اليمن... زواج المتعة يثير جدلاً في الآونة الأخيرة

أثارت قضية زواج المتعة جدلاً واسعاً في اليمن، إذ يتم تزويج الفتيات عن طريق ما يسمى بالخطاب وتتم هذه الزيجات بدون أوراق رسمية أو ثبوتيات وغالباً ما تنتهي بفترة قصيرة بالطلاق.

اليمن ـ أفاد ناشطون في عدد من المدن اليمنية بانتشار ظاهرة زواج المتعة، مما أثار قلقاً واسعاً بين الأوساط الاجتماعية.

أوضح الناشطون أن هناك أشخاصاً يُعرفون بـ "الخطابات" يقومون بطلب صور ومعلومات من الفتيات بحجة إرسالها لأشخاص في عمان بغرض الزواج، وتتم هذه الزيجات بدون أي إجراءات رسمية أو حضور أهل العروس، وغالباً ما تنتهي بفترة قصيرة بالطلاق.

وفي الآونة الأخيرة، تم تداول فيديو لفتاة يمنية برفقة رجل عماني، مما أدى إلى كشف تفاصيل هامة حول شبكات تستغل النساء في اليمن.

وتظهر في الفيديو الفتاة مع الرجل الذي استخدم تعبيرات غير مناسبة، مما يسلط الضوء على بعض الممارسات التي تهدد كرامة النساء، ويبدو أن الفتاة كانت قد أُرسلت إلى عمان عبر سماسرة يستغلون ظاهرة الزواج لتحقيق مكاسب شخصية.

وأكدت التحقيقات أن هذا السيناريو ليس حالة فردية، بل يتكرر مع العديد من الفتيات اللواتي ترسَلن للخارج للزواج، لكن حالات الزواج هذه غالباً ما تنتهي بسرعة، مما يستدعي الحاجة إلى فهم أعمق للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تُسهل هذه الظواهر، وبعد انتهاء العلاقة قد تواجه الفتيات تحديات عديدة تشمل العودة إلى البلاد والشعور بالعزلة.

وأشار الناشطون إلى أهمية الوعي المجتمعي حول وجود عصابات منظمة تعمل على استغلال النساء تحت غطاء الزواج، إذ تقوم بإرسال مجموعات كبيرة من الفتيات إلى دول مختلفة، حيث يُعتبر الزواج غطاءً لممارسات غير قانونية.

وتلجأ هذه العصابات إلى خداع الفتيات وعائلاتهن بحجة الزواج الرسمي، مما يؤدي إلى موافقة الأهل على إرسال بناتهم دون التأكد من مصيرهن، ويُعبر الناشطون عن استغرابهم من غياب الرقابة الحكومية على هذه المسائل، ويتساءلون عن السبب وراء السماح للنساء بالسفر دون مرافق يُعتمد عليه.

وتسلط هذه القضية الضوء على المخاطر التي تواجه الفتيات، حيث تتعرضن للخداع والاستغلال، مما يستدعي ضرورة التحرك الفوري لمكافحة هذه الظاهرة، وطالب الناشطون بتشديد الرقابة على مكاتب الزواج، بالإضافة إلى تطوير برامج توعوية تساعد الفتيات وأسرهن في التعرف على مخاطر الزواج الوهمي، كما شدد على أهمية سن قوانين رادعة ضد المتاجرين بالنساء.

وتعتبر هذه القضية دعوة للتفكير والتوعية للفتيات وأسرهن، حيث ينبغي عليهن التحلي بالحذر الشديد من عروض الزواج التي تأتي من مصادر غير موثوقة، والتحقق من هوية العريس وعائلته قبل اتخاذ أي قرار، فتعزيز الوعي وحماية النساء أمر أساسي لضمان سلامتهن في المستقبل..