أرشيف اليمن... إرث يصارع الفناء ندوة لتسليط الضوء على التراث

نظمت مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية وبيت الصحافة في اليمن ندوة تحت عنوان "أرشيف اليمن.. إرث يصارع الفناء" لتسليط الضوء على الموروث السمعي والبصري القديم، والتأثيرات المباشرة للحرب عليه.

رانيا عبد الله

اليمن ـ أكدت المشاركات في الندوة على أهمية الحفاظ على التراث السمعي والبصري وضرورة ابتكار مبادرات لتوثيقه والحفاظ عليه من الضياع، ولإحيائه خصوصاً بعد أن تعرض للضياع أثناء فترة الحرب.

يعد اليوم العالمي للتراث السمعي البصري الذي يصادف السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، من كل عام، مناسبة مهمة لرفع الوعي بضرورة الحفاظ على هذه الثقافة التي تشكل موروثًا ثميناً لكل بلد، وبهذه المناسبة أقامت مؤسسة" أرنيادا" للتنمية الثقافية وبيت الصحافة، ندوة بعنوان "أرشيف اليمن.. إرث يصارع الفناء".

وتضمنت الندوة التي أقيمت في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، معرضاً مصغراً لصور أثرية، التقطت بعدسات محلية وأخرى أجنبية لسياح وسياسيين وأطباء وطيارين زاروا اليمن خلال القرن العشرين، واستعرضت أوراق عمل شملت أربعة محاور، الأرشيف الفوتوغرافي لمدينة تعز اليمنية، والأرشيف الصوتي لإذاعة تعز، والأرشيف البصري للتلفزيون اليمني، بالإضافة لأرشيف صحيفة الجمهورية التي كانت تصدر يومياً قبل الحرب.

وتناول المتحدثون التحديات التي تواجه التراث السمعي والبصري، وسبل أرشفتها، والتأثيرات المباشرة للحرب على أرشيف مختلف وسائل الإعلام، ومدى إمكانية استعادتها.

 

إذاعة تعز ومذيعتها

وعلى هامش الندوة قالت المذيعة أنسية محمد سعيد، والتي كانت تعمل في إذاعة تعز اليمنية منذ عام 1967 "أتمنى أن يتم الحفاظ على التراث السمعي الذي اجتهدنا في العمل عليه عن الجيل السابق، ويحافظوا على الوطن ومبادئ وأهداف الثورات".

وعن رحلتها الإذاعية التي بدأتها في وقت مبكر من عمرها أوضحت "عملت كمساهمة في الإذاعة التحقت للعمل فيها في عام 1967 من أجل برنامج الجنوب الثائر في عدن، أكملت الثانوية العامة والتحقت بجامعة الأزهر في القاهرة ودرست اللغة العربية وعدت إلى إذاعة تعز ثم توظفت فيها عام 1972 واستمريت في العمل حتى عام 2011"، مضيفةً أن "إذاعة تعز كانت بالنسبة لي الأم والأب والحياة فقد تربيت عليها وعشت معها، لكني لم أجد الأنصاف والتقدير".

من جانبها قالت الطالبة فريدة الحمادي "يعتبر اليوم العالمي لإحياء التراث السمعي والبصري مهم جداً نقيم خلالها فعاليات وأنشطة لأحياء تراثنا، لأنه من واجبنا توثيق تراثنا السمعي والبصري كقناة عدن وإذاعة تعز وللتعريف بتراثنا للأجيال الجديدة".

من جهتها قالت غزة يحيى السامعي "ندوة اليوم تعتبر ثقافة للمجتمع اليمني وكذلك حضور المعرض الأول لإحياء التراث السمعي والبصري والذي يعزز الخبرات والثقافات المتبادلة، ويوضح للحاضرين الهوية الثقافية اليمنية وكيفية المحافظة على التراث السمعي والبصري للأجيال القادمة".

بدورها أوضحت هناء الشرجبي "الندوة مفيدة ورائعة وتطرقت إلى الأرشيف السمعي والبصري وتعتبر هذه الورش والندوات مهمة لإحياء هذا التراث خصوصاً بعد أن تعرض التراث للتلف أثناء فترة الحرب".

وشهدت الندوة مداخلات عديدة من الحاضرين، الذين أكدوا على أهمية الحفاظ على التراث السمعي والبصري وضرورة ابتكار مبادرات لتوثيقه وحفظه من الضياع.

وعلى هامش الندوة عرض في معرض الصور المصغر، صوراً فوتوغرافية التقطها 14 مصوراً اجنبياً وعربياً منهم سفراء ودبلوماسيون وطيارون ومهندسون زاروا اليمن في فترات تاريخية سابقة ووثقوا الكثير من مشاهد الحياة ومعالمها.