اليمن... منظمات نسوية تدعو للتضامن مع الصحفية هالة باضاوي
أدانت منظمات نسوية يمنية استمرار اعتقال الصحفية هالة باضاوي، ودعت إلى التضامن معها للإفراج عنها بسرعة
نور سريب
اليمن ـ .
لاتزال الصحفية هالة باضاوي رهن الاعتقال في مدينة حضرموت من قبل الاستخبارات العسكرية، ويقابل اعتقالها تعنت رافض لأوامر الإفراج الصادرة عن مكتب النائب العام، ما دفع بالمنظمات النسوية اليمنية لإصدار بيان، يدين ويستنكر ما تتعرض له الصحفية.
وجاء في البيان الذي حصلت وكالتنا على نسخة منه "بكثير من الاستنكار والاشمئزاز والصدمة تلقت منظمات المجتمع المدني والمكونات النسوية اليمنية داخل البلد وخارجه، نبأ اعتقال الصحفية الشابة هالة فؤاد باضاوي بواسطة الاستخبارات العسكرية في مدينة المكلا، واقتيادها إلى سجنه الخاص".
ووصف البيان أن ما يحدث مع الصحفية هالة باضاوي بـ "اعتداء سافر، على شابة عزلاء مخالفاً كل القيم والمبادئ والأخلاق وجميع تعاليم السماء والأرض، وشرائع حقوق الإنسان، ويندرج تحت خانة الإرهاب والتطرف، ويحمل دلالات ومؤشرات خطيرة تطال الأمن والاستقرار، ليس فقط في حضرموت، بل في المحافظات اليمنية كافة، ضد حقوق الانسان وحرية التعبير أرضاً خصبة له ويصبح نبات سام في مسيرة الحركة النسوية".
وأشار البيان التضامني إلى التعنت المستمر وعدم الاستجابة لأوامر الإفراج "تعد المكونات النسوية، تعنت السلطة المحلية والأمنية والقضائية في عدم الإفراج عن الصحفية هالة باضاوي ورفض توجيهات النائب العام بالإفراج والاحالة إلى النيابة الجنائية عوضاً عن الجزائية، إنما يأتي نتيجة استمرار تلك الانتهاكات لحقوق الانسان (الصحفيين والصحفيات وغيرهم وغيرهن) وتقييد لحرية الرأي والتعبير شفاهية وكتابة".
وأكد البيان على أن المنظمات النسوية تشدد على "تمسكها بالمبادئ الإنسانية والمواثيق الدولية والإجراءات القانونية السليمة في أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وضرورة إعلامه بتهمته وأسباب القبض عليه وإحالته للمحاكمة العادلة... وغيرها من الحقوق التي حرُمت منها الصحفية هالة باضاوي في أدنى معايير الحق".
واختتم البيان بالتأكيد على وقوف المنظمات والمؤسسات النسوية إلى جانب الصحفية هالة باضاوي، للمطالبة بالإفراج الفوري عنها دون قيد أو شرط، كما دعا كافة المنظمات النسوية على المستوى الإقليمي والدولي للتضامن معهن من أجل حرية الصحفية هالة والإفراج العاجل عنها".
ومن المؤسسات والمنظمات التي شاركت في إصدار البيان جنوبيات من أجل السلام، وشبكة الصحفيات اليمنيات، والمؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث، ومبادرة مسار السلام (كندا - عدن)، ومؤسسة الإغاثة الحقوقية والاجتماعية، ومؤسسة شركاء، والمؤسسة اليمنية لسياسات المرأة (هولندا).
وعلى صعيد متصل أفاد نقيب الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي بأن الصحفية تعرضت للتعذيب ووضعت في سجن انفرادي في معتقلها بالمكلا، كما أنها تتعرض لضغوط نفسية كبيرة أثناء التحقيق وتلفيق العديد من التهم لها.
وعن استمرار المساعي القانونية فيما يتعلق بقضية هالة باضاوي تقول المحامية والحقوقية عفراء الحريري لوكاتنا "أسعى جاهدة في التواصل مع الهيئات الدبلوماسية ومكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وغيرهم، لأن الجهات الرسمية الحكومية لم تستجيب مثلها مثل السلطة المحلية والقضائية في محافظة حضرموت حين لم تستجيب لتوجيهات النائب العام".
وكانت قد اعتقلت قوة أمنية تابعة للاستخبارات العسكرية، في الـ 30 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، الصحفية هالة فؤاد باضاوي وقامت بمصادرة هواتفها النقالة، على خلفية كتابتها منشوراً على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
وعلى ذلك أطلقت حملات تضامن واسعة امتدت لكل المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً للمطالبة بسرعة الإفراج عنها، واسقاط كل التهم التي جرى تلفيقها لها بعد قيامها بكتابة منشورات تعبر فيها عن رأيها تجاه الفساد في السلطة المحلية بالمدينة.
وجاء في عريضة التهم التي جرى تداولها تحت مسمى مصدر أمني في محافظة حضرموت التابعة للحكومة المعترف بها دولياً أن الصحفية متورطة بأعمال إرهابية وتفجيرات وصناعة ألغام وتركبيها وتهريب عبوات وكانت أكثر التهم غرابة إجراء الصحفية لمكالمات حميمة مع قيادات في الدولة.
وبعد ضغط مجتمعي كبير قامت السلطات الأمنية بحضرموت، في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي، بنقل الصحفية هاله باضاوي من سجن الاستخبارات العسكرية إلى السجن المركزي بالمحافظة فيما لا تزال رهن الاحتجاز.