استراتيجية واهداف ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا (1)
مثل مؤتمر ستار الأرضية لعشرات المؤسسات والاتحادات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250210-img-9871-jpge4cacf-image.jpg)
من مجموعة صغيرة إلى أرضية لثورة المرأة
سيلفا الإبراهيم
الحسكةـ لعب مؤتمر ستار دوراً ريادياً في تأسيس أرضية لثورة المرأة، لينقل فيما بعد تجربته لنساء إقليم شمال وشرق سوريا، ليصبح في صدارة النضال النسوي الذي يقتدى به.
أضحت تجربة مؤتمر ستار أرضية تستند إليها النساء ليناضلن على أساسه في كافة ميادين الحياة، والمنعطف الذي انطلقت على إرثه ثورة المرأة خلال الأزمة السورية، وتقول العضوة الإدارية للجان التدريب في مؤتمر ستار بريفان يونس عن الأرضية التي مثلها مؤتمر ستار لثورة المرأة "مع بدء الحراك الشعبي في سوريا من مدينة درعا سارعت مناطق روج آفا بتنظيم نفسها بريادة النساء اللواتي كن مهمشات ومستبعدات عن تمثيل أنفسهن في مجالات الحياة إبان حكم نظام البعث، فيما يعتبر إشراك المرأة في كافة مجالات الحياة الأساسية من حقوقها الطبيعية".
ولفتت إلى أن "الذهنية الذكورية دائماً ما تقمع دور المرأة وتجعلها في المرتبة الثانية أي أقل شأناً من الرجل ليؤطر دورها في مجالات معينة كالتدريس وتربية الأطفال، بينما في إقليم شمال وشرق سوريا استندت المرأة على مورث نسائي وخاضت نضالاً في كافة مجالات الحياة".
"مؤتمر ستار إرث نضالي استندت عليه ثورة المرأة"
تأسس مؤتمر ستار "اتحاد ستار سابقاً" في 20كانون الثاني/يناير 2005 أي قبل الحراك الشعبي في سوريا بستة أعوام والذي مثل إرث نضالي لثورة المرأة، وأكدت بريفان يونس أنه "نعتز بهذا الإرث النضالي الذي تأسس قبل عقدين من الزمن بمجموعة صغيرة من النساء، متخذةً من التنظيم والتدريب والحرية والانتفاضة في وجه كافة أشكال النمطية التي فرضت عليها أساساً في نضالها مما أثر على شريحة كبيرة من النساء وبهذا الشكل وضعت المرأة حجر الأساس لتنظيم نفسها وهذا ما ساعدها خلال الأزمة التي مرت بها سوريا".
ونوهت إلى النضال على صعيد الحماية "لتحمي المرأة مكتسباتها نظمت نفسها عبر الحماية الجوهرية و(الأمن الداخلي – للمرأة)، إلى جانب تأسيس مجلس عدالة المرأة ووضع قوانين تحمي النساء وتم تأسيس دور معنية بقضايا النساء الاجتماعية".
وإلى جانب ذلك تم تأسيس أكاديميات فكرية خاصة بالمرأة تجاوز عددها الـ 20 أكاديمية حملت على عاتقها توعية النساء والرفع من كفاءاتهن، لتمثل شكلاً ومضموناً الرئاسة المشتركة في جميع المناصب القيادية والإدارية على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وجميع المكاتب والهيئات التابعة لها، وهذا سائر في هيكلية الإدارة الذاتية بدءاً من أصغر خلية وهي الكومين".
ولفتت إلى أن "مؤتمر ستار لعب دوراً ريادياً لانطلاقة جديدة ليكون منارة وصل نورها إلى جميع النساء، وعزز نضال المرأة خلال الأزمة السورية من خلال ضم شريحة كبيرة من النساء إلى صفوفه".
"انخراط النساء في المناطق التي تحررت من داعش في ثورة المرأة"
وأفادت بريفان يونس بأن نضال المرأة لم يبقى محصوراً في مدن روج آفا "بعد أن تحررت مدن منبج والرقة والطبقة ودير الزور من داعش سارعت النساء لتنظيم أنفسهن وتأسيس تنظيمات نسائية اقتدت بتجربتنا وانخرطت في النضال النسوي الأمر الذي ساهم في تقوية نضالنا وتضافر جهودنا في إقليم شمال وشرق سوريا، ويعتبر الآن تجمع نساء زنوبيا بمثابة مؤتمر ستار في المناطق المحررة، وتمنح الإدارة الذاتية نسبة 50 بالمئة لتمثيل النساء في جميع المؤسسات للعب دورهن وقيادة المرحلة".
