اليمن... أكثر من 40 طفلاً بين قتيل وجريح خلال نصف عام
أكدت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب تسببت بمقتل وإصابة 107 مدنيين في اليمن خلال النصف الأول من عام الجاري.

اليمن ـ لا يزال شبح الحرب يطارد اليمنيين حتى في فترات الهدوء المؤقتة، إذ أعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب تسببت بمقتل وإصابة 107 مدنيين في اليمن خلال النصف الأول من عام 2025، بينهم أكثر من 40 طفل، أي ما يعادل 37% من إجمالي الضحايا.
في بيان صحفي صدر أمس الأحد 13 تموز/يوليو، قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن اليمن يُعد من أكثر دول العالم تلوثاً بالألغام والذخائر غير المنفجرة، محذرة من أن هذه المخلفات القاتلة لا تزال تشكل تهديداً يومياً لحياة المدنيين، خصوصاً في المناطق الريفية والزراعية.
وأوضحت أن الحادثة الأخيرة التي راح ضحيتها خمسة أطفال في محافظة تعز أثناء لعبهم كرة القدم، ليست سوى واحدة من سلسلة مآسٍ تتكرر في مختلف المناطق، مشيرةً إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً، بعدما تحولت أماكن اللعب إلى حقول موت.
ووصف مدير المنظمة في اليمن الحادثة بأنها "تذكير مرعب بأنه لا يوجد مكان آمن حقاً لأطفال اليمن، فمخلفات الحرب القاتلة ما تزال متناثرة في الأحياء، وعلى الطرق المؤدية إلى المدارس، وحتى في المساحات التي يفترض أن تكون مخصصة للعب".
وأشار البيان إلى أن الحروب المتعاقبة منذ ستينيات القرن الماضي خلفت إرثًاً مميتاً من الألغام والذخائر المتفجرة، وبدلاً من تراجع هذا التهديد، فإن نقص التمويل تسبب في توقف عدد من برامج إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها، إلى جانب أنشطة المساعدة والدعم النفسي للضحايا، في معظم المناطق المتأثرة.
ودعت المنظمة الجهات المانحة إلى التحرك العاجل وزيادة تمويل برامج إزالة الألغام ومبادرات التوعية، مؤكدةً أن هذه الجهود تُعد إجراءات منقذة للحياة، خاصة بالنسبة للمجتمعات الضعيفة وعلى رأسها الأطفال.
كما جدّدت المنظمة دعوتها لجميع أطراف النزاع في اليمن إلى التوقف الفوري عن استخدام الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة، واحترام القانون الإنساني الدولي، محذرةً من أن تجاهل هذه الدعوات سيؤدي إلى استمرار سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين، خصوصاً الأطفال.