"ألوان الحرب" معرض يتميز بلوحات تحاكي تاريخ المرأة

تميز معرض "ألوان الحرب" لكومين الرسم في إقليم عفرين بمقاطعة الشهباء شمال وشرق سوريا بلوحات متنوعة الأفكار والأشكال تحاكي حياة المرأة على مر التاريخ.

فيدان عبد الله

الشهباء - تحت عنوان "ألوان الحرب" نظم كومين الرسم في حركة الثقافة والفن الديمقراطي بإقليم عفرين، معرض للوحات الفن التشكيلي وذلك انطلاقاً من مبدأ "مهما حاول أعداء الإنسانية طمس وتدمير ثقافة الشعوب، سيحمون ثقافتهم ويعيدون إحيائها بأنامل أطفالهم".

شارك في المعرض الذي نظم اليوم الخميس 22 أيلول/سبتمبر 2022، العشرات من أطفال وشبيبة مقاطعة عفرين المهجرين قسراً في الشهباء، وعرضوا 150 لوحة فنية تشكيلية متنوعة المواضيع والأفكار والأشكال منها رسمت بالفحم وأخرى بالألوان المائية، كما تميز المعرض بإبراز المشاركين في المعرض دور وشخصية المرأة على مر التاريخ. 

 

المرأة مضمون أكثر اللوحات

على هامش المعرض قالت معلمة الرسم في كومين الرسم لودميلا هورو أنه وبعد عاماً من العمل والمجهود أرادوا المساهمة في إبراز أعمال ونتاجات العمل الدؤوب الذي قدموه للطلبة وما أتقنوه من إبداع وتميز في مجال الفن والرسم وعلى هذا الأساس نظموا المعرض.

وذكرت أن المشاركين/ات في الرسم واجهوا الكثير من المصاعب والعوائق التي وقفت في طريقهم من صعوبة في تأمين المواد الأساسية للرسم وحالة الحرب التي تشهدها المقاطعة إلى جانب أن عدداً من المشاركات أمهات وتقع عليهن الكثير من المسؤوليات والبعض الآخر طلبة في المدارس والمعهد إلا أنهم بالإصرار والتصميم اختاروا العمل والمشاركة في المعرض.

وأشارت إلى أن العملية التعليمية للرسم على مدار العام انقسمت إلى ثلاث مراحل وأضافت "يسعى المشاركين/ات من خلال رسوماتهم وإبداعاتهم التعبير عما يدور حولهم وبداخلهم من آلام وصعوبات في الحياة اليومية التي يواجهونها بأيام النزوح القسري، كما أن الشابات المشاركات أردن التعبير عن المرأة ومعاناتها وما مرت به على مر التاريخ من اضطهاد وظلم إلى أن كافحت في سبيل الوصول للحرية والعيش بكرامة".

 

بلوحتان متناقضتان عبرت عن المرأة  

في حين قالت رقية الأخرس المشاركة في المعرض بلوحتان تتحدثان عن المرأة ونضالها "من خلال اللوحة أردت أن أظهر صعوبة ما تمر به النساء في المجتمعات بمنعها من الإبداء عن أرائها وتقديم مقترحاتها وذلك عبر رسم امرأة مغمضة العينان والفم وحولها أشواك أي المجتمع الذي يفرض عليها الصمت وتقييد حريتها".

وأضافت "من جانبٍ آخر رسمت لوحة أظهرت فيها مكانة المرأة في المجتمع وضرورة خروجها والمشاركة في جميع مجالات الحياة وأن المرأة بطبيعتها صاحبة أمل وحب للحياة، لذا رسمت هذه اللوحة بالألوان الزاهية والفرحة، وكل لوحة أخذت ما يقارب ثلاثة أيام من الوقت لحين انتهائها".

 

تمسك المرأة بالعلم والمعرفة

من جانبها عبرت الطفلة هبة بابليس عن فرحها وامتنانها لكومين الرسم لما قدمه من إمكانيات ووقت في سبيل تعليم وتدريب أصحاب المواهب في المنطقة وسط ظروف الحرب والنزوح القسري وقالت "أردت أن اتطور في مجال الرسم حبٌ لهذه الموهبة وفي آن ذاته للهروب من أجواء الحرب والقسوة التي نمر بها".

وعن رسمتها ومضمونها ورسالتها بينت "رسمت صورة امرأة مقيدة في السجون وتعاني من الظلم والاضطهاد على يد الأنظمة السلطوية وبيدها كتاب في رسالةٍ مضمونها أنه رغماً عن كافة الضغوطات والممارسات التي تتعرض لها المرأة تبقى متمسكة بالعلم والمعرفة وتطوير ذاتها".

وتأملت من جميع الأطفال والشبيبة أن يشاركوا بمواهبهم وقدراتهم مهما كانت في الفعاليات والنشاطات وتطوير ما يملكون من مواهب وأن يستفيدوا مما يدور حولهم بشكلٍ إيجابي للحفاظ على مواهب وقدرات الأجيال القادمة.