم، ومدى تحقيق الأهداف التي تم وضعها سابقاً، وما لم يتم إنجازه، وذلك بهدف تطوير آليات العمل وتعزيز دور المرأة في الإعلام بشكل أكثر فاعلية.

وذكرت آرين سويد أن كونفرانس اتحاد إعلام المرأة (YRJ) الرابع سيُعقد في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر بمدينة قامشلو، مشيرةً إلى أن الكونفرانس يُعد محطة أساسية لتحقيق الأهداف التي وضعها الاتحاد في مسيرته، مضيفةً أن الاتحاد يسعى إلى تنظيم كونفرانس دوري كل عامين، إلا أن الظروف والتحديات التي تمر بها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تسببت في تأجيل انعقاده، مشيرةً إلى أن 170 مندوبة ستشاركن في الكونفرانس المقبل، وهو ما يعكس اتساع قاعدة العمل الإعلامي النسوي ويمنح دفعة قوية لاستمرار النضال والتطوير.

والجدير بالذكر أن اتحاد إعلام المرأة كان قد عقد أولى كونفرانسه عام 2013، تلاه الكونفرانس الثاني عام 2016، ثم الثالث عام 2020.