انطلاق المرحلة الثانية لعملية الأمن والإنسانية في مخيّم الهول

لا يخفى على الرأي العام المحلي والدولي الخطورة الدائمة والمتصاعدة التي بات يشكلها مخيم الهول من حيث تحوله إلى بؤرة لخلايا داعش وعائلاتهم.

مركز الأخبار ـ أعلنت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا عن إطلاق المرحلة الثانية لعملية الأمن والإنسانية في مخيّم الهول.

أصبح مخيم الهول الواقع في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا يشكل خطورة كبيرة حيث تحول إلى بؤرة لخلايا مرتزقة داعش وعائلاتهم، وبيئة ملائمة يستفيد منها داعش في التجنيد واستقطاب العناصر المحتملة وبث الدعاية التحريضية لخلاياه الطليقة في سوريا والعراق والعالم.

أصدرت قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول اليوم الخميس 25 آب/أغسطس، بياناً أعلن فيه عن حملة جديدة للقضاء على خلايا داعش في المخيم وجاء فيه أن مخيم الهول "باتت خطورته أوضح مع تزايد عمليات العنف الإرهابية التي ارتفعت شدتها خلال الفترة الماضية والتي نفذتها خلايا التنظيم بطريقة وحشية ضد قاطني المخيم ومتطوعي المنظمات الإنسانية وأفراد قوى الأمن الداخلي، وكذلك محاولات الفرار وخطط الهجوم على المخيم من الخارج والتي أحبطتها قواتنا الأمنية والعسكرية".

وأضاف "لقد كانت السيطرة على مخيم الهول الهدف التالي لداعش ضمن مخططه الأخير في السيطرة على سجن الصناعة في الحسكة، حيث حاولت الخلايا الإرهابية داخل وخارج المخيم التحرك في العديد من المرات للهجوم وإحداث ثغرات في الجدران الأمنية وبواباته انطلاقاً من ممر يربط المناطق الشرقية لسوريا مع الحدود العراقية والبادية السورية وكذلك الحدود التركية، بالتزامن مع الهجوم على سجن الصناعة، حيث ألقت قواتنا وقوات سوريا الديمقراطية القبض على الكثير منهم وأفشلت مخططهم الخطير، إلا أن هذا المخطط بقي سارياً بدرجة خطيرة خلال الفترة الماضية".

وكشف البيان أنه "خلال العام الجاري، نفذت خلايا التنظيم الإرهابي 43 عملية إرهابية قُتل أو أعدم فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم من ضمنهم (14 امرأة وطفلين) وذلك ببنادق ومسدسات كاتمة للصوت أو بآلات حادة بعد تعذيب الضحايا ورمي جثثهم في أقنية الصرف الصحي لإخفاء الجرائم، كذلك شهد المخيم نحو 13 محاولة خطف للقاطنين نفذتها خلايا داعش الإرهابية، وحالات أخرى تركزت على حرق الخيم بينما كان الضحايا نيام، وتم إتلاف المواد الإغاثية ومستلزمات المؤسسات الطبية والخدمية، والكثير من حالات إحداث الفوضى ومحاولة إزالة العوازل الأمنية المحيطة بالمخيم".

وشدد البيان على أنه "كان واضحاً تزايد العمليات الإرهابية في المخيم مع تصاعد التهديدات التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تؤكد الإحصائيات المتوفرة للعمليات الإرهابية ازديادها في الأشهر التي واصلت فيها تركيا تهديداتها وهجماتها بوجود عدد كبير من متزعمي داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في المناطق التي تحتلها تركيا والذين يقودون العمليات الإرهابية في المنطقة وبشكل خاص في مخيم الهول والمناطق المحيطة به، حيث تؤكد الدلائل والوثائق وكذلك اعترافات الكثيرين من الإرهابيين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم استخدام تركيا كافة الأدوات المتاحة بما فيها الاستخباراتية والأمنية ومصادر التمويل للوصول إلى الخلايا الإرهابية في المخيم وخارجه بهدف ربطهم بشكل أقوى بالشبكات الإرهابية في المناطق التي تحتلها في شمال سوريا والحفاظ على استمرار الرعب في المخيم لضرب الامن والاستقرار في المنطقة كافة".

وأكد البيان على أن "قواتنا قدمت تضحيات جمة لمنع تصاعد خطر التنظيم الإرهابي وخلاياه في المخيم، حيث أفشلت الكثير من عملياته الإرهابية من خلال الحملات الأمنية الدورية، وقدمت في سبيل حماية القاطنين العديد من الشهداء، وأكدت على التزامها المبدئي واحترامها الكامل للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان على الرغم من الأوضاع الاستثنائية التي لا تزال تواجهها قواتنا ضد خلايا التنظيم الإرهابي الذين يستغلون الظروف الإنسانية في المخيّم ويتخفون بين النساء والأطفال وفي أنفاق كشفتها قواتنا مراراً ضمن التجمعات السكنية".

وأوضح البيان أن عدم وجود خطة دولية واضحة لحلّ هذه المعضلة، وإلقاء العبء على قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية ومؤسسات الإدارة الذاتية ساهم في تعاظم خطورة المخيم على قاطنيه والمحيط وكذلك تشكيل الخطورة التقديرية على جهود مكافحة الإرهاب بشكل عام. محملاً المجتمع الدولي والتغاضي عن شبكات التواصل والتمويل التي تربط الخلايا الإرهابية مع متزعميها في المناطق التي تحتلها تركيا وتنطلق منها الخطط الإرهابية مسؤولية الأوضاع الأخيرة التي وصل إليها المخيم من الخطورة.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي عن انطلاق المرحلة الثانية لعملية الإنسانية والأمن في مخيّم الهول لملاحقة الخلايا الإرهابية لداعش وتجفيف الموارد والظروف المساعدة لهم وحماية القاطنين في المخيم، وستكون الحملة بدعم ومساندة من قوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.