'الوصاية ضربة لإرادة النساء وحقهن في التصويت والانتخاب'

أكدت النساء في ميدان مدينة باتمان بشمال كردستان إنهن ستواصلن نضالهن ضد تعين أمناء في كل من ماردين وباتمان وخلفتي، لأن الوصاية تعني العنف ضد المرأة وقتل النساء.

مدينة مامد أوغلو

إيليه ـ يواصل الأهالي الرافضون للأوصياء المعينين في بلديات ماردين وباتمان وخلفتي نضالهم في الميدان حيث تهيمن عليها سياسات الاعتقال والتعذيب، وكل الضغوطات التي تواجههم.

يستمر الأهالي في مدينة باتمان بشمال كردستان تنظيم الاحتجاجات كل يوم على خلفية تعين أمناء لبلدية ماردين، باتمان، خلفتي، ويسيرون في الشارع الذي تقع فيه البلدية، ويصرخون بمطالبهم دون الالتفات إلى حصار الشرطة وتهديداتها. وأكدت النساء اللواتي شاركن في الاحتجاج وجئن إلى باتمان من إسطنبول أنهن ستتضامن مع النساء في المدينة التي تم تعيين وصي عليها وستواصلن الوقوف إلى جانب النساء الكرديات ضد الوصاية بعبارة "الوصاية ضربة لحرية المرأة".

 

"تم تعيين الوصي على إنجازات المرأة وعملها"

 

 

قالت نوروز توغجي أوزجليك إحدى النساء المشاركات في الاحتجاج، إن أهالي المدينة لن يتنازلوا عن مقاومتهم رغم كل شيء والشعب لن يترك الميادين من أجل إرادته وأنه جاء ليعطي قوة لهذا النضال "نحن في باتمان كمجموعة من النسويات كنا هنا أثناء الانتخابات أيضاً، وبصفتنا نساء نعلم ما تسببت به سياسة الأوصياء في خسارة النساء. هذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تعيين أمناء للبلديات شمال كردستان، وفي كل مرة تدفع النساء الثمن من حياتهن وأرواحهن. لقد مررنا في السابق بعملية تم فيها إغلاق جميع المؤسسات النسائية وإغلاق مراكز الاستشارات والذي أدى إلى ارتفاع حالات العنف ضد المرأة، فالأوصياء المعينين اغتصبوا عمل النساء ومكتسباتهن".

وأضافت "نحن نعلم أن مدينة باتمان هي مدينة أنشأتها النساء تاريخياً وفازت بها، وليس فقط في الانتخابات الأخيرة فقط"، لافتةً إلى أن فرض الوصاية هو في الواقع صد لكفاح المرأة ونضالها.

وأكدت أنهن كنساء ستقفن دائماً إلى جانب عمل المرأة وحريتها، وأنهن في هذه المرحلة ستتضامن دائماً مع المرأة الكردية "من الأشياء التي تحققت في شمال كردستان هو تحرير المرأة ومشاركتها في السياسة، وقد فازت النساء بهذا الأمر بجهد كبير، وانتصرن من خلال وضع حياتهن على المحك"، لافتةً إلى أن الوصاية ضربة لإرادة النساء وحقهن في التصويت والانتخاب "ندعو النساء لحماية إرادتهن اليوم كما فعلن بالأمس، من خلال   رفع وتيرة النضال تحت كل الظروف ونؤكد  كنسويات أننا سنقف ضد سياسة الوصاية هنا اليوم وغداً في كل المدن سنقف إلى جانب نضال النساء".

 

"الوصاية تعني العنف ضد المرأة وقتل النساء"

 

 

الوصاية شكل مؤسسي لعنف الدولة الذكوري بهذه الكلمات بدأت سيلين توب حديثها قائلةً "سنقول مرة أخرى لا لسياسة الوصاية، لأننا نعلم ما تعنيه سياسة الوصاية بالنسبة للنساء هي بالضبط عنف الدولة الذي ترونه خلفنا، نحن لا نرى الدولة أبداً في مكان مفيد لنا، لا في جرائم قتل النساء ولا ضد الفقر، نراها فقط عندما تمارس العنف ضدنا، فهي لم تكن هنا عندما كانت تُذبح النساء لكنها جمعت كل القوى الأمنية الآن لحماية المكان الذي استولت عليه من النساء".

وأكدت أن الوصاية تعني محو النساء من المجال العام قدر الإمكان، وتعني بطريقة أو بأخرى قتل النساء. لقد أغلق الأوصياء كل المؤسسات التي تناضل ضد كل ما تتعرض له المرأة، ونحن نعلم جيداً أنهم أغلقوا الجمعيات والمراكز النسائية وافتتحوا بدلاً منها دورة لتعليم القرآن.

ودعت النساء إلى التضامن من أجل تصعيد النضال ضد قرار الوصاية "نحن هنا اليوم بعدما تجاهلت الدولة إرادة الشعب في كل منطقة وقامت بتعين أوصياء فيها، فالدولة بهذه التعينات تقول أنها لا تعترف بحق الشعب في الانتخاب"، مشددةً على أن "الوصاية هي في الواقع الشكل المؤسسي للعنف الذي يهيمن عليه الذكور، ونحن نقول هذا في كل مكان، إن سياسة الوصاية هي سياسة انتخاب الأمناء، وسياسة اغتصاب إرادة الشعب الذي يقول لا لهم من خلال الانتخابات، نؤكد أننا سنستمر في قول لا للوصاية في كل مجال، لأننا لن نعترف بأي وصي معين، فرئيس البلدية المنتخب في هذه المدينة هو كولستان سونوك سنعترف بإرادتها فقط، وسنستمر بهذا النضال مهما كانت الظروف".