هیما راد

مركز الأخبار ـ شكل موقف السلطة الحاكمة في إيران تجاه الحجاب الإلزامي موجة جديدة من نضالات النساء في البلاد.

على الرغم من كل الإجراءات التي تقوم بها إيران من غرامات مالية وتهديدات وترهيب بالاعتقال والسجن، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لوضع حداً لإصرار النساء على خلع الحجاب، الذي أصبح قوياً أكثر من أي وقت مضى.

لكن ما هو الدور المهم الذي تراه السلطة الحاكمة في إلزامية الحجاب لضمان بقاء سيطرتها على البلاد، حيث أنها تبذل كامل طاقتها في هذا الأمر؟ ألا تستطيع السلطة أن تقلل من حجم استياء النساء إذا تعاملت معهن بقليل من المرونة للاستمرار في حكمها؟

المسألة أهم من هذه العبارات، لقد فقد الحجاب معناه كغطاء للرأس، ففي هذه الفترة أصبح نوعاً من السياسية المهمة والحيوية التي تتبعها إيران، ومن ناحية أخرى أصبح نوعاً من الكفاح والنضال للمرأة.

إلزامية الحجاب تعبر عن سلطوية الحكومة في إيران وسبب استدامتها وبقائها، وتجاهلها لمطالب النساء من الناحية السياسية من أجل بقائها في السلطة، فقد شكلت قضية الحجاب أحد الشرايين الرئيسية في إيران وغياب هذه القضية يعني غياب السلطة.

 

مطالب النساء

لنعد إلى موضوع المرأة في إيران، هل قضية المرأة هي الحجاب؟ أم نقول إن الحجاب هو من أولويات المرأة في إيران؟ مع هذا الكم الهائل من القمع والتجاهل للمرأة في المجال الاجتماعي والسياسي وغيرها من المجالات، لماذا اقتصرت المرأة في قضيتها على الحجاب فقط وتركت القضايا الرئيسية التي في الأصل سلبت منها؟

في الوقت الذي كانت فيه مطالب النساء في إيران أكثر راديكالية وجدية حيث ارتبطت بالعديد من الحركات التي قامت في البلاد، ففي سنوات مضت تجلت مطالبهن بجملة من الإصلاحات التي فشلت الحكومة في تحقيقها، واليوم قامت بثورة "جينا أميني"، كل ما تقوم به المرأة في إيران هو لتحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة.

وللإجابة على هذا السؤال لا بد من عدم الاستخفاف بهذا الكفاح، فمسألة خلع الحجاب في هذه المرحلة وإصرار المرأة على المضي قدماً دون تراجع هو تعبير عن قوة إرادتها وذكائها، وهذا لا يعني أنها تضرب بعرض الحائط قيم ومبادئ غيرها من النساء، بل على العكس، فالنساء في خضم فترة طويلة وقصيرة لتدمير السلطة، لقد اختارت النساء الطريق الصحيح والأقل تكلفة ووجدن نقطة ضعف عدوهن، خلع الحجاب يعني مواجهة كل سياسات السلطة تجاه المرأة، وكلا الطرفين يدرك أهمية هذه القضية.

الغرامات المالية والتهديدات والوساطة التي تقوم بها السلطة صورة واضحة عن مدى خوفها، وعدم تنفيذها من قبل النساء يبرز مدى يقظتهن ووعيهن تجاه هذه القضية، فاليوم الشوارع ممتلئة بالنساء اللواتي خلعن الحجاب الإلزامي، غضب النساء ناجم عن شعورهن بعدم وجود مستقبل أفضل يحلمن به وعن قتل الشباب وانعدام الأمن والسلام في العمل، وخلو المجتمع من تكافؤ الفرص فهناك آلاف القصص عن اللامساواة في إيران.