مركز الأخبار ـ تعد مجلة Nature واحدة من أعرق وأهم المجلات العلمية في العالم، حيث تعتبر منصة رائدة تُنشر فيها الأبحاث الريادية في مختلف المجالات العلمية (الفيزياء، الأحياء، الكيمياء، الطب، إلخ) وتشتهر بانتقائيتها العالية وصعوبة النشر بها، مما يجعلها مرموقة للأخبار العلمية والاكتشافات الهامة عالمياً.

مجلة Nature الشهيرة قائمتها السنوية لأبرز عشر شخصيات في مجال العلوم والطبيعة لعام 2025، حيث ضمّت أربعة أسماء نسائية قدّمن إسهامات بارزة في القطاع الصحي، وأوضحت المجلة أن هذا الاختيار يسلّط الضوء على علماء استكشفوا آفاق الكون البعيدة وأعماق المحيطات السحيقة، إلى جانب مسؤول حكومي وقف مدافعاً عن سياسات الصحة العامة المبنية على الأدلة في ظل حالة من الاضطراب الواسع في الولايات المتحدة.

وصنَّفت العالمة الإيرانية سارة تبريزي ضمن قائمة أكثر عشر نساء تأثيراً في ميدان العلوم، وذلك تقديراً لإسهاماتها البارزة في تطوير أبحاث مبتكرة في مجال العلاج الجيني لمرض هنتنغتون، أحد الأمراض العصبية الوراثية المعقدة، هذا الاختيار يعكس الدور الريادي الذي تؤديه في دفع حدود المعرفة الطبية، ويفتح آفاقاً جديدة أمام إمكانات العلاج المستقبلي لهذا المرض الذي طالما شكّل تحديًا أمام العلماء والأطباء.

وتُعدّ ماليبونا بريشس ماتسوسو واحدة من الشخصيات النسائية البارزة التي اختارتها مجلة Nature لهذا العام، إذ تتمتع بخبرة طويلة في مجال الصحة العالمية، فقد تولت منصب المدير العام لوزارة الصحة في جنوب إفريقيا بين عامي 2010ـ 2019 كما شغلت خلال العقدين الماضيين عدة مواقع قيادية في منظمة الصحة العالمية، ما جعلها من أبرز الأصوات المؤثرة في صياغة السياسات الصحية الدولية ودعم الجهود المبنية على الأدلة العلمية.

وأدرجت مجلة Nature أيضاً اسم سوزان مونار ضمن قائمة المرشحين البارزين، حيث شغلت منصب مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وعلى مدى نحو عشرين عاماً عملت كعالمة حكومية مستقلة، قبل أن تُقال من منصبها بعد أقل من شهر من تولي دونالد ترامب الرئاسة، وخلال جلسة استماع مشحونة في الكونغرس في أيلول/سبتمبر الماضي، أكدت سوزان مونار أن سبب إقالتها كان تمسّكها بـ "النزاهة العلمية"، وهو ما يعكس التحديات التي تواجه العلماء عند الدفاع عن الحقائق العلمية وسط ضغوط سياسية.

وتُعدّ يافات ميربل من بين النساء المتميّزات اللواتي برز اسمهن في قائمة Nature، إذ حققت إنجازاً علمياً لافتاً باكتشاف جزء جديد كلياً من الجهاز المناعي، فقد ركّزت أبحاثها على مراكز إعادة تدوير الخلايا المعروفة بـ "البروتيازومات"، مستخدمةً تقنية مطياف الكتلة لتحديد الببتيدات الناتجة عنها في أنواع مختلفة من الخلايا.

وبعد مقارنة تسلسل هذه الببتيدات مع بيانات عامة لببتيدات ذات وظائف معروفة، وجدت يافات ميربل أن العديد منها يمتلك قدرة على قتل البكتيريا، مثل إحداث ثقوب في أغشيتها. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم آليات الدفاع المناعي ويعزز إمكانات تطوير علاجات مبتكرة ضد العدوى البكتيرية.