اليوم العالمي للاجئين... تقرير أممي يكشف عن هول الأزمة الإنسانية

أفاد تقرير أممي حديث صدر بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أن العدد الكبير للاجئين والمهجرين قسراً من منازلهم بسبب الصراعات أو الاضطهاد وكل ما يهدد حياتهم، تسببت في أزمة إنسانية كبيرة.

مركز الأخبار ـ أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنه بحلول نهاية عام 2023 بلغ عدد المهجرين واللاجئين 117 مليون شخصاً في جميع أنحاء العالم.

تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف اليوم الخميس 20 حزيران/يونيو، أصدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقريراً، كشفت من خلاله عن حجم الأزمة الإنسانية الناجمة عن ارتفاع عدد المهجرين والنازحين عالمياً.

ويشمل التقرير الاشخاص الذين نالوا حق اللجوء، وطالبي اللجوء ممن يسعون للاعتراف بهم كلاجئين، والنازحين داخل بلدانهم الأصلية.

ولفت التقرير إلى إن عدد المهجرين في ازدياد، ففي عام 2014 تم تهجير ثمانية من كل ألف شخص على مستوى العالم قسراً، فيما سجل تهجير 14 شخصاً من كل 1000 شخص عام 2023، أي نحو 58 مليون شخص إضافي على مستوى العالم قد نزحوا من منازلهم بسبب الأزمات الإنسانية مقارنة بما كان عليه في عام 2014.

وبحسب التقرير فإن النسبة الأكبر كانت من النازحين داخلياً، فمن بين 117.3 مليون نازح مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد النازحين داخلياً نحو 68.3 مليون شخص، وهو ما يعني أنهم أجبروا على ترك منازلهم ومجتمعاتهم ولكنهم بقوا تحت حدود بلدانهم الأصلية وفقاً للتقرير.

وأكد التقرير على أن معظم النازحين داخلياً كانت في أفريقيا والشرق الأوسط، فمن بين الـ 68.3 مليون نازح داخلياً، يوجد حوالي 48% منهم في الدول الإفريقية وحوالي 21% في الشرق الأوسط، أي حوالي 9 ملايين نازح داخلياً، ويعد السودان موطناً لـ 14% من النازحين داخلياً في العالم، وتشمل الدول الأخرى التي تضم عدداً كبيراً من النازحين داخلياً سوريا (7.2 مليون)، والكونغو (6.7)، واليمن (4.5 مليون).

وتعد كولومبيا في أمريكيا الجنوبية (5 ملايين)، أفغانستان في آسيا الوسطى (4.1 مليون)، وأوكرانيا في أوروبا (3.7 مليون) ومن بين البلدان العشرة التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً.

ولم يقتصر النزوح على أفريقيا والشرق الأوسط فقط، حيث أجبرت الحروب والصراعات نسبة كبيرة من السكان على ترك منازلهم في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا، فقد تسبب الصراع الإقليمي المستمر منذ خمسة عقود بين قبرص وتركيا، بنزوح أكثر من 240 ألف شخص أي حوالي20% من قبرص، والوضع مماثل في جورجيا وأذربيجان وصربيا والبوسنة والهرسك في كثير من الأحيان، ووفقاً للتقرير يمكن أن تستمر حالة النزوح لعقود من الزمن أو حتى لأجيال.

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن حوالي 43.4 مليون شخص قد نزحوا خارج بلدانهم الأصلية كلاجئين أو في إطار برامج الحماية الدولية الأخرى مثل الإقامات الإنسانية المؤقتة، وينحدر تسعة من كل 10 لاجئين من أفغانستان وسوريا وفنزويلا وأوكرانيا والأراضي الفلسطينية وجنوب السودان والسودان وميانمار والكونغو والصومال على الصعيد العالمي.

وغالباً أكثر البلدان التي تستقبل اللاجئين تتشارك الحدود مع الدول المصدرة للاجئين بحسب تقرير المفوضية التي سجلت عيش 69% من اللاجئين في عام 2023، في دولة مجاورة لبلدهم الأصلي، وتستضيف إيران وتركيا وكولومبيا والأردن ولبنان أكبر عدد من اللاجئين، معظمهم فارون من أفغانستان وسوريا وفنزويلا والأراضي الفلسطينية، على التوالي.

واستثناءً تعد ألمانيا من أكثر الدول التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بأي دولة في الاتحاد الأوروبي، حيث يصل عددهم إلى أكثر من 2.5 مليون.

كما ارتفعت عدد طلبات اللجوء وتراجع البت بها، فهناك حوالي سبعة ملايين شخص ما زالوا ينتظرون الاعتراف بوضعهم كلاجئين أو رفضه من قبل الدول المضيفة التي تقدموا بطلباتهم فيها، حيث تم اتخاذ 1.4مليون قرار في جميع أنحاء العالم، ولكن تم التقدم بحوالي 5.6 مليون طلب لجوء جديد، ولم تكن الفجوة بين الطلبات والقرارات بهذا القدر من الاتساع على الإطلاق وفي أغلب الأحيان يجد طالبو اللجوء أنفسهم في مأزق قانوني وحالة من الضياع.

وفي عام 2023، عاد حوالي 1.1 مليون لاجئ سابق إلى بلدانهم الأصلية مع أن العودة إلى الوطن ليست آمنة في كثير من الأحيان؛ إذ عاد معظم طالبي اللجوء إلى دول لا تزال تواجه الحروب والصراعات كجنوب السودان وأوكرانيا.