اليونيسف: مليار طفل يتعرضون لمخاطر تغير المناخ

أكدت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسيل أن مليار طفل يعيشون في البلدان شديدة الخطورة

مركز الأخبار ـ ، يتعرضون لأشد مخاطر تغير المناخ، في ظل عدم تحرك دولي لوضع حلول مناخية وبيئية لمواجهة تلك المخاطر.
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسيل في بيان صدر أمس الاثنين 28 شباط/فبراير، أن "أزمة المناخ عرضت كل طفل تقريباً في كل قارة لمخاطر مناخية متكررة وأكثر شدة وتدميراً من موجات الحر والجفاف إلى الأعاصير والفيضانات من تلوث الهواء إلى الأمراض المحمولة بالنواقل".
وأضافت أنه بالنسبة لبعض الأطفال فإن أزمة المناخ هي أكثر من مجرد خطر متزايد إنها حقيقة تهدد الحياة والتأثير على هؤلاء الأطفال وعائلاتهم ومستقبلهم وبالتالي على مجتمعاتهم، موضحةً "اليوم هناك مليار من الأطفال الأكثر ضعفاً في العالم معرّضون للخطر. وغداً، إذا فشل العالم في التحرك فسيصبح كل الأطفال عرضة للخطر".
وتزامن بيان اليونيسف مع تقرير تاريخي صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والذي لا يدع أي مجال للشك بأن أزمة المناخ ليست تهديداً مستقبلياً بل إنها تتسارع وتستمر في التأثير على العالم بطرق مدمرة بشكل متزايد.
وقالت كاثرين راسيل "يتم تجاهل الأطفال باستمرار في التخطيط للاستجابة لأزمة المناخ الاستثمار في احتياجات الأطفال الأكثر تأثراً بتغير المناخ لم يكن أولوية في كثير من الحالات، لم يكن حتى على جدول الأعمال".
ودعت إلى وضع الأطفال في صلب العمل المناخي، كما دعت كل دول العالم إلى الالتزام بضمان أن يكون التكيف الذي يركز على الطفل في جميع خطط المناخ باعتباره مسألة ذات أولوية قصوى.
وأضافت "أولاً ودائماً يتعين على الحكومات تنفيذ تخفيضات طموحة للانبعاثات، هذا هو الحل الوحيد طويل الأجل حيث إن التكيف مع المناخ له حدود. لكننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات في الوقت الحالي لمساعدة الأطفال الأكثر ضعفاً الذين يعيشون في بلدان ذات أقل انبعاثات، والتكيف مع آثار تغير المناخ حتى يتمكنوا من البقاء في عالم سريع التغير".
وأشارت إلى أن إعداد البلدان والمجتمعات من خلال التنمية المقاومة للمناخ مع التركيز بشكل كبير على التكيف هو الطريقة الأكثر فعالية لحماية حياة الأطفال المعرضين للخطر وسبل عيش أسرهم، مؤكدةً على أهمية مواجهة الصدمات المناخية المتوقعة في المستقبل لما لذلك من فوائد اقتصادية حقيقية.
وأوضحت أن "العديد من البلدان إما أنها تفتقر تماماً إلى خطط التكيّف، أو لديها خطط لا تحمي أو تلبي احتياجاتها"، مشيرةً إلى أن هذا يعني أن معظم الأطفال لا يزالون غير محميين وغير مستعدين للتأثير المكثف لتغير المناخ.
ونوهت إلى أنه "لكي تكون خطط التكيّف التي تركز على الطفل وتدابير المرونة فعّالة يجب أن تكون متعددة القطاعات، وتغطي القطاعات الحيوية التي تدعم بقاء الأطفال كالمياه والصرف الصحي والتغذية والتعليم وحماية الطفل"، مشيرةً إلى أنهم يحتاجون إلى التركيز على الموارد والاهتمام للوصول إلى الأطفال الأكثر تهميشاً وضعفاً من المجتمعات الأكثر فقراً، كما أنه بنفس القدر من الأهمية يجب تطوير تلك الخطط وتنفيذها بمشاركة الفئة الشابة، وضمان سماع أصواتهم وإبراز احتياجاتهم في القرارات.
وقالت كاثرين راسيل "انتظرت الفئة الشابة وقتاً طويلاً حتى تتمكن القادة من اتخاذ الإجراءات العميقة والجذرية اللازمة للحد من أزمة المناخ، دعونا لا نجعلهم ينتظروننا أكثر لاتخاذ الإجراءات الذكية والاستراتيجية التي ستساعدهم على البقاء على قيد الحياة".