اليونيسيف تحذر من تزايد ظاهرة زواج القاصرات وختان الإناث في القرن الأفريقي
أكد صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، على أن الجفاف الأكثر حدة منذ أربعين عاماً، يدفع الأسر إلى حافة الهاوية.
مركز الأخبار ـ حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن فتيات في سن الثانية عشرة يجبرن على الزواج وختان الإناث "بمعدلات مقلقة" في القرن الأفريقي الذي يعاني من أزمة الجفاف.
أشار تحليل اليونيسف إلى تضاعف معدل زواج القاصرات في مناطق إثيوبيا الأكثر تضرراً من الجفاف، لافتاً إلى أن عدد الأطفال المعرضين لخطر التسرب من المدرسة تضاعف ثلاث مرات في غضون ثلاثة أشهر في جميع أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال بسبب تأثير الأزمة، مما جعل عدداً كبيراً من المراهقات عرضة للمخاطر، بما في ذلك الختان والإجبار على الزواج.
وقال مستشار اليونيسف الإقليمي لحماية الأطفال في شرق وجنوب أفريقيا آندي بروكس "زواج القاصرات وختان الإناث يقضيان على الطفولة ويؤديان إلى إخراج الفتيات من المدرسة، لتكن أكثر عرضة للعنف المنزلي والفقر مدى الحياة".
وأوضح أن "الأرقام التي لدينا لا توضح حجم المشكلة، فمساحات شاسعة من القرن الأفريقي لا يوجد بها مرافق متخصصة حيث يمكن الإبلاغ عن الحالات. هذه أزمة أطفال، ونحن بحاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لتوسيع نطاق استجابتنا في إثيوبيا وكينيا والصومال، ليس فقط لإنقاذ الأرواح على المدى القصير، ولكن لحمايتها على المدى الطويل".
ولفت إلى أن "معدلات إجبار أطفال في سن الثانية عشرة على الزواج برجال أكبر منهن في السن خمس مرات بل وأكثر من ذلك، تثير القلق في منطقة القرن الأفريقي".
وذكر صندوق اليونيسف أن العائلات تواجه خيارات صعبة تدفع إلى الشعور باليأس من أجل البقاء على قيد الحياة في جميع أنحاء القرن الأفريقي، حيث يتزايد الجفاف وتأثير التغيرات المناخية ونضوب موارد المياه ونفوق الماشية، لافتاً إلى أن الأوضاع تتفاقم في ظل تداعيات الصراع في أوكرانيا الذي أدى إلى ارتفاع باهظ في أسعار الغذاء والوقود.
وبحسب اليونيسف هناك أكثر من 1.8 مليون طفل بحاجة ماسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد الحياة في المنطقة، حيث يعتقد أن 213 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة في الصومال، وفقاً لشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة.
وتعمل اليونيسف على توسيع نطاق خدماتها الوقائية للاستجابة لاحتياجات الحماية المتزايدة بين النساء والأطفال الضعفاء في جميع أنحاء القرن الأفريقي، ويشمل ذلك إدارة برامج مجتمعية للحد من مخاطر العنف والاستغلال وسوء المعاملة وزواج القاصرات، وتقديم الخدمات لمساعدة النساء والأطفال على التعافي بعد العنف.
ودعت اليونيسف إلى رفع مستوى الخدمات بشكل عاجل لحماية الطفل ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك من خلال الخدمات الدائمة والفرق المتنقلة للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً، ومع ذلك فإن نداء اليونيسف للاستجابة للجفاف في القرن الأفريقي ممول بنسبة لا يتجاوز الثلث.