الوحدة النسائية والقواسم المشتركة هدف المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أنطلق المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بيروت، بعنوان "بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية"، الذي ضم مشاركات من مختلف الدول العربية والإقليمية
كارولين بزي
بيروت ـ ، نظمته كل من رابطة جين النسائية، التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، اتحاد المرأة الفلسطينية - فلسطين ورابطة المرأة العراقية والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.
سلطت رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي الضوء على النقاط المشتركة بين نساء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والريادة النسائية التي ظهرت في أغلب بلدان المنطقة سواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أثبتت أن القواسم المشتركة بيننا أكثر مما توقعنا بكثير. الانتفاضات في كل من إيران واليمن والسودان وحتى سوريا كلها كانت بقيادة نسائية. هناك قواسم مشتركة تنطلق من طبيعة المرأة التي ترفض القمع والاستغلال وتميل إلى الأمن والسلام أكثر، ونحن نركز على القواسم والقضايا المشتركة بيننا. إذ أن قضية حرية المرأة قضية عالمية وجوهر المشكلة واحد".
وناقش المؤتمر في جلسته الأولى "الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأثرها على النساء"، وتحدث خلال الجلسة الأولى كل من بشرى علي، مريم ذو الفقاريان علي آباد من ايران التي تطرقت في حديثها إلى واقع ومقومات الدولة القومية والسلطة في المنطقة بالنسبة للتمييز الجنسي والتطرف الديني والتعصب القومي، بالإضافة إلى أثر الحروب والفوضى على النساء وهو ما تحدثت عنه لينا بركات من سوريا.
في الجلسة الثانية تم التطرق إلى التجارب النضالية النسائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعن تجربة النساء الكرديات في النضال النسائي في تركيا تحدثت كولستان كوتش يغيت وقالت في كلمتها "نحن كلنا أولاد هذه الجغرافيا ونحن النساء الكرديات تم تقسيم أرضنا بعد الحرب العالمية الأولى إلى أربعة أقسام ونحن نختبر هذه التقسيمات، ما يزيد من المشاكل والمعاناة التي نعاني منها نحن ويعاني منها شعبنا".
ولفتت إلى أن النساء كيف يتعرضن للهجوم والقمع، ووصفته بالمجزرة. وأضافت "ثمة عدة أبعاد لما نعانيه من إجحاف، ففي تركيا ثمة إضراب عن الطعام تقوم به السجينات السياسيات، وهن يتعرضن للاضطهاد لأنهن يعبرن عن آرائهن. نحن نعيش في منطقة جغرافية صعبة في كل الشرق الأوسط ونعيش تحت أنظمة قمعية، وكل هذه الأنظمة تقوم بفرض سلطتها الأبوية والذكورية علينا".
وقالت إن "النساء في كردستان وتركيا يحاولن ألا ينهرن بسبب حزب العدالة والتنمية ولكن ما يحصل في تركيا بحقهن هو مجزرة، ثمة بعض الحقوق المهمة التي لا يعترف بها حزب العدالة والتنمية بل ويرفض أن ينظر إلى هذه الانتهاكات بحق النساء والأطفال، لكي يبقى وضع النساء محصوراً في العائلة والأسرة".
وأشارت إلى أن "حزب العدالة والتنمية يهدد المرأة عبر كل أطياف المجتمع وكل ما اكتسبناه في القانون المدني يتعرض للهجوم من قبل حزب العدالة والتنمية، واليوم هذا الحزب والأحزاب التركية الأخرى يريدون تقويض وضع المرأة ولكن حركات تحرر المرأة في كردستان وتركيا تقاوم هذه الأفعال".
وعن تجربة المرأة اللبنانية تحدثت الناشطة النسائية حياة مرشاد، التي اعتبرت أن حقوق النساء لم تكن يوماً من أولويات السلطة السياسية، وعلى الرغم من أن النساء اللبنانيات لم تخضن حروباً مثل بعض النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على غرار النساء الكرديات مثلاً، إلا أن نضالات النساء في لبنان ساهمت بصدور قوانين وتعديل قوانين كمساهمتها في تعديل قانون العنف الأسري وقانون التحرش". كما تطرقت إلى العنف الذي تتعرض له النساء ولاسيما في مرحلة الاقفال وانتشار وباء كورونا.
وعن دور المرأة في المجال الاقتصادي تحدثت ايمان الحسين عن واقع وأولويات المرأة في الأردن، والخلل الذي أظهره وباء كورونا بالسياسات الاقتصادية التي تعتبر المرأة جزء منها.
وكان لتجربة النساء العراقيات حضورها في المجال الاجتماعي والذي تحدثت عنه شميران مروكل أوديشو.