الظروف المعيشية تدفع مسنة للعمل في الفلاحة

تتحمل حبيبة معاوية البالغة من العمر عاماً 70 مشاق العمل في المجال الفلاحي والتنقل في شاحنات الموت لإعالة ابنها المعاق.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ بالرغم من أن الزمن رسم على وجهها ملامح البؤس والتعب، لكن الظروف المعيشية الصعبة وتغطية نفقات ابنها المعاق دفعها للخروج والعمل في المجال الفلاحي.

تقول حبيبة معاوية البالغة من العمر 70 عاماً إنها تعمل في الفلاحة بسبب الفقر والحاجة والأوضاع الاقتصادية الصعبة "بعد رحيل زوجي ترك لي ابناً مقعداً يعاني من الإعاقة الجسدية ولا يستطيع القيام بأي عمل".

وأوضحت أن معاش زوجها لم يوفر لها ولابنها أدنى مقومات الحياة حتى علاج ابنها الذي يشكو من الإعاقة "يحتاج ابني للرعاية الصحية والدعم وتوفير متطلبات الحياة الأمر الذي دفعني للخروج من المنزل والعمل في الفلاحة حيث الشمس الحارقة في الصيف والبرد في الشتاء، فضلاً عن ظروف النقل السيئة عبر شاحنات الموت".

وأشارت إلى أنها تستيقظ كل يوم في الخامسة صباحاً لتلتحق بالعاملات في الفلاحة، ولكن قبل ذلك تعد الطعام لابنها وتتركه بمفرده "على الرغم من خروجي من المنزل للعمل لكن أخشى دائماً أن يصاب بأي مكروه وهو بمفرده".

وحول مدى تحملها لمشاق العمل الفلاحي وهي في هذه السن قالت "رغم تقدمي في السن إلا أنني أعمل بجد ونشاط يضاهي نشاط الفتيات "أستطيع حمل ما لا تستطيع الفتيات حمله"، مؤكدةً أنها تمتاز بالتفاني في العمل رغم الصعوبات التي تتعرض لها ولا تدخر جهداً عندما تخرج إلى الحقول وتعمل بكل ما لديها من طاقة.

وعن الاحتفال بعيد المرأة الذي يصادف يوم 13 آب/أغسطس من كل عام أضافت "العيد ليس عيداً لأن معاناتي كبيرة وتزداد يوماً بعد آخر، فأنا في مثل هذا السن أقاوم التعب والظروف الصعبة لأعيل ابني، فماذا لو تركته ورحلت؟"، مشيرةً إلى أنها تعود للمنزل مسرعة لأنها تعلم ما يحدث لابنها المعاق وهو في المنزل بمفرده.