"إلى متى؟" و"احتفال الأمنيات"... فعاليتان جسدتا الأمل والتضامن النسائي

في خطوة تعكس قوة الإرادة النسائية والتضامن، عبرت نساء إقليم شمال وشرق سوريا، عن أملهن في القضاء على العنف الممارس ضد المرأة، وأكدن سعيهن لتحقيق الحرية والسلام في ظل الظروف التي تمر بها المجتمعات.

مركز الأخبار ـ ضمن سلسلة الفعاليات والنشاطات التي أطلقتها منصة الفعاليات المشتركة للتنظيمات النسوية بإقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار "بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية، احمي ذاتكِ"، تم اليوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر، عرض مسرحية في مقاطعة الرقة تحت عنوان "إلى متى؟"، كما اجتمعت نساء دير الزور لتأكيد تضامنهن معاً.

الرقة... عرض مسرحي يحاكي اليوم العالمي لمناهضة العنف

أكدت إداريات ومنسقات الهلال الذهبي في مقاطعة الرقة، خلال عرض مسرحية "إلى متى؟"، على أهمية توعية المجتمع وتعريف النساء بكافة أشكال العنف الممارس عليهن، عن طريق الفن، والسعي لمناهضته.

وقالت إدارية وعضوة منسقية مركز الهلال الذهبي سمر جمعة في كلمة ألقتها أن "العنف ضد المرأة يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان واستمراره يدمر عالمنا اليوم"، لافتةً إلى إنه لم يتم القضاء على العنف ضد النساء حتى الآن بالرغم من الجهود المبذولة وذلك بسبب سياسة الإفلات من العقاب المتبعة، وبالتالي العنف لا يزال يشكل عائقاً امام تحقيق المساواة والتنمية والسلام واستيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة "علينا كنساء أن نخوض معركة من أجل كرامتنا وحريتنا".

وأضافت "كفى ألماً وإذلالاً وخوفاً، المرأة تمتلك الحق في السعادة والحرية"، لافتةً إلى أن "من يمارس العنف ضد المرأة فإنه بذلك يمارس العنف ضد نفسه وأولاده ومجتمعه، فالمرأة هي الام والوطن والمجتمع بأسره، وكما قال القائد عبد الله أوجلان (اتحادي مع المرأة نابع من عقلي وكياني وهذه هي هويتي وهذا كياني وهذه هي نظرتي للمرأة وعلى هذا الأساس أحيي ربيع الحرية وازدهارها)".

وحول الحلول الممكنة للقضاء على العنف تقول "الحل يكمن في عدة نقاط أهمها التصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، ومعاقبة كل من يرتكب هذا العنف وفق القوانين والتشريعات، والاهتمام بقطاع التعليم لتعديل السلوكيات الاجتماعية والثقافية والتخلص من الممارسات الخاطئة ضد المرأة".

وعلى هامش الفعالية قالت إدارية مركز الهلال الذهبي للثقافة والفن ميديا سليمان "نهدي هذه المسرحية لجميع النساء بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة"، لافتةً إلى أن المسرحية تناولت عدة قضايا "لقد ركزنا على العديد من قضايا النساء من بينها جرائم القتل المرتكبة بحقهن وغيرها من القضايا المجتمعية، وتطرقنا إلى قصة الأخوات ميرابال، اللواتي تم قتلهن، وكذلك قضية زواج القاصرات، فقد ازدادت حالات الطلاق في المجتمع".

كما سلط الضوء على "ظاهرة انتشار المخدرات لأنه في النهاية يؤثر على المرأة وحياتها ومجتمعها، فبالنظر إلى حياتنا الواقعية فالمخدرات أصبحت مشكلة كبيرة يعاني منها المجتمع، لقد سعت هذه المسرحية لتوعية الأهالي".

 

"احتفالية الأمنيات"... نساء دير الزور تأملن بعالم خالٍ من العنف

وفي قلب مدينة هجين، تجمعت نساء دير الزور في فعالية مميزة تحت عنوان "احتفالية الأمنيات"، حيث عبرن عن آمالهن وأحلامهن في عالم خالٍ من العنف والتمييز، وسط أجواء من التضامن والأمل، تم تسليط الضوء خلالها على قضايا المرأة ودورها المحوري في بناء مجتمع أكثر عدلاً.

وعلى هامش الفعالية قالت عضوة تجمع النساء الجنوبية في مخيم أبو خشب، زهرة التايه "لقد اجتمعنا نحن النساء معاً وسط مدينة هجين للاحتفال معاً باليوم العالمي لمناهضة العنف"، لافتةً إلى أن "فعالية "احتفالية الأمنيات" ليس مجرد احتفال، بل هي فرصة للتعبير عن الأمل والتضامن بين النساء في منطقتنا، نتمنى من أعماق قلوبنا للقائد عبد الله أوجلان أن يكون بيننا في احتفالاتنا المقبلة، إن هذا الأمل هو ما يجمعنا كنساء دير الزور اللواتي يسعين لتحقيق الحرية والسلام في مجتمعهن"، مشيرةً إلى أن هذه الفعالية تؤكد أهمية رفع الوعي حول قضايا العنف ضد النساء ودعم حقوقهن.

وأضافت "في ظل الظروف الصعبة التي نوجهها، نشعر أحياناً بالضعف، فكل امرأة قد تعاني من شعور بعدم الكفاءة أو القلق بشأن دورها في المجتمع. لكننا نجد القوة في قراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، حيث تساهم أفكاره في تعزيز ثقتنا بأنفسنا، إن التعلم من تجاربه يعطينا دفعة قوية نحو الاستقلالية والقدرة على مواجهة التحديات".

ومن جهتها قالت عضوة لجنة المرأة في مجلس المنطقة الشرقية عائشة سليمان المضحي، أن فعالية "احتفال الأمنيات" كان فرصة للنساء للتعبير عن أمنياتهن وآمالهن، حيث قامت كل واحدة منهن بتعليق وردة أو رباط على شجرة، ليعكس تجاربهن الشخصية مع العنف بأشكاله المختلفة "لقد عبرت هذه الألوان الزاهية عن معاناة النساء والعنف ضدهن وضد الأطفال والرجال، أي المجتمع أجمع، نحن نعمل بجد على نشر الوعي حول قضايا العنف من خلال تنظيم حملات توعية وجلسات تعليمية ومحاضرات، هدفنا توعية المجتمع وتغيير المفاهيم السلبية حول دور المرأة وتعزيز حقوقها، إننا نؤمن بأن التعليم هو المفتاح لتغيير الواقع، وسنستمر في هذه الجهود حتى نحقق تقدماً ملموساً في مجتمعنا".

واختتمت حديثها بالقول "هذه الفعاليات ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي خطوات عملية نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً وشمولية، نحن نؤمن بقوة النساء وقدرتهن على إحداث التغيير، ونسعى جاهدين لتحقيق ذلك من خلال العمل الجماعي والدعم المتبادل سنستمر في تعزيز هذه الحملات ونجعل أصواتنا مسموعة، لأن كل امرأة تستحق أن تعيش بكرامة وأمان".