انعدام مستوى الأمن الغذائي في اليمن يتفاقم
أكد تقرير أممي حديث، أن مستوى انعدام الأمن الغذائي في اليمن شهد تصاعداً ملحوظاً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد انخفاض مؤقت في الشهر السابق له.
اليمن ـ تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن وارتفاع تكلفة سلة الغذاء الأساسية بالتزامن مع انهيار العملة المحلية، كلها عوامل أدت إلى تفاقم معاناة الأسر في تأمين احتياجاتها اليومية من الغذاء.
أكد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) أمس الأحد 22 كانون الأول/ديسمبر، أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن شهد تصاعداً ملحوظاً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد انخفاض مؤقت في الشهر السابق، مشيراً إلى أن مستوى انعدام الأمن الغذائي ارتفع إلى 46.9% في عموم اليمن، مقارنة بـ 44.85 في تشرين الأول/أكتوبر الماضي مما يعني زيادة بنسبة 2.05 %.
وكشف التقرير أن نسبة الأسر التي أبلغت عن استهلاك غير كافٍ من الغذاء في مناطق الحكومة المؤقتة المعترف فيها دولياً ارتفعت إلى 52% في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد أن كانت 49.7% بينما زادت النسبة في مناطق الحوثيين، من 40% إلى 47%.
ولفت التقرير إلى أن معدل الزيادة الشهرية في الاستهلاك الغذائي غير كافي في مناطق الحوثيين حيث كان أعلى بشكل ملحوظ، وسجل 7%، مما يمثل أحد أعلى معدلات التدهور في السنوات الأخيرة، بينما شهدت المناطق المعترف بها دولياً ارتفاعاً بنحو 3%.
ووصف التقرير تفاقم انعدام الأمن الغذائي في اليمن بأنه "مثير للقلق"، إذ لا تزال نسبة كبيرة من الأسر تواجه حرماناً شديداً من الغذاء، فقد بلغت معدلات الاستهلاك الغذائي الرديئة في مناطق الحوثيين 23%، مقابل 26% في مناطق الحكومة المؤقتة المعترف بها دولياً.
كما سجّلت مدن الجوف، الحديدة، المحويت، عمران، حجة، ريمة، وتعز أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي، وشهدت مدن أبين (38%) والجوف (15%) ولحج (18%) وصعدة (13%) والمهرة (12%) وإب (11%) ارتفاعاً في تفاقم الاستهلاك غير الكافي للغذاء في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام السابق.
ولفتت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى أن ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يعود في المقام الأول إلى عوامل اقتصادية وموسمية، حيث ارتفعت تكلفة سلة الغذاء وانخفضت قيمة العملة المحلية، مما أدى إلى تفاقم معاناة الأسر الضعيفة في تحمل كلفة الوجبات الغذائية الكافية في ظل تدهور دخلها وعدم كفايته.
ويجسد هذا الوضع الجهود المستمرة التي تحتاجها الجهات المعنية لمواجهة التحديات العديدة التي تواجه الأمن الغذائي في اليمن، ويؤكد أهمية التدخل الفوري لمساعدة المتضررين وتقديم الدعم اللازم لضمان حقهم في الغذاء.