اليونيسيف تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لسوء التغذية للأطفال في أفريقيا

دعت منظمة اليونيسف، الجهات المانحة والشركاء إلى زيادة دعمهم بشكل عاجل للاستجابة للاحتياجات الغذائية الفورية للأطفال الذي يواجهون سوء التغذية في غرب ووسط أفريقيا

مركز الأخبار ـ دعت منظمة اليونيسف، الجهات المانحة والشركاء إلى زيادة دعمهم بشكل عاجل للاستجابة للاحتياجات الغذائية الفورية للأطفال الذي يواجهون سوء التغذية في غرب ووسط أفريقيا.     

خلال السنوات الثلاث الماضية، أدت الهجمات المسلحة غرب ووسط أفريقيا إلى تعطيل سبل العيش، كما فاقمت التغيرات المناخية الوضع الهش وغير المستقر، كما لا تزال جائحة كورونا تؤثر على سبل عيش الأسر والنظام الغذائي والصحة والتعليم والحماية الاجتماعية. وقد تؤدي الأزمة في أوكرانيا إلى انخفاض مطول في الصادرات الغذائية وزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في أفريقيا، وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة.

بينت اليونيسف أمس الأربعاء 6 نيسان/أبريل إن الزيادة الحادة في أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في السنوات الأخيرة تطلب عملاً عاجلاً ليس لإنقاذ الأرواح فقط، وإنما لمنع الأطفال من الإصابة بسوء التغذية أيضاً.

وحذرت مجموعة عمل التغذية في غرب ووسط أفريقيا من أن حوالي 6.3 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأربع سنوات سيعانون من الهزال في ستة بلدان ساحلية خلال هذا العام، مما يعرض حياة ما لا يقل عن 900 ألف طفل للخطر.

ودعت المجموعة الجهات المانحة والشركاء، إلى زيادة دعمهم بشكل عاجل للاستجابة للاحتياجات الغذائية الفورية، للأطفال المتأثرين مع تكثيف التدخلات الوقائية لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء تغذية الأطفال في المنطقة.

وتقول إن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يُتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشامل هذا العام لم يكن له مثيل، فبحسب تقرير صادر عن المجموعة ظهرت زيادة بنسبة 27 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي، للأطفال الذي يتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد والشامل، و62 بالمئة مقارنة بالعام 2018 لتصل خلال السنوات الخمس الأخيرة لمستويات قياسية.

وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف لغرب ووسط أفريقيا ماري بيير بويرير أن "العلاج لا يزال ضرورياً لإنقاذ حياة الأطفال الأكثر تضرراً، يجب علينا تغيير النموذج والتركيز على توسيع نطاق التدخلات لمنع سوء التغذية، لا سيما في الأماكن الأكثر تضرراً. لقد حان الوقت لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء تغذية الأطفال في المنطقة".

وأضافت "تدعونا الأزمات المتكررة على مدى العقد الماضي إلى تسريع الجهود واغتنام الفرص لإعادة تصور التغذية مع شركائنا في الحكومات، وبدعم حاسم من المانحين حتى نعمل بشكل جماعي لوضع المنطقة على المسار الصحيح لحماية جميع الأطفال من سوء التغذية".

وبينت اليونيسيف أن المطلوب هو نهج متعدد القطاعات لمعالجة نقاط الضعف الأساسية المتعددة والتي تعمل جميعها بشكل متبادل على أرضية تتميز بالفقر المتفشي مثل "انتشار انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية ممارسات التغذية والرعاية للرضع والأطفال الصغار، والتغذية غير الكافية للأم، وارتفاع معدل الإصابة بأمراض الطفولة، والوصول غير الكافي إلى المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية وقضايا الجنس والأعراف الاجتماعية الأخرى".

كما أكدت اليونيسيف أن التركيز على الفتيات المراهقات هو المفتاح لكسر حلقة سوء التغذية المتوارثة بين الأجيال.

وقال مامادو ديوب، الممثل الإقليمي لمنظمة العمل ضد الجوع في غرب ووسط أفريقيا، "أدت أزمة أوكرانيا إلى تضخم أسعار المواد الغذائية، مما يزيد الضغط على السكان المتأثرين أصلاً بالأزمات. إن انعدام الأمن الغذائي والتغذوي الحاد يقترب ما لم نتحرك الآن في جميع المناطق الساخنة".

ويتلقى 21 بالمئة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وعامين، الحد الأدنى من المجموعات الغذائية لينموا بشكل جيد. وأكدت اليونيسف على أهمية توقع زيادة محتملة في احتياجات العرض وكذلك في تكاليف الإمدادات الغذائية والتغذية وتحديد حلول محلية لأنظمة غذائية مغذية ميسورة التكلفة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال شراكات مع التعاونيات النسائية ومبادرات تمكين المرأة، وكذلك إشراك الشباب، مع تركيز خاص على صغار الأطفال والمراهقات والحوامل والمرضعات.