"النضال على الصعيد الاجتماعي ليس كافياً"
بعد أن انخرطت المرأة في المجال الاجتماعي والإداري خاضت النضال على الصعيد الاقتصادي والسياسي أيضاً هذا ما قالته بريفان يونس وأكدت أنه "إن لم يكن هناك نضال على الصعيد الاقتصادي والسياسي ستكون الجهود على المستوى الاجتماعي غير كافية، لذا عملنا كمؤتمر ستار على افتتاح العديد من اللجان لتعزيز دور المرأة وإشراك أكبر عدد من النساء، ويعد مؤتمر ستار مرجعية لكافة النساء في المنطقة".
وأوضحت "خلال هذا النضال استطاعت النساء من المكونات والمعتقدات الأخرى أيضاً تنظيم أنفسهن فهناك اتحادي المرأة السريانية والأرمنية وكذلك مجلس المرأة الإيزيدية ومجلس المرأة في شمال شرق سوريا كمظلة تجمع كافة مؤسسات النساء في الإقليم، إضافةً لمجلس المرأة السورية الذي يضم كل نساء سوريا".
وبحسب ما أفاد به مجلس المرأة لشمال وشرق سوريا لوكالتنا، فإن أكثر من 50 مؤسسة وتنظيم وحركة واتحاد ومكتب نسائي ينضوي تحت سقفها، وهي مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية وقضائية وتشريعية ودينية.
"أصبحت الريادية بدل الضحية"
المرأة ضحية في جميع الثورات حتى تلك التي تشارك فيها وذلك لعدم وجود ضمانات لها بعد انتصار الثورات، حول هذا اعتبرت بريفان يونس أن "المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قلبت الآية وبدلاً من أن تكون الضحية والقربان للحرب، جاء تأسيس وحدات حماية المرأة إلى جانب وحدات حماية الشعب، كضمان لحقها إلى جانب مؤسسات الحماية التي ذكرت آنفاً".
وأضافت "ولنعزز ذلك تشريعياً وحقوقياً تم سن قوانين تضمن ذلك والذي كان يسمى في بادئ الأمر 'مبادئ المرأة' ولكن مؤخراً عملنا على صياغتها كقانون للأسرة والذي فيه نضمن حقوق المرأة والطفل" معتبرة أن "الأسرة التي تكون فيها حقوق المرأة محفوظة ستكون أساساً لبناء مجتمع راقي، ونقضي بذلك على الطبقية التي تعتبر من مخلفات الذهنية الذكورية".
كما أكدت أنه لم يتم الاكتفاء بذلك "تم العمل على صياغة العقد الاجتماعي والذي ضمن حقوق المرأة بشكل منصف مع الرجل، وحالياً نحن بصدد صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة ليضمن حقوق النساء في الإقليم من أجل المشاركة في دستور سوريا الجديد، وسيصبح ذلك ضمان لمستقبل النساء وكينونتهن في سوريا عامةً بعد التضحيات الكبيرة التي قدمنها طيلة سنوات الحرب".
وفي ختام حديثها قالت العضوة الإدارية للجان التدريب في مؤتمر ستار بريفان يونس "سوريا صاحبة الحضارة ولها تاريخ عريق من النضال، وزنوبيا ملكة تدمر خاضت نضالاً وكفاحاً طويلاً ضد الظلم والاستعمار، ونعتبر ذلك إرثاً تاريخياً نستند إليه لنكمل بها مسيرة نضالنا وكفاحنا، فمن هذا المنطلق بدأنا ثورتنا وعلى هذا الأساس سنستمر أيضاً، ولدينا تواصل مع النساء في الداخل السوري من مختلف المدن، ونحن على استعداد دائم لمشاركة تجربتنا هذه مع جميع النساء لنقف صفاً وفكراً ويداً واحدة لنضمن مشروعنا الحر للنساء السوريات وكفاحهن في دستور سوريا الجديد".