"أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان"... حملة شعبية تتجاوز السياسة نحو الوعي
أعلنت مجموعة من شابات مدينة كوباني عن انضمامهن إلى حملة "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان"، تعبيراً عن تمسكهن بقضية الحرية والإرادة الشعبية، كما جاء إعلانهن كصرخة نضال، مبينين بأن لقاءهم ليس مجرد أمنية بل حق يسعين لتحقيقه بإصرار وعزيمة لا تلين.

إيلفين محمد
كوباني ـ في أعقاب دعوة القائد عبد الله أوجلان، استجابت الجماهير الكردية وأصدقاؤها بإطلاق حملة بعنوان "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان"، فتحوّلت إلى صوت جماعي يُعبّر عن الأمل والتطلع نحو مستقبل تسوده العدالة والحرية، وانتشرت فعاليات الحملة في أنحاء كردستان وعدة مدن أوروبية.
من قلب كوباني في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، عبّرت مجموعة من الشابات عن التزامهن العميق بمبادئ وفكر القائد عبد الله أوجلان، الذي كان مصدر إلهام في مسيرتهن الذاتية، وبثقة راسخة وروح نضالية، أعلنّ دعماً كاملاً لحملة "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان"، مؤكدات أن هذه الحملة لا تمثل فقط مطلباً سياسياً، بل هي امتداد لنضال طويل نحو الحرية والكرامة والوعي المجتمعي.
"دعوة القائد أوجلان الحل لجميع الأزمات والصراعات"
لفتت آفاشين مستو الانتباه إلى أهمية دعوة القائد أوجلان "لقد أحدثت تغييرات جوهرية وملموسة في أجزاء كردستان الأربعة والعالم، وغيّرت مسار المرحلة بشكل جذري، وبدعوة السلام والمجتمع الديمقراطي أكد مجدداً أن مفتاح حل جميع الصراعات في جعبته، خصوصاً وأننا نعيش حرب عالمية ثالثة، فإن هذه الدعوة قادرة على وضع حدٍّ لهذه الحرب والمجازر التي تحدث، لذلك، فإن الدعوة جاءت في الوقت المناسب، ويجب تطبيقها فوراً".
"لم تتخذ الدولة التركية أي خطوات حتى الآن"
ولفتت إلى أن الاحتلال التركي لم يتخذ أي خطوات ملموسة حتى الآن "إن دعوة القائد أوجلان تاريخية ولاقت صدىً واسعاً في أوساط السلام والديمقراطية في أنحاء العالم، وقد حملت معها دوراً مهماً، وقد عبّر الجميع عن آرائهم فيها وأحدثوا تغييرات على أساسها"، متأسفة على أن "الدولة التركية لم تحدث أي تغييرات تُواكب العملية الحالية، كان ينبغي أولاً تحسين الظروف التي يعيش فيها القائد أوجلان، ثم اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ هذه الدعوة التاريخية، يمكننا القول إن القائد أوجلان قام بواجبه، كما أظهرت حركة التحرر الكردستانية موقفها المنسجم مع الدعوة".
"سنشارك في الحملة بإخلاص كبير"
وأعربت آفاشين مستو عن دعمها العميق لحملة "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان"، موضحةً أنها جاءت استجابة لتجميد حالة الحل السياسي رغم دعوة القائد عبد الله أوجلان لحل حركة التحرر الكردستانية والسير نحو السلام، "إن مناصريه وفي مقدمتهم الشابات، أطلقوا هذه المبادرة تعبيراً عن رغبتهم الحقيقية في لقائه".
وأكدت أن الشابات تعتبرن القائد أوجلان رمزاً للحرية والوعي، وهو من قدم الكثير من الأفكار التي ساهمت في نهضة المجتمع، مضيفةً أن الحملة تمثل لهن أكثر من مطلب؛ إنها استمرار لمسيرة الوعي والحرية، وأنهن ستواصلن النضال والمشاركة فيها حتى يتحقق اللقاء، لأن القائد أوجلان يؤمن بدور الشابات في بناء مجتمع حر ويدفعهن لاكتشاف قوتهن الذاتية، ولهذا، فإن رؤيته ولقاءه ليست مجرد رغبة، بل حلم ينتظر التحقيق.
"حلمنا هو رؤية القائد أوجلان"
وفي مستهل حديثها، وصفت نارين محمد دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" بأنها لحظة تاريخية تركت بصمتها في العالم، مشيرةً إلى أن القائد أوجلان دعا حينها إلى حل حركة التحرر الكردستانية، وبالفعل، استجابت الحركة لهذه الدعوة وحلّت الهيكلية التنظيمية للحزب إلى الجانب وقف الكفاح المسلح.
ورغم هذا التطور الجوهري، قالت نارين محمد إنه من المفترض أن تكون هناك خطوات مقابلة لتحسين الظروف التي يعيشها القائد أوجلان، أو على الأقل أن تبادر الدولة التركية إلى إيجاد حل لقضيته، إلا أن الصمت لا يزال سائداً.
من هذا المنطلق، شددت على أن المطالبة بالحرية الجسدية للقائد ستبقى مستمرة، مؤكدةً أن الحملة التي انطلقت في مختلف الأماكن جاءت كردّ فعل على هذا الجمود، مشيرةً إلى أنه لم يكن قائداً عادياً، بل عرّف العالم بأفكاره وفلسفته، ولهذا فإن الطموح للقائه أو رؤيته الشخصية بات أمراً ملحّاً في هذا الوقت.