استمرار الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني وإعلان الحداد العام

أثارت وفاة الإيرانية مهسا أميني جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وانطلقت مطالب بإعادة النظر في ترتيبات الشرطة لمواجهة انتهاك القانون المرتبط بالحجاب في الأماكن العامة.

مركز الأخبار ـ اندلعت احتجاجات نسائية بخلع الحجاب في إيران أثناء تشييع جنازة الإيرانية مهسا أميني، التي توفيت بعد أن اعتقلتها "شرطة الآداب" في طهران.

أدان العديد من النشطاء والحقوقيين والمنظمات الدولية وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، ووصفوها بانتهاك صارخ ومروع لحقوق الإنسان، مطالبين بضرورة محاسبة النظام الإيراني على هذه الجرائم.

وقد أعلنت الأحزاب الكردية وولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، الحداد العام والإضراب يومي 18 ـ 19 أيلول/سبتمبر، تزامناً مع انتشار الغضب الشعبي والاحتجاجات على مقتل مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، بعد اعتقالها من قبل عناصر دوريات الإرشاد، فيما تواصل السلطات الإيرانية إنكار مسؤولية النظام في الحادث.

وأعلنت الأحزاب الكردية في شرق كردستان والنشطاء المدنيون والسياسيون، اليوم الأحد 18 أيلول/سبتمبر، إضراباً عاماً في المحافظات الكردية حيث تنتمي مهسا أميني إلى مدينة سقز بشرق كردستان.

وفي الدعوة التي نشرها "مركز تعاون أحزاب كردستان الإيرانية"، طلب المركز من جميع الأهالي والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ونشطاء حقوق الإنسان المشاركة في الإضراب.

من جانبه أعلن ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، اليوم الأحد وغداً الاثنين حداداً عاماً للإيرانيين، "مقتل مهسا أميني الصادم على يد نظام الجمهورية الإسلامية المناهض لإيران والمعادي للمرأة أضر بمشاعر الأمة الإيرانية. هذا الشعور العام، والحداد الوطني، والغضب، هو رمز لقرار شعب يقف في وجه الموت للحصول على حقوقه".

وأضاف "المقاومة الشديدة التي امتدت 43 عاماً والتي تزينت بدم ندا آقا سلطان لن تنتهي بدم مهسا... نحن بحاجة إلى ربط هذا الحزن والغضب بالتضامن الوطني والأمل بغد خالٍ من ظلم الجمهورية الإسلامية".

في بيان رداً على "الموت المفجع لمهسا أميني على يد النظام المناهض للمرأة في الجمهورية الإسلامية" قالت فرح بهلوي زوجة شاه إيران السابق "مرة أخرى، مات أحد أبناء إيران على يد نظام مناهض لإيران".

وتجاوز هاشتاغ "#مهسا أميني" على موقع التواصل الاجتماعي توتير، باللغة الفارسية المليونين، فبعد أن دخلت مهسا أميني في غيبوبة وتوفيت إثر القبض عليها من قبل "شرطة الإرشاد" الإيرانية، عبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن احتجاجهم باستخدام هاشتاغ #مهسا أميني وحولوه إلى واحد من أهم الهاشتاغات.

 

العودة إلى الحادثة

أوقفت دورية من "شرطة الأخلاق" التي تطبق قواعد صارمة على النساء، مثل ارتداء الحجاب الإلزامي، مساء الثلاثاء 13 أيلول/سبتمبر، مهسا أميني وعائلتها، الذين كانوا قد سافروا من شرق كردستان لزيارة أقاربهم في العاصمة طهران.

وقال نشطاء حقوق الإنسان الذين تحدثوا إلى العائلة إن الشرطة قبضت على مهسا أميني وأجبروها على أن تستقل سيارة تابعة للشرطة بزعم عدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة المتعلقة بارتداء حجاب لتغطية الرأس.

وحاول شقيقها التدخل وقيل له إن أخته ستنقل إلى مركز الشرطة لمدة ساعة واحدة "لإعادة تثقيفها"، إلا أنه لم يرى أخته حية مرة أخرى فبينما كان ينتظر خروجها من مركز الشرطة، توقفت سيارة إسعاف وأخذت أخته سراً إلى المستشفى كما أوضح.

وأكد شهود عيان إن أفراداً من الشرطة قد ضربوها بعد أن اقتادوها إلى سيارة، ودخلت في غيبوبة فيما بعد، وهي المزاعم التي نفتها الشرطة الإيرانية.

وأعلن مكتب الطب الشرعي للقضاء الإيراني أنه يحتاج لثلاثة أسابيع من أجل إصدار تقرير شامل عن أسباب وفاة الشابة.

وذكرت تقارير أن بعض النساء خلعن الحجاب "غطاء الرأس" في جنازة مهسا أميني، احتجاجاً على إجبارهن على ارتداء الحجاب.

ونشرت صورة شاهد قبر مهسا أميني على وسائل التواصل الاجتماعي مكتوب على القبر "لم تموتي. سيكون اسمك رمزاً".

 

الحجاب الإجباري

منذ الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران، يتم إلزام النساء قانوناً بارتداء ملابس "إسلامية" محتشمة، أي يجب على النساء ارتداء شادور، أو عباءة لكامل الجسم، أو غطاء رأس ومعطف يغطي أذرعهن.

وفي السنوات الأخيرة شهدت العديد من المدن الإيرانية، منذ كانون الأول/ديسمبر 2017، موجة اعتصامات واحتجاج عدد من الفتيات ضد الحجاب، والتي جوبهت بالقمع.

وقبل أيام، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً بعنوان "باستخدام تقنية التعرف على الوجوه"، قالت فيه إن "السلطات الإيرانية تعمل على استخدام تقنية التعرف على الوجوه في وسائل النقل العامة لتحديد هويات النساء اللواتي يرفضن الالتزام بقانون صارم يلزمهن بارتداء الحجاب، قانون إيراني جديد يضع شروطاً لملابس النساء".