انتهاكات مروعة في السودان وسط صمت دولي
كشف تقرير حقوقي عن تصاعد خطير في الانتهاكات ضد المدنيين في السودان، شملت اعتقالات جماعية، تعذيب، اختفاءات قسرية في ولاية الجزيرة، إلى جانب عمليات قتل واختطاف في مدينة الفاشر، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويستدعي تحركاً دولياً عاجلاً.

السودان ـ في ظل تصاعد العنف والانتهاكات ضد المدنيين في السودان، كشف تقرير حقوقي عن موجة اعتقالات واسعة وانتهاكات ممنهجة في ولاية الجزيرة، مشيراً إلى أن مدينة ود مدني كانت الأكثر تضرراً.
وثق مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان، اعتقال أكثر من 3300 شخص في مدن ود مدني والحصاحيصا ورفاعة، خلال الفترة الممتدة من نيسان/أبريل 2023 وحتى أيلول/سبتمبر 2025، مشيراً إلى أن مدينة ود مدني كانت الأكثر تضرراً.
وأوضح التقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر، أن من بين المعتقلين نشطاء سياسيين، أعضاء لجان مقاومة، ومتطوعين في غرف الطوارئ، إلى جانب اعتقالات ذات طابع إثني.
وأشار المرصد المستقل إلى انتشار مراكز الاعتقال في شرق ولاية الجزيرة، حيث تنفذ جهات أمنية وعسكرية متعددة، منها الاستخبارات العسكرية وقوات درع السودان، انتهاكات واسعة النطاق، لافتاً إلى أنه تم تحويل 950 ملفاً إلى المحاكم، صدرت فيها أحكام قاسية شملت السجن المؤبد والإعدام، فيما خضعت 150 امرأة لمحاكمات بتهم ملفقة تتعلق بـ "التعاون".
وكشف التقرير أيضاً عن 160 حالة اعترافات انتزعت تحت التعذيب، إلى جانب احتجاز المعتقلين في ظروف غير إنسانية، ومعاملة مهينة، وانتشار الفساد المالي داخل مراكز الاعتقال، حيث يتم الإفراج عن بعض المعتقلين مقابل مبالغ باهظة.
كما وثق المرصد حالات اختفاء قسري، تصفيات داخل المعتقلات، وجرائم اغتصاب، خاصة في مدينة ود مدني، مؤكداً استمرار التعذيب والتجويع وانتهاك حق المعتقلين في المحاكمة العادلة.
مجزرة في الفاشر واختطاف مدنيين بينهم فتيات
وفي سياق متصل، أعلنت شبكة أطباء السودان اليوم الثلاثاء، عن مقتل 18 شخصاً واختطاف 14 آخرين، بينهم ثلاث فتيات، على يد قوات الدعم السريع خلال توغلها في أحد الأحياء الطرفية بمدينة الفاشر، مشيرةً إلى أن المدينة تشهد اشتباكات عنيفة وقصفاً مدفعياً وجوياً لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم معاناة السكان.
وأكدت الشبكة أن تسلل القوات إلى الأحياء السكنية وارتكاب جرائم قتل واعتقالات تعسفية يشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين، مطالبةً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لتوفير الحماية وضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية بشكل آمن.