اليونسكو: التعليم الشامل والمنصف يخص الجميع
على الرغم من أن الفتيات تواجهن صعوبات أكبر في قطاع التعليم، ويمثلن النسبة العظمى من الأطفال خارج المدرسة في المرحلة الابتدائية
مركز الأخبار ـ على الرغم من أن الفتيات تواجهن صعوبات أكبر في قطاع التعليم، ويمثلن النسبة العظمى من الأطفال خارج المدرسة في المرحلة الابتدائية، إلا أن الفتيان يواجهون صعوبات متزايدة في مراحل التعليم اللاحقة.
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والعلم والثقافة "اليونيسكو" أمس الخميس 7نيسان/أبريل تقرير بعنوان "عدم ترك أي طفل خلف الركب: تقرير عالمي عن ترك الفتيان للتعليم" الذي ألقى الضوء على العوامل التي تدفع بالأطفال إلى التسرب من الفصل الدراسي.
يسلط التقرير الضوء على ظاهرة عالمية: التأديب القاسي، العقاب البدني، وأشكال أخرى من العنف في المدرسة؛ المعايير والتوقعات الجنسانية؛ وعوامل أخرى تمنع الأطفال من التحصيل الأكاديمي مع زيادة التغيّب والتسرب.
وأوضح التقرير أنه بحسب بيانات اليونسكو من بين كل 100 امرأة على مستوى العالم، يبلغ عدد الرجال الملتحقين بالتعليم العالي 88 رجلاً؛ وعدد الفتيان الملتحقين بالمرحلة العليا من التعليم الثانوي أقلّ من عدد الفتيات الملتحقات به في 73 بلداً، بينما هذا الواقع معكوس في 48 دولة أخرى.
وأشار التقرير أنه في جميع المناطق باستثناء أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، لا يحظى الشبان بالتمثيل الكافي في التعليم العالي، وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح تام في أمريكا الشمالية وغرب أوروبا وأمريكا اللاتينية والكاريبي، حيث يبلغ عدد الشبان الملتحقين بالتعليم العالي 81 شاباً مقابل كل 100 فتاة، بينما يبلغ عدد هؤلاء الشبان في شرق آسيا والمحيط الهادئ 87 شاباً، وفي الدول العربية وفي أوروبا الوسطى والشرقية 91 شاباً.
بلغ عدد الفتيان العاملين خلال عام 2020، 97 مليون فتى من أصل 160 مليون طفل عامل؛ ويشير التقرير إلى عدم وجود "إطار قانوني يحميهم" كأحد الأسباب الرئيسية لذلك.
وبحسب التقرير "في بعض البلدان، تظهر علامات تخلف الأولاد من الناحية التعليمية في نهاية المستوى الأول، وفي 57 دولة من البلدان التي تتوفر بيانات بشأنها، يعتبر أداء الفتيان في سن العاشرة أسوأ من أداء الفتيات على صعيد الإلمام بمهارات القراءة في المرحلة الثانوية".
وأشار التقرير إلى أنه "يظهر هذا في شرق آسيا والمحيط الهادئ، وأميركا اللاتينية والكاريبي، والدول العربية، وهو ما ينطوي على أعلى معدلات خطر تسرب الفتية من المدرسة".
لمنعهم من التسرب والتخلي عن التعليم، يقدم التقرير مجموعة من التوصيات الملموسة التي تشمل جعل التعلّم آمنا وشاملا؛ والاستثمار في بيانات وأدلة أفضل؛ بناء وتمويل أنظمة تعليم عادلة؛ وتعزيز النهج المتكاملة والمنسقة لتحسين التعليم لجميع المتعلمين.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي "لجعل التعليم حقاً عالمياً، نحتاج إلى ضمان حصول جميع الشباب على الفرص التعليمية لتشكيل حياتهم ومستقبلهم بنجاح".
وأشارت إلى أن التقرير يؤكد على الحاجة إلى "اتخاذ خطوات حاسمة لإبقاء الأولاد في المدرسة، ودعمهم طوال فترة تعليمهم".
وأكدت أن "الوفاء بهذا الوعد بالمساواة لا يفيد الفتيان والرجال فقط" مشيرة إلى أنها خطوة إلى الأمام للبشرية جمعاء، "التعليم الشامل والمنصف يخص الجميع".
وقالت أودري أزولاي "عندما يتساوى الجميع في الحقوق والفرص، فإننا جميعا سنستفيد".