اليونيسف: الفيضانات في باكستان تودي بحياة أكثر من 500 طفل

أودت الفيضانات الكارثية التي اجتاحت باكستان بحياة أكثر من 528 طفلاً، ووصفت اليونيسيف وضع العائلات بالكئيبة، مشيرة إلى أن القصص التي تجري على أرض الواقع "ترسم صورة يائسة".

مركز الأخبارـ أوضح بيان اليونيسيف أن الفتيات والفتيان في باكستان يدفعون ثمن كارثة مناخية ليست من صنعهم، وجميع حالات الوفيات هي مآسي كان من الممكن تفاديها.

من خلال البيان الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أمس الخميس 15 أيلول/سبتمبر، أوضح ممثل اليونيسف عبد الله فاضل أن جميع الوفيات هي مآسي كان من الممكن تفاديها وأكد على أن "الحقيقة قاتمة" فبدون زيادة هائلة في الدعم العديد من الأطفال سيفقدون حياتهم.

وبعد قضاء يومين في المناطق المتضررة من الفيضانات قال "نرى جميعاً على الأرض أطفالاً يعانون من سوء التغذية، يكافحون الإسهال والملاريا، وحمى الضنك، والعديد منهم يكابدون أمراضاً جلدية مؤلمة، الكثير من الأمهات يعانين من فقر الدم وسوء التغذية ولديهن أطفال يعانون من وزن منخفض للغاية، الأمهات مرهقات أو مريضات وغير قادرات على الرضاعة الطبيعية. تم إجبار ملايين العائلات على ترك منازلها، وتعيش الآن مع ما يزيد قليلاً عن الخرق لحماية أنفسها من أشعة الشمس الحارقة حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض المناطق 40 درجة مئوية".

وأضاف "يدفع الفتيان والفتيات في باكستان ثمن كارثة مناخية ليست من صنعهم. بينما نستجيب لاحتياجاتهم الملحة اليوم، يجب أن نبدأ أيضاً في النظر إلى الأشهر المقبلة والحاجة إلى إعادة بناء حياة هؤلاء الملايين من الأولاد والبنات الضعفاء، لضمان سلامتهم وصحتهم وتغذيتهم جيداً وتعلمهم والاستعداد لمستقبلهم".

وأوضحت اليونيسف من خلال البيان إن ما يقدر بنحو 16 مليون طفل قد تأثروا بهذه "الفيضانات الخارقة" وما لا يقل عن 3.4 مليون فتاة وفتى لا يزالون بحاجة إلى الدعم الفوري المنقذ للحياة، ويعيش الأطفال الصغار في العراء مع عائلاتهم، دون مياه شرب ولا طعام ولا سبل العيش، ويتعرضون لمجموعة واسعة من المخاطر والأخطار الجديدة المتعلقة بالفيضانات، بما في ذلك المباني المتضررة والغرق في مياه الفيضانات. مضيفةً "لقد تعرضت البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها الأطفال للتدمير والتلف، بما في ذلك آلاف المدارس وشبكات المياه والمرافق الصحية".

وأشارت إلى أنها تبذل كل ما في وسعها لدعم الأطفال والأسر المتضررة وحمايتهم من الأخطار المستمرة للأمراض التي تنقلها المياه وسوء التغذية ومخاطر الحماية، فمن الواضح أن الاحتياجات ضخمة، ويجب الاستجابة لهذا التحدي، مضيفةً أنها تقدم خدمات نفسية اجتماعية للأطفال والنساء المصابين بصدمات نفسية، وقد أقامت مساحات تعلم مؤقتة للمساعدة في إعادة الشعور بالحياة الطبيعية للأطفال ومساعدتهم على التعامل مع الصدمات واستئناف التعلم.

وأودت الأمطار الموسمية الغزيرة التي بدأت في منتصف تموز/يوليو 2022، إلى مقتل 1486 شخص وإصابة  12ألفاً و748، بينهم 18 طفلاً، وتضرر 1.75 مليون منزل منها دمرت بالكامل.

ويذكر أنه في عام 2010، اجتاحت فيضانات جميع أنحاء باكستان نتيجة للسيول والأمطار الغزيرة، راح ضحيتها ما يقارب 1600 شخص، فيما قالت مصادر أخرى أن العدد يقترب من ثلاثة آلاف ضحية، وتضرر أكثر من 20 مليون شخص.