"العين الحمرا" عرض مسرحي يسلط الضوء على واقع الفتيات المعنفات

ضمن فعاليات مبادرة "أنتِ لستِ وحدك" التي تسعى لرفع الوعي المجتمعي حول قضايا النساء والفتيات، عُرضت مسرحية "العين الحمرا" لتسليط الضوء على واقع الفتيات المعنفات.

نغم كراجة

غزة ـ يعد الزواج المبكر شكل من أشكال العنف ضد الفتيات في فلسطين، ويعتبر انتهاك واضح وصريح بحرمانهن من حقوقهن في التعليم والتمتع بحياة صحية خالية من المشاكل والنتائج الوخيمة، ويعود السبب الرئيسي في تفاقم العنف ضدهن هو ممارسة الأهالي للعادات والتقاليد الغير منصفة للفتاة دون إدراكهم بالآثار الكارثية التي تقع على فتياتهم مستقبلاً.

من خلال الفنون المسرحية التي أصبحت أداة عصرية نحو مناهضة العنف ضد النساء تمكنت منسقة مبادرة "أنتِ لستِ وحدك" جميلة تمراز بوضع سيناريو مسرحي منتشر على أرض الواقع تحت اسم "العين الحمرا"، وعن ذلك تقول "بات واقع الفتيات في قطاع غزة مهمشاً وباهتاً نتيجة تقيدهن بمرحلة معينة من السن للزواج القسري وتحمل المسؤولية سلفاً، لذلك قررت التركيز على هذه الظاهرة التي تذهب ضحيتها قاصرات وفتيات ذو طاقة إبداعية ومثالية".

وأشارت إلى أن تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية تسببت في طمس هوية الفتيات ووضعهن بين أربع جدران؛ لتتحملن أعباء حياة جديدة تقع على كاهلهن فقط، ومن جانب آخر الواقع الثقافي الذي تتعايشه الفتيات هو محتم عليهن بسبب التزامهن بالأحكام والقواعد العشائرية المتمثلة في النظرة الأبوية.

وحول الأنشطة القائمة ضمن المبادرة تقول جميلة تمراز "أعددنا خطة محكمة لتسليط الضوء على العنف ضد النساء، وتقديم خمس عروض مسرحية بالتعاون مع المؤسسات النسوية تتضمن قصص واقعية، وتنفيذ ورش درامية؛ لمناقشة وترسيخ الرسائل المتضمنة في العروض المسرحية، وإتاحة الفرصة للمشاركات للتعبير عن آرائهن من خلال النقاش الحر والمباشر مع الجمهور من أجل المناصرة والتأثير الإيجابي وحث الحكومة على سرعة إقرار القوانين المتعلقة بحماية الأسرة".

وأوضحت أنه تم إطلاق حملة رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي وتوفير الحماية للنساء من القتل، والإعلان عن العريضة القانونية الخاصة بالمبادرة والتي تسعى لجمع أكبر عدد ممكن من التواقيع عليها لإحداث تغيير قانوني فيما يخص جرائم العنف والقتل ضد النساء والمطالبة بوضع ضوابط ومحددات في قضاياهن.

ومن جانبها أكدت الناشطة المجتمعية هناء الخالدي إن "المجتمع الفلسطيني يحتاج لمثل هذه العروض المسرحية التي تبرز معاناة النساء والفتيات في ظل التمسك بالأعراف الثقافية من قبل العائلات، حيث أن العنف الممنهج ضد المرأة متوارث من الأجيال السابقة باعتبار أن العادات تحكمنا أكثر من التشريعات والقوانين"، مشددةً على ضرورة أن تنتزع المرأة حقوقها من المعنف حتى تستطيع تربية أسرة خالية من العنف والأعراف الثقافية الخاطئة.

 

 

بينما جسدت بطلة العرض المسرحي ناريمان صيام دور الفتاة المضطهدة "سلوى" التي حصلت على معدل عالٍ في الثانوية وحرمت من اكمال مسيرتها التعليمية نتيجة ثقافة والدها المتشددة وهيمنة إخوانها، وأجبرت على الزواج من شخص جاهل لا يتناسب مع عقليتها، وبعد تمسكها بحقها في التعليم قامت السطوة الأبوية في العائلة بتعنيفها وتعذيبها حتى قتلت على أيديهم بدمٍ بارد.

وأضافت "الدور الذي جسدته في العرض المسرحي هو حقيقة الكثير من المجتمعات الفلسطينية التي تلف حبل الإعدام حول رقبة فتياتهن دون ارتكابهن أي ذنب، لذلك كان من المفترض أن نقوم بعرض توعوي للفت انتباه المجتمع بخطورة العنف الممارس ضد الفتيات في قطاع غزة"، مشيرةً إلى ضرورة مكافحة العنف والتمييز ضد النساء كافة ومعاقبة المعتدين والمعنفين.

 

 

وأشادت المشاركة ميرڤت صيام بأهمية التنوع في أساليب التوعية والإرشاد للوصول لأكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع "لابد من تعديل القوانين والتشريعات الوطنية المعنية بحقوق المرأة مثل إلزامية تعليم الفتاة لضمان حقوقها والحفاظ عليها، الحد من ظاهرة الزواج القسري التي تضعف قدرات الفتيات على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي".

وشددت على ضرورة تعديل قانون الأحوال الشخصية وتجريم زواج القاصرات خاصةً، وتكثيف برامج التوعية والتثقيف للحد من ظاهرة التزويج المبكر التي تنتزع من الفتيات حقوقهن وتسلب حريتهن.

 

 

وجاءت قوانين ومواثيق دولية تؤكد حق النساء والفتيات للتمتع بكامل حقوقهن حيث صدرت وثيقة حقوق المرأة الفلسطينية عام 1993 في القدس من قبل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ونصت على ضرورة إجراء تعديلات تشريعية لضمان تمتع المرأة الفلسطينية بكافة الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